عشية الزيارة التي قامت بها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني لإيران، وجه المرشد الإيراني الأعلى، خامنئي إنتقادا الى الاوربيين حيث کتب المرشد على حسابه على موقع “تويتر” أن “الأوروبيين تسببوا بإحدى أكبر الحروب في التاريخ والتي قتلت عددا كبيرا من الناس.. والحقت بنا ضررا أيضا”.
لسنا نريد تبرئة الاوربيين ولاحتى الدفاع عنهم فذلك موضوع له شأنه و حسابه الخاص، غير أن الذي يجب أن نشير له هنا، أن أوروبا إتعظت من تلك الحروب و الازمات التي عصفت بها وطرأ تبعا لذلك تغيير جذري على أفکارها و نمط حياتها، وان تلك الحروب قد صارت من الماضي، رغم إننا نريد أن نشير الى العديد من السياسات الاوربية الخاطئة و التي تلحق الضرر بالعديد من مناطق العالم ولاسيما الشرق الاوسط، لکننا وعندما نتأمل في النقد الذي وجهه خامنئي، فإن السٶال الذي سيصفعه هو: وماذا بشأن الحروب التي تسببتم او تتسببون بها في المنطقة و التي کان آخرها و ليس أخيرها الحرب في اليمن؟!
المرشد الايراني عندما يتحدث عن إثارة الحروب و عن آثارها السلبية التي تلحقها بالشعوب، فإن عليه أن يضع أمام عينيه کم من الکوارث و المصائب قد لحقت بشعوب سوريا و العراق و اليمن من جراء دور نظامه المشبوه في هذه البلدان، وإن عليه أن يتذکر جيدا الارهابي قاسم سليماني الذي لاعمل له سوى إثارة و إذکاء الحروب و الفتنة الطائفية في دول المنطقة، وان الحديث عن ماضي الحروب يدفع و يستوجب الحديث عن الحروب الحالية و التي يلعب نظام المرشد الاعلى دورا رئيسيا و محوريا فيها.
الحروب و المشاکل و الازمات المختلفة في المنطقة والتي کانت طهران دائما لها يد بشکل او بآخر في إثارتها او التسبب بها، وکما أکدت المقاومة الايرانية على الدوام، فإنها”أي طهران”، کانت تستمد أسباب بقاء نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و إستمراره من ذلك، وبقدر ماکان هذا النظام يلحق أضرارا کبيرة بشعوب و دول المنطقة من خلال هذه المشاکل، فإنه کان في نفس الوقت ولايزال يتسبب في إلحاق أضرار فادحة بالشعب الايراني نفسه أيضا، وان إنتشار الفقر و المجاعة و التضخم الاقتصادي و الادمان على المخدرات و البطالة و إنتشار الجريمة و غيرها من الامور السلبية، إنما هي نتاج و إنعکاس لهذه المغامرات الخبيثة على حساب الشعب الايراني و شعوب المنطقة.
[email protected]