مما لاشك فيه ان بلادنا بعد 2003 تعيش تجربة ديمقراطية جديدة بفضاءات واسعة ومناخات متعددة انعكست على كافة مناحي الحياة السياسية الثقافية الاجتماعية، ففي الماضي كانت الدكتاتورية مهيمنة على كافة مناحي الحياة، وكان اسم اي حزب او كيان او تيار اخر يثير الخوف والقلق لدى رموز وعناصر السلطة الحاكمة وكان الخوف والرفض تحصيل لقناعات ضيقة متخلفة عكستها حياة التقيد وممارساتها المحصورة والمرتبطة الى حد كبير بهوية الزعامات المترددة خوفا على الذات ولتسير مصالحها لانها لم تستطع ان تبني لها قاعدة جماهيرية .. لكن اليوم بعد ان اسقطت الدكتاتورية نجد التغيرات الدرامية في المشهد العراقي خصوصا في الجانب السياسي وتعدد الاحزاب السياسية والباب اصبح مفتوحاً لقبول الاخر والتنوع السياسي لكن نجد للاسف البعض مازال لحد الان يعيش رواسب الماضي فمازال يحلم بصورة القائد الضرورة التي لم تفارقه ويعيش اوهام الماضي ولم يتائر بالواقع الجديد ولايحلو له هذا التنوع السياسي، لذلك ينتهج اسلوب التسقيط السياسي والنيل من الاخر والتشهير والكذب وقد تطورت حملتهم مؤخرا ضد الاحزاب الاسلامية والوطنية وقياداتها التي اعطاها الشعب كامل ثقته وتمتلك قاعدة جماهيريةواسعة ولها تاريخ جهادي مشرف وقدمت التضحيات وقوافل الشهداء في سبيل الحرية .. هذا مايحصل اليوم مع حزب الدعوة الاسلامية وقياداته ونخص منهم الدكتور وليد الحلي بالخصوص لان حجم الكذب والتضليل وصل الى مراحل متقدمة وممنهجة ونزل الى مستويات متدنية لاتليق بشخص د الحلي، إتهامات واكاذيب زائفة ومفضوحة فتارة نجد تصريح ينزل باسم د الحلي ضد السيد المالكي مثلا واخر ينسب له في قضية ما الهدف منه اثارة البلبلة، وانحدرت بعض هذه السلوكيات الى الحضيض وهنا لست بصدد الدفاع عن د الحلي او مدحه، لكن من جانب الحقيقة والانصاف فالحلي ينتمي الى عائلة دينية ثورية معروفة فخاله الشاعر المجاهد مهدي البصير وابيه الحاج عبد الغفار الشهيب الذي كان بيته ومجلسه مفتوحا للدعاة وللحلي تاريخ جهادي مشرف مع اخوانه في حزب الدعوة الاسلامية والمعارضة، وله باع في مجال حقوق الانسان وكتب ومؤلفات علمية، وهو اول من كتب ضد نظام صدام بل اصبحت كتبه مصدرا مهم لتوثيق جرائم النظام السابق وممازالت مواقفه الوطنية تذكر وكتبه ضد نظام صدام وباسمه الصريح شواهد على ذلك، ومن معه مازالوا موجودين احياء فكيف تنطلي علينا هذه الاكاذيب والتزييف التي اتحفظ عن ذكرها لانها لاتليق بمن يمتلك كل هذا التاريخ لكن اقول لهؤلاء الذين لم يتنسموا روائح التغير بعد من ايتام النظام البائد عليكم بالابتعاد عن أساليب التسقيط السياسي لأنها صارت بضاعة بائرة وغير قابلة للتسويق