19 ديسمبر، 2024 2:48 ص

ومابين مُنتَظِرٍ ومُنتَظَرٌ…من ياترى هو المنتظِرُ؟

ومابين مُنتَظِرٍ ومُنتَظَرٌ…من ياترى هو المنتظِرُ؟

قد يكون الخوض في فلسفة قضية عقائدية يجلب كماً لا بأس به من اللعنات والخوض في فلسفة القضية المهدوية لاشك انه سيجلب لعنات مضاعفة وهذا ما نتوقعه..لوقت ليس بالقريب كنت منهم وكنت معهم وكنت ضمنهم وكنت واحداً كالمليون او واحداً من مليون ولنقل واحداً من مليار وواحداً كالمليار كي نغادر سجع النص وترافة الشعر..الى ان وجدت نفسي يوما خلف قضبان الحديد بالامن العامة سابقا..حينها وجدت نفسي امام فلسفة واقعية لما يعتقده مجتمع ليس بالهين امتداده..حين يأست من الخروج من تلك الزنزانة وايقنت انني لست بمفارقها عن قريب بدأت احلم كثيرا بأن يأتي ذلك المجهول على اختلاف تسمياته فيلمس بقوة الغيب ذلك الحديد الفولاذ فيحوله الى رماد ويقل لي :انطلق مرة اخرى بسماء الحرية وانا لاحول ولا قوة لي حينها فقط تخلصت من الم السجن وثقل الحديد وانحسار النفس بتلك الجدران المقيتة..
هناك علمت وانا ابن هذا المجتمع ان كل هذا المجتمع هو نفسي وانا نفسه..هو كما انا ينتظر جالسا مستسلما لقوة الغيب وهبة الرب حين يأت الفارس السماوي الاسطوري السوبرماني الكرندايزري ليخلصه من السجن وان لم يأت فعلى الاقل يخلص هذا المجتمع من الاحساس بالقرف وضناكة العيش ويجعله معلقا بحلم يستمد منه عيشه البهيمي على اقل التقادير…قرأت عشرات الكتب والكتيبات والمقالات والاحاديث التي تتحدث عن قضية الامام المهدي فوجدتها جميعها بلا استثناء وحتى المتجدد منها تصب في بودقة واحدة وهي(المهدي الخارق)..وهنا قمة ايدولوجية التجهيل والاستخفاف رغم اعترافي ان من ادلجها كان ذكيا جدا وفكر مليا قبل ان يسمح للفَرَسِ الجموح بان ترفس كيف تشاء في ارث جله مزور وباقيه محور ونادره صحيح..
علمت ان هناك جيوشا لانراها ومؤسسات لاندركها وشخوصا وقادة خلف الكواليس تحرك باتجاه ذلك التجهيل المتعمد لتحضى بذلك المجتمع العريض بكل خنوعه وسكوته وانتظاره(الفاشل)..
اكتشفت ان دولا ومؤسسات(دينية) وظفت الكثير من مقدراتها لاستغلال تلك العقيدة لتصنع مجتمعا مخدرا تنبلا من تنابلة هارون ..لازلت اتذكر اول كتاب قرأته عن المهدي وكم اخذ بتلابيب ونياط قلبي انه(كتاب عصر الظهور للكوراني) كان ذلك بداية الثمانينيات ورغم انني اعدت قرائته اكثر من مرة الا انني كرهت بعدها ان اعيد قرائته حين وجدته عنصريا حد الثمالة والقصد معروف الا انني لا انكر انه شدني جدا باحداث مشوقة تاخذ بعقلك ليسرح في خيال خصب وكانك تشاهد فلما للخيال العلمي او فلما من افلام الجن والرعب والتي تعلم جدا انها من وحي خيال الكاتب والمخرج ورغم ذلك تتاثر وتخاف وتفرح وتترقب..هكذا هم اغلب من كتبوا عن الامام المهدي وحتى من كتب بعلمية كما في الموسوعة المهدوية او السلسلة الذهبية او غيرها لم يفارق ابدا تلك الادلجة والتصوير الغيبي البحت…لذا انك لن تستغرب اذا وجدت شيبة تنتظر خروج الشمس من المغرب وتمتشق مسدسا من نوع طارق لتجرب اطلاقته لتبني نتيجة الظهور من عدمه..لاتستغرب انك تجد الملايين تندب يامهدي ادركنا وهي منهزمة..خانعة..لاطمة باكية…
هناك من اوهمهم بايغال بان الصلاة حركات رياضية(كروباتيكية) والصيام امتناع مؤقت عن شهوة الأكل والجنس ولابأس ان تتحايل فتركب سيارتك الحديثة بتكييفها الفذ المجنون لتقطع تلك الفراسخ المشروطة لهجران صوم يوم ظننت انك لن تقاوم به بحجة مرض وسفر وفي عصر السرعة والامكانية فقضاء رمضان متنقلا بين مدن ايران او كردستان او لبنان وما احلاها اذا كانت الرحلة لجورجيا حيث الفتنة والجمال من ماء وخضراء ووجه يقتلع كل ايمانك المهزهز وتستسلم لجسد نحيل يتمايل كغصن بان فينسيك كالثمل بانك في شهر رمضان..
لاتستغرب ان تجد الملايين وهي تهتف باسم المنقذ ولكنها اشد اعداءه مختفيا كان او ظاهرا لان تلك الملايين اوهمها المتصدي (وهنا لي وجهة نظر)بان المهدي لايأتي الا من خلاله لذا فهي منقادة له وليس للمهدي المنتظر وهذا تحصيل حاصل خطط له من عرف اللعبة وعزف على وتر يشجي ويطرب…وحين اقول كما في قاعدتهم فرض المحال ليس بمحال لو ظهر الامام المنتظر الساعة من سيقول له ارجع يبن فاطمة؟؟؟!!!!!!!! انا ام دكتور غسان ؟وان قلنا فمنطقاً ليس لكلامنا اي اثر..من يقل له ارجع يبن فاطمة لابد ان يكون واجهة له من النفوذ والسلطان والجاه والتأثير كي يضطر بعدها المهدي مجبرا على وضع سيفه في عنقه والا لامعنى لحروفي التي اكتبها على صفحتي المسكينة ان لاسامح الله كتبت(ارجع يبن فاطمة…!!!)
هنا فقط ليعلم هذا المجتمع ان انتظارك لاقيمة له لانه لم يكن مقرونا بعمل وليس اي عمل…ارجع القهقري وتفحص الحديث قبل ان تعتقد انني مسست ذات ربك….. 
والحديث لم ينته بعد …….

أحدث المقالات

أحدث المقالات