23 أكتوبر، 2024 9:24 م
Search
Close this search box.

وللفساد  وجوه أخرى

وللفساد  وجوه أخرى

في كل مؤسسة أو منظمة هناك موظفون متميزون  متفوقون  في أداء واجباتهم ، يجب معاملتهم  معاملة خاصة تقدر تفوقهم دون أن تجعلهم  متعجرفين ومتغطرسين ،وهناك موظفون كسالى لايعطون لواجباتهم أولوية في الإنجاز ،اتكالون يرمون أعمالهم  على الآخرين ،يتهربون من المسؤولية،يبحثون عن إرضاء مديرهم المباشر ويحاولون كسب وده وبأي طريقة،لكي يكونوا في مأمن من العقاب  الوظيفي .
وأفضل طريقة للتعامل مع هؤلاء المتميزين هي بتقدير عملهم ، وتسليط الضوء على إنجازاتهم ،وإيضاح أهمية العمل الذي أنجزوه ودوره في تقدم عمل المؤسسة أو المنظمة ، ولمكافأتهم على إنجازاتهم هو منحهم المسؤوليات والفرص ليتقدموا ويتطوروا،فالمتفوقون يحتاجون وظائف تناسب قدراتهم ومهاراتهم  وتحفزهم على مزيد من العطاء والإبداع .                                                                                                                
إن التفوق يمكن أن يتحول إلى لعنة وسمعة الأداء العالي قد تصبح عبئاً على صاحبها إذا ما توقعت  منه الإدارة أكثر مما يستطيع، لذلك على الإدارة متابعة الموظفين المتميزين ومساءلتهم عن الأعباء الوظيفية والمهام التي يفضلون القيام بها ،فليس من مصلحة المؤسسة أو المنظمة رؤية خيرة كوادرها تحترق بسب الأعباء الوظيفية المبالغ فيها .
فالإدارة الجديدة تترك انطباعات قوية في أعمال الدولة ومدى نجاحها والتقدم الذي تحرزه في مختلف الأنشطة الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية التي تمارسها ويمكن ملاحظة ذلك بالنظر إلى الدول المتقدمة كالولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا فالتطور الحاصل فيها يرجع إلى التقدم الإداري .      
فالإدارة في هذه الدول تتميز بالدقة والمرونة التي تصاحب مختلف الأعمال والمعاملات التي تقدم إلى الموظفين فيها ، وبالتالي فمن الضروري التركيز على هذه الناحية ألا وهى الناحية الإدارية من أجل الوصول إلى المستوى المطلوب الذي ينشده كل مواطن فأي إهمال في الإدارة يؤدى إلي التسيب الإداري  ، ويمكن تعريف التسيب الإداري بأنه ( إهمال الموظف للواجبات المنوطة به والمنصوص عليها في القوانين واللوائح والقرارات التي تنظم الوظيفة العامة بشكل يؤدى إلى مردود سلبي على الإنتاجية وسير العمل ) .    
ارتبط التسيب الإداري في الإدارة بمسألة الغياب و التأخير عن العمل ويشمل التسيب الإداري العديد من الممارسات السلبية للموظف أثناء تأدية مهامه الرسمية مثل الهروب من أداء الأعمال والمعاملات المختلفة،  وكذلك عدم المسؤولية والوساطة في إنجاز الأعمال واستغلال المركز الوظيفي والإهمال الواضح في العلاقات العامة بالإضافة الى انعدام الحوافز المادية والمعنوية التي تجعل الموظفين يقبلون على أعمالهم بجدية  . 
إن ترك الموظفين المتسيبين يسرحون ويمرحون دون أي عمل  يقومون به،وهمهم الأساسي هو تسلم الراتب في آخر الشهر، مما يؤثر سلباً على بقية الموظفين الذين تلقى عليهم الأعمال الكثيرة، ويشعرون بالغبن وعدم المساواة في الواجبات  والحقوق ،خاصة إذا أصبح اختيار الموظف لتولي مسؤولية معينة،  فإن المعيار الحقيقي هو ليس الكفاءة الإدارية بل العلاقات الشخصية والتملق للمدير المباشر .  وعلى الإدارة أن تتذكر أن الموظفين المتفوقين لديهم قدرات مختلفة ،لذلك يجب الانتباه وتحديد الأعمال التي يجيدونها أكثر من غيرها مع معرفة نقاط الضعف والقوة، وتوفير التدريب الضروري لتحسين مهارتهم، وتقليل الأعباء الوظيفية؛ لكي يستطيعوا الإبداع  وتحقيق طفرات كبيرة  للمؤسسة التي يعملون فيها،وإظهار تقدير الإدارة العليا لجوانب تفوقهم .
[email protected]

أحدث المقالات