22 نوفمبر، 2024 7:25 م
Search
Close this search box.

وماذا بقي من القرار السياسي العراقي؟

وماذا بقي من القرار السياسي العراقي؟

“لو إقتصرت عملية الدفاع عن الامن على الحدود سوف لن تکون الشعوب صاحبة القرار آنذاك”، هذا ماقاله علي شمخاني، أمين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني، يوم الثلاثاء المنصرم، وکما هو واضح فإن فيه تبرير و تسويغ واضح ليس لتدخلات نظامه في بلدان المنطقة و العالم فقط وانما لأذرعهم أيضا، رغم إن أهم ماقد لفت النظر في تلك التصريحات التي جاءت على لسان هذا المسٶول الايراني هو إن إيران قد أصبحت صاحبة القرار الاول في العراق!
قصة الدور و النفوذ الايراني في العراق، قصة طويلة لکن المٶلف و البطل فيها واحد وهو من يقوم بتوجيه الاحداث و ترتيبها بالشکل و السياق الذي يوافق أهدافه و غاياته، وقد وصل به الامر أن صار يتلاعب بشخصيات قصته فمرة يجعلهم عصابات مسلحة و أخرى يجعلهم فيها ساسة يصرون على الامساك بالاوضاع السياسية و الاقتصادية في العراق و التي هي بالاصل في قبضة بطل و مٶلف القصة، أي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية!
مايبعث على التهکم و السخرية، إنه وفي الوقت الذي تشير فيه کل الدلائل الى إن المجتمع الدولي لم يعد يطيق الدور الايراني في المنطقة عموما وفي العراق خصوصا، ويسعى الى تقليم جدي لأظافره، وفي الوقت الذي لايمر على إيران يوما إلا و تحدث فيه 150 حرکة إحتجاجية في سائر أرجائها بإعتراف وزير داخلية روحاني بشحمه و عظمه، وهو مايبين الى أي مستوى وخيم وصلت الاوضاع في هذا البلد من جراء السياسات المشبوهة و المرفوضة للنظام، فإن أغلب الساسة العراقيين يتهافتون من أجل إسناد دور إليهم من قبل النظام الايراني و الحصول على الاشارة الخضراء منه، وکيف لا؟ فقادة و مسٶولي هذا النظام وآخرهم شمخاني يٶکدون بأن العراق مجرد مقاطعة تابعة لهم.
في 16 من هذا الشهر، تم عقد مٶتمر دولي في العاصمة الفرنسية باريس تحت عنوان(نظام الملالي يعيش في ازمات، ظروف إنفجارية في الداخل، تصدير الازمات الى البلدان الاخرى)، حيث کانت فيه ثلاثة ثلاثة منصات الاولى للأوربيين و الثانية للعرب و الثالثة للأمريکيين الشماليين، معظم المتکلمين من شخصيات سياسية و مٶسساتية، إتفقوا على عدة نقاط أهمها:
ـ النظام في إيڕان يمر بأزمات داخلية خانقة ولايجد حلا لمعضلاته وهو مايجعله في مواجهة مصير مجهول.
ـ شعوب و بلدان المنطقة أدرکت تماما سلبية و مشبوهية الدور الذي يقوم به هذا النظام على حسابها وهو يسعى لجعل بلدان المنطقة ساحة لدفع ضريبة مغامراته الحمقاء و المجنونة.
ـ العالم کله أدرك بأن هذا النظام أسوء من داعش مئة مرة وإن بقائه يعني إستمرار الخطر و التهديد الارهابي ولاأمن أو إستقرار مع بقاء و إستمرار هذا النظام.
ـ هناك إجماع على أن الظروف و الاوضاع الحالية مهيئة أکثر من أي وقت مضى للتصدي لهذا النظام و تشکيل جبهة ضده يکون للعنصر الايراني فيها دورا بإعتباره ممثلا عن الشعب الايراني.
بعد کل هذا، أليس من المثير للسخرية أن نجد ساسة في العراق يتهافتون على بلاط الولي الفقيه الذي سيصبح عن قريب أثرا بعد عين!

أحدث المقالات