وللمريض درجات أيضا !!

أجبرتني العيادة الواسعة والنظيفة لأحد أطباء  بغداد العاصمة على مقارنتها بعيادات أطباء مدينتي الديوانية ،  والمفارقة أن سعر تذكرة الطبيب في بغداد هي نفسها  التي يتقاضاها زميله في الديوانية  و تكون غير مضطر للتزاحم أو  أن يستنشق مريضك روائح الأدوية  وباقي المراجعين  فعيادة  الطبيب الذي زرته في بغداد مكيفة وفيها فتحات تهوية  حول المكان .
ولا أريد ألان  أعادة  التساؤل الكلاسيكي الذي  طرح  عشرات المرات حول الجهة التي تملك صلاحية تحديد أجور الأطباء والحد من ارتفاعها بشكل مطرد أو وضع  مواصفات خاصة بعياداتهم ….فيبدو  أن هذا التساؤل هو احد الأسئلة التي تخضع لنظرية   (البيضة من الدجاجة أم  الدجاجة من البيضة  ) وما أكثرها في بلادنا  .
لكن ما يؤلم   حقا   أن احد المرضى  من مدينتي  والمراجعين في ذات العيادة   عندما رأى علامات الارتياح على محياي لنظافة العيادة وسلاسة دخول المرضى  روى لي حكاية غريبة وقال :
قبل سنتين أصبت بعارض صحي وراجعت احد  أطباء الديوانية المشهورين  في عيادته بشارع الأطباء   وطبعا كان حالها كغيرها من المساحة الصغيرة وحشر المراجعين على كراسي خشبية متهرئة وعدم  وجود  تهوية في العيادة فضلا عن روائح المجاميع الصحية الخانقة والباعة المتجولين والحر القاتل  …وبعد نحو أسبوع  تدهورت حالتي فاتصلت بالطبيب فطلب مني أن الحق به  في عيادته  ببغداد  وفعلا ذهبت لعيادته  ولم اصدق انه ذات الطبيب  فالعيادة كانت نظيفة وواسعة ومؤثثة  ورائحتها طيبة حتى أن  السكرتير كان  تعامله راقي جدا … والطامة الكبرى أني رأيت  ابتسامة الطبيب في تلك العيادة في حين انه كان متجهما طوال الوقت في شارع الأطباء ..  وللأمانة  فان سعر تذكرة الطبيب كانت نفسها في العيادتين .
بصدق …دهشت لما قاله الرجل ورحت أتسال هل أن المريض في الديوانية يختلف عن المريض في باقي المحافظات  ؟  أم أن للمرضى درجات .. ؟  .أم ماذا  … من يملك الإجابة رحمكم الله  ؟