-1-
لقد وصف “الاستاذ نوري المالكي ” الطبقة السيّاسية – وهو منهم – بالفشل ..
وهذا اعتراف خطير للغاية، وينطوي على معانٍ وأسرار كثيرة ..!!
-2-
والغريب :
تزامن صدور هذا “الاعتراف” مع مقابلةٍ معه، تُفيد أنه ينتظر الانتخابات النيابية لعام 2018 ليعيد ترشيح نفسه ،
وانه مازال يعتقد بامتلاكه قاعدة شعبية عريضة …!!
-3-
انّ الاعتراف بالفشل ، خصوصاً مع طول المدة التي أمضاها في السلطة والتي بلغت ثمانية أعوام – والتي كان بمقدوره أنْ يُقدّم فيها المنجزات الكبيرة، بينما لم يحصد الشعب العراقي خلال تلك السنوات العجاف الا التردي في الخدمات ، وتوالي عمليات النهب والسرقة للمال العام بنحوٍ أدخل العراق في قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم، والاختناقات الفظيعة في الميادين الامنية والاقتصادية والسياسية ، حتى ليصح القول :
ان تلك الفترة كانت “موسم” الازمات والانكفاءات المرّة في مختلف الجوانب والمرافق …
وهذا يدعونا للتساؤل :
هل يحقّ للفاشل أنْ يكرّر تجربته الفاشلة ؟
-4-
إنّ القراءة المتأنية للاعتراف المذكور ،تشي بأنَّ الرجل قد راجع نفسه وملفاته، وانتهى الى ما انتهى اليه المتابعون للشأن العراقي بكل مفرداته وتضاريسه، من حكم سلبيّ لم يكن لصالحه أبداً ..!!
واذا كان الأمر كذلك، فالمتوقع ألا يقدم في أية انتخابات مقبلة على ترشيح نفسه مرّة اخرى !!
-5-
لقد كانت العلاقةُ بين السلطتين التشريعية والتنفيذية أيام ولا يتيْ “المالكي ” مشوبةً بالكثير من التشنج والتوتر …
وهذا ما كبّد البلاد والعباد العناء والبلاء .
بينما برزت ظاهرة التفاهم والانسجام بين الرئاسات الثلاث في ظلّ المرحلة الراهنة، الأمر الذي أفضى الى تحسين الأوضاع بشكل عام .
-6-
لقد تم التخلص من “داء” تسليط ذوي القربى والأصهار على رقاب الناس … ، وتجاوزهم للخطوط الحمراء دون مساءلة وحساب .
وهذه احدى السلبيات الكبيرة التي رافقت ولايتيْ المسؤول التنفيذي المباشر السابق .
-7-
ولقد حفتّ بالرجل زعانف انتهزت الفرص وقربها منه، للدخول في قائمة كبار الأثرياء في العالم، وتركتْه يواجه الموقف الصعب دون ان يملك خيارات كثيرة ..!!
-8-
وقد راى “المالكي” بأم عينيه كيف انفضت عنه تلك الزعانف وأسلمَتْهُ الى أوضاع لا يُحسد عليها بكل الموازين …
-9-
وأخيراً :
إنّ الاعتراف بالفشل مُهم ،
ولكنّ الأهمّ معالجة ما أثاره الفشل من الثغرات والتداعيات على كل الصُعد والمستويات .
ونحن بانتظار ما سيتخذه الاستاذ “المالكي” من خطوات واجراءات …
-10-
لم نكتب سطراً واحداً عبْر هذه الحقبة الصعبة من الزمن ، من موقع متحيّز يُضمر “للمالكي” البغض .
معاذ الله
انّ علاقتنا به ابتدأت منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي ولم تتسم باي لون من ألوان الفتور …
اننا نكتب ما نكتب تغليباً لمصالح العراق على كل المصالح الاخرى .