-1-
يقال :
ان القصيدة بمطلعها
ومعنى ذلك ، أنك تستطيع ان تحكم على القصيدة ، من خلال الاستماع الى مطلعها ، الدّال على قوة السبك والصياغة ، وعلى المعاني العميقة ، والصور الأخاذة والبراعة الفنيّة ، ومستوى الشاعرية
قال المرحوم د. عبد الرزاق محي الدين في قصيدته عن شاعر القطرين خليل مطران :
سَلْ عن الشاعر أو خُذْهُ مثالاً
تغْنَ عن شعبٍ جواباً وسؤالا
وهو مطلعٌ بديع ، يُعَبِّرُ أروع تعبير ، عن قيمة الشاعر وأهميته من جانب ، وعن مستوى الشعب الثقافي ، من خلال تفاعله مع الشاعر من جانب آخر.
فمتى ما أحلّ الشعب، الشعراء مكانةً متميزة مرموقة ، علمتَ أنَّ للأدب فيهم وجوداً ، ومتى ما تنكروا له ولم يعبأوا به ، كشفوا لك عن أنهم في سفوح التخلف ….
وبامكانك – الى حدّ ما – أنْ تنتزع عن المتحدّث فور مباشرتهِ الحديث، صورة اجمالية، سرعان ما تتحول الى صورة تفصيلية ، حين يستمر في الحديث ، ويَعْرضُ أفكاره ويكشفُ أسراره ..!!
-2-
وقد اعتاد بعضُ من استمرأ ” التزوير ” ، وطلّق الحياء ، وباع القيم ، ان يهاتف الناس ، ويقرع أسماعهم ، بالكذبة الكبرى فيقول :
د. (فلان) يكلّمُك
وماهو في الحقيقة من حاملي هذا اللقب ولا يمّتُ له بسبب ولا نَسَب .
انه الكذب الصريح ، والوقاحة المتناهية، والضحك على الذقون ، والاستخفاف بالناس، وبالقيم العلمية والاخلاقية .
-3-
انّ الذي لايُحسن معرفة ما تفعله (حروف الجر) في (الأسماء)، فيرفعها بدلاً من جرّها ، ليس بمقدوره ان يدّعي العلم ونيل شهادة الدكتوراه ..!!
إنّ عليه ان يبدأ بتعلم تركيب الجمل المفيدة قبل ان يباشر عمليات الكذب والاحتيال …
-4-
وكاتبُ السطور ، ممن تستفِزُهُ هذه النزعة المتوغلة في البعد عن رحاب الحقيقة ، والتي يتميّز بها اولئك (الصغار) ممن يحسبون أنفسهم من (الكبار) …. ، وما هم الاّ كبارٌ في اصطناع الاباطيل ،ويتلذذون بان يكونوا مركزاً للقال والقيل …
-5-
لقد غاب عن هؤلاء أنَّ البراقع المصطنعة ليس بمقدورها ان تحجب الحقائق عن الناس ، والشمس لاتحجب بالغربال ..!!
وانهم بأكاذيبهم وتزويرهم ، يهينون أنفسهم ، ويعرضونها للاحتقار والامتنان ..!!
-6-
في الأمثال :
(( عند الامتحان يكرمُ المرءُ أو يهان ))
ولا شك ان الادعيّاء أبرز الفاشلين في اختبار القُدرات والكفاءات .
والعملة المزورة لاتنطلي على الخبراء ، وان انطلت على البسطاء …