الكلُّ يتذكر ما هو ( الورق الكاغد ) وكيف يُستعمل لتغليف بعض الحاجات والمواد ثم يُمزق أو يُستخدم كمائدة مؤقتة للأكل أو شرب الشاي أو أكل ( الداطلي ) !
بشكل عام الكاغد له فائدة وهو نوع من أنواع الورق وكانت بعض الجرائد قديماً تُطبع بالكواغد وجميعنا حمل أكياساً تَسوقَ بها مصنوعة من الكاغد .. ووزارت الدولة في أزمة الرُمادي جميعها وبدون إستثناء فشلت أيّما فشل .. وإنهزمت أيّما هزيمة أمام مواطني الرُمادي وأمام منتسبيها وموظفيها والعاملين في دوائرها بعد أن أخفى معظم ممثلي تلك الوزارات رؤوسهم مع إشتداد لهيب الأزمة وإندفاع وتدفق أهل الرُمادي بين صحراء قاحلة وطرق غير معبدة وسيطرات وجسر واحد كي يعبروا من لهيب الموت إلى أرض أكثر أماناً ما لبثوا أن إصطدموا بعصابات من النصّابين تنتظرهم لا لتقديم العون لهم أو تسهيل أمورهم بل لزيادة عدد أصوات الناخبين في إنتخابات الشر القابلة أو كي يظهر ( طرطور) ما بوجه أبيض بعد أن تلطخ وجهه بجحيم مقرف .. الحقائق فيما جرى يرويها بعض الناجين وأقول
( الناجين ) من مأساة العبور والنزوح الحلزوني الماراثوني لأهلي في الرُمادي لأنَّ عدداً من الأطفال والنساء المرضى والعجائز والشيوخ ماتوا بعيداً عن الرُمادي بسبب تهور وتمسك الكثير من مسؤولي هذه الوزارات بتعليمات كان من الأجدر أن تطبق على أسرى المعارك أو المهاجرين من دول أخرى لا أن تُطبق على أهل الرُمادي .. هذا ليس حديثنا وإنما الشيء بالشيء يُذكر.. ويُذكر معه الحق مطوقاً بالصدق ومعطراً بالفضيلة وكشف الحقائق .. فجميع وزارات الدولة لها دوائر ومؤسسات وممثليات ومديريات في الرُمادي مركز محافظة الأنبار الخالدة .. ومنتسبو تلك الوزارات يعدون بالآلاف هم وعوائلهم نزحوا مع النازحين وهاجروا مع من هاجر على الأقل لإيصال عوائلهم إلى مناطق آمنة ولابأس من العودة إلى مواقع العمل كموظفي وزارة التجارة والصحة مثلاً إن كان بعودتهم فائدة للمواطنين .. ما لوحظ وسُجّل مع الأسف أنَّ جميع وزارات الدولة يظهر بعض مسؤوليها من طغمة الكذابين الّذين لا يُحسن أكبرهم على نطق سطر واحد صحيح باللغة العربية وهو يتغنى ويعلن بأنه قدم العون لأبناء الرُمادي بينما كان الأفضل لهؤلاء الكذابين وشواجيرهم المتخمة بالنفاق أن يقدموا مساعدةً أو معونةً لمنتسبي وزاراتهم وعوائلهم والإتصال بهم وتأمين مسكن مؤقت كريم لهم ولابأس من تقديم يد العون والمساعدة المالية كسلفٍ مؤقتة ( على الأقل وحفاظاً على ما تبقى من ماء وجوههم وما سيذكره النازحون والمهاجرون فيما بعد ) .. لا أن تبحث تلك الوزارات ووزرائها ومن يمثلها من المدججين بشهوة النصب ولذة الإحتيال عن إحصاءات وأعداد النازحين ومن أتى ومن عاد ومَنْ ومَنْ ؟!
أيمكن أن يحدث ذلك في هذا الوقت بالذات لو لم يكن هؤلاء في كويكب آخر وسماء وردية مترفة أنستهم حتى أسمائهم .. في وزارات الكواغد .. المسؤول الحقيقي والقادر على تحمل المسؤولية والصادق له ومنه وعليه ، أن ينضمَّ إلى موظفيه ومعاناتهم وإذا كان شريفاً أكثر ( وهي من النوادر ) عليه أن لا يفارق موظفيه دقيقةً واحدة وهم ينظرون إلى من يمد قلوب الرحمة لقلوبهم المتهالكة .. وأن يجلس معهم ويضحك معهم ويحزن لحزنهم ويوفر ما إستطاع لهم وما تمكن لا أن تبحث بعض هذه الوزارات الكاغدية عن أسماء الموظفين الّذين لم يباشروا في دوائرهم لحد الآن .. !!
ولله الأمر من قبل ومن بعد ..