18 ديسمبر، 2024 5:06 م

وماذا عن الجوانب الاخرى؟

وماذا عن الجوانب الاخرى؟

عندما يصرح رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري، ان الصواريخ النقطوية الايرانية التي يبلغ مداها حتى ألفي كيلومتر وتم انتاجها حسب الاستراتيجيات الدفاعية هي منتشرة في قواعد صواريخ مبنية في تحت الجبال وتم تحديد ومسح جميع اهدافها و”اعداءنا يعلمون هذا الأمر” ويضيف بأن”ايران هي من الدول المتفوقة في مجال الطائرات المسيرة في المنطقة وحتى في العالم.”، وعندما تنقل وسائل أعلام النظام الايراني صدى إنتشار اخبار وصور الطائرات المسيرة في مدينة تحت الارض أصداء واسعة في وسائل الاعلام العالمية وتحذر من تعاظم قدرة إيران في مجال الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، فإنه يعلم جيدا کما يعلم أيضا المسٶولين الآخرين في إيران بأن الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية ليس بوسعها إشباع بطون المحتجين في مختلف المدن الايرانية لسوء الاوضاع المعيشية وترديها الى أبعد حد.
باقري وغيره من المسٶولين الذين يتفاخرون بقدرات النظام الايراني التسليحية ومن إن بلدان العالم باتت تتخوف من هذه القدرات وتتحسب منها، فإنهم يعتقدون بأنهم قد حققوا کل شئ وإن مشاکل البلاد قد إنتهت في وقت يتغاضون عن ثمة حقيقة بالغة الاهمية وهي إن تعاظم هذه القدرات التسليحية وکذلك البرنامج النووي وغيره من الامور المشابهة إنما هي على حساب قدرات وإمکانيات الشعب الايراني وحتى يمکن القول بأن تعاظم القدرات التسليحية للنظام الايراني في تناسب عکسي مع القدرات المعيشية للشعب الايراني، ويبدو واضحا بأنه کلما تعاظمت القدارت التسليحية وجرى تطوير الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة فإن الاوضاع المعيشية تسوء أکثر فأکثر أزاء ذلك.
الشعب الايراني الذي يواصل إحتجاجاته المختلفة في الکثير من المدن والمحافظات في سائر أرجاء البلاد، فإنه ليس لايلتفت الى الاخبار المتعلقة بتطوير القدرات التسليحية للنظام فقط بل وحتى إنه ينزعج ويتضايق منها کثيرا، لکونها على حساب مائدته وعلى حساب الاجيال القادمة، ومن دون شك فإن الذي يهم الشعب الايراني ويريد سماعه هو تطوير الاوضاع الاقتصادية والمعيشية وزيادة إنتاج المواد الزراعية والصناعية، وهذه الحقيقة يعلمها النظام جيدا ولکنه وکما هو معروف عنه فإنه لايريد أبدا بأن يحسن الاوضاع المعيشية للشعب الايراني فهو يريد أن يبقوا منشغلين بهذه الامور وليس أن ينشغلوا به، لکن يبدو إن النظام قد نسى بأن ذلك العهد قد ولى الى غير رجعة وإن الشعب الايراني صار يعلم جيدا بأن النظام يتلاعب به من أجل تحقيق أهدافه وغاياته الخاصة التي تتقاطع مع أهداف وغايات الشعب الايراني ولايمکن أن تتفق معه أبدا.