23 ديسمبر، 2024 11:28 ص

الى شهداء وجرحى العراق في منطقة الرضوانية – آمرلي الثانية سلاما اخوتنا ، أنفسنا ، بنو عمنا . .
وأنتم تتضرعون الى الله الذي تعددت من دونه الآلهة وأنتم لاتعلمون .
مرة أخرى ، سنجتمع تحت خيمة حزننا المستديم بعد ان سقيتم مرة أخرى بدمائنا ركنا من أركان هذه الأرض التي لاتشبع من الدماء ، والتي توالى عليها كل الفاسقين والداعرين والقوادين .
أرض آلهة الخصب ، أرض آدم و تموز وعشتار وبابل وابراهيم ، أرض الخليقة كلها ، التي ماانفكت رياح الصحراء ولعاب البدو والأعراب ترنو الى العبث بخيرها وسلامها ، بخلقها وأخلاقها .
قد سجدتم الى الله الذي يترعرع ويكبر في نفوسكم وكنتم له خير صنو وخير حفيظ . . ينمو بخير ذواتكم وسمو وترفع أخلاقكم ، الله الخير والأمان والعدل ، اللهكم الذي أعرفه أنا وتعرفونه انتم بعملكم ، وليس الله قريش ، ولا الله الخليفة أو الأمير . الله الذي ينمو بين أكناف العادلين والزاهدين فيعم بخيره الأرض . هذا الله الذي شوهه جربان الصحراء وشوهه متديني السياسة ليكنزوا الذهب والفضة ويشيدوا القلاع والعروش والتيجان على عتبات الدم العراقي النازف منذ الأزل والحزن العراقي المتصل وصوت الثكلى العراقية واليتيمة العراقية والأرملة العراقية والنائحة العراقية . .
فهذا مقتلنا الذي لم نتنبه اليه ، وهذه أبشع خساراتنا .
لقد قتلنا ، ولاغ في دمنا ، كل ساسة العراق . .
قتلنا (( صدام والحرس القومي )) ، وكل أحزاب التجارة والطرهات من أحزاب اليمين الى أحزاب اليسار التي تدعي الثورية والوطنية التي مرت على العراق خلال تأريخه الحديث ، لاأستثني منها أحدا .
قتلنا (( بريمر )) ، وأوغل في قتلنا بعمليته السياسية المسمومة (( المقصودة )) التي أباحت وشرعت تفسخ العراق وتحطيمه وبيعه في سوق النخاسة وكشفت ستره وعورته للقوادين واللوطيين وللمومسات والبغايا .
قتلنا ((غلمان بريمر )) ولملوم الأرض الذي هيئه لأستلام مقاليد حكمنا وخيرنا ومصيرنا ومستقبل أجيالنا . من أولهم الى آخرهم ، بكل كتلهم وتجمعاتهم الشيعية والسنية .
الجميع مشترك في عملية القتل المتواصلة هذه ، جميعهم ساهموا في تجنيد هؤلاء الرخيصين وتزويدهم بالحزام والبارود والوقوف على التلة لمراقبة ماسيحل بنا .
جميعهم أعلنوا القتل والحرب علينا ، الكتل السياسية بدستورها وبرلمانها وأحزابها وغلمانها بخضراءها وحمراءها .
قتلنا (( رجال الدين )) وأصحاب العمامات البيضاء والسوداء .
قتلنا (( نحن )) أنفسنا جميعا ، بطرهاتنا وتبجحاتنا وادعاءاتنا الكاذبة كلها حتى في مواضع الصدق . .
فسلام عليكم يوم رحيلكم ووداعكم . .
وسلام على الوادي المقدس الذي لابد ان ينحني للقاءكم ، ويسجد تقديسا لتراب ودم محياكم الجميل .
سلام على أولكم . . وسلام على آخركم .
سلام على أول الحزن ، وأواسط الحزن ، وأواخر الحزن .
سلام على الأمهات الماجدات التي اهتزت منذ بدايات الدمع عروش الآلهة وموازين السماء لحزنهن ، فأمطرت ، وأقطرت ، وصمتت خجلا ووجلا من رقراق دمعهن المستديم .
سلام علينا يوم أضعنا الدروب وفقدنا الحكمة والصواب .
سلام علينا اذ تهنا ، فمتنا .
سلام علينا اذ نعاقر ونشاطر ونبجل موتنا المتجدد ونحن متفرقين في شعاب الوديان يحمل كل منا صنما ، ويعبد صنما ، ويقوده نحو الهاوية صنم . .
سلام على الفراق اذ لالقاء بعده .
سلام على الوداع ونفوسنا المنشطرة التي نودع .
سلام على الحزن وآلهة الحزن ، وربات الحزن اللائي لن ينتظرن بعد اليوم فرج من آلهة ما ، مادمنا نقتات على طرهاتنا ، ونستنشق كل صباح رائحة سفائف الأمور ورديء الكلام . . رديء الصمت . . رديء الرجال . . رديء القهر . .
سلام . . وأي سلام . .
[email protected]