15 نوفمبر، 2024 12:47 م
Search
Close this search box.

وللعملية السياسية كتابها …

وللعملية السياسية كتابها …

ـــ مرعب هذا الزمن ومخيف, فيه الخنجر يُستل من غمد الثقافة, ليطعن فينا العراقة والعراق, مقالات صفراء مثل صديد الجرح, تؤلب على حق الناس في رفض معاناتها, لم الخوف من عودة الماضي, ما دام الزيتوني ذاته يجري في شرايين مجتمعنا عمامة, عمليتكم السياسية ستسقط, ان لم تكن ساقطة اصلاً, قطار العمامة سيغادر مثلما غادر قطار الزيتوني, انها ارادة امريكا سيدة التحرير في 08 / شباط / 1963 و09 / نيسان / 2003, انها دائماً تغير احذيتها القديمة, وستُخرج قطار العمامة عاجلاً فلديها قطار مزابل جديد ولديها من الأراذل مايكفي, ربما يقلقكم ان يكون الأصلاح عراقياً ـــ .
لا نفهم لغز الأعجاب في العملية السياسية, كل ما فرخته عبر الأثنى عشر عاماً الأخيرة طبقتين عملاقتين, واحدة بثرائها والأخرى بفقرها, طبقة لصوص وطبقة مسروقين, من رحم هوة المظالم ولدت تظاهرات مطاليب واحتجاجات وطنية على عموم عراق الجنوب والوسط, حالة اندماج التجربة العراقية المريرة مع التاريخ النضالي للحركة الجماهيرة في حراك وعي ستنتصر فيه الحقيقة العراقية ولو آجلاً .
حكومة غسيل العملية السياسية التي ولدت من تزاحم الصفقات الدولية الأقليمية والخيانات المحلية, لا تستوعب مضمون الذي يغلي في ساحات التحرير, تحاول الخروج من مسؤوليتها بأساليب خادعة انتهى مفعولها ومفعول فسادها, البعض من كتابها ولأسبابهم, دخلوا لعبة التأليب على المتظاهرين عبر افتعال اختراق مظاهراتهم من قبل (كذا وكذا!) انها افتراءات للنيل من الشرف الوطني للحراك الشعبي وتهيئة الأجواء للأنقضاض عليه .
بعضهم يحتج وبنفس طائفي : لماذا التركيز على السياسيين الشيعة وتجاهل الأطراف الكردية والسنية, وبعضهم يوهم نفسه على ان هناك اطراف تريد حرف التظاهرات عن مطاليبها المشروعة بغية تدمير العملية السياسية وتخريب الديمقراطية, بعضهم يتعمد ابتلاع الحقائق ليبصق مواقفه بوجه الرأي العام, كنا نجهل او نتجاهل, ان للعملية السياسية كتابها ايضاً, يغيرون وظيفة اقلامهم, قيوداً تشد قبضة الشارع العراقي اذا ما اقتربت من عنق فساد الواقع .
للفساد ديمقراطيته وللصوص وزمر التقسيم ديمقراطيتهم, سرقة وتهريب المال العام وارزاق الناس لا تخرج عن سياقها الدستوري, مجلس النواب يعترض” هناك اصوات تخرج عن المتظاهرين, تمس شرفنا الأخلاقي وتسيء الى سمعتنا السياسية وتشكك بنزاهتنا وكفائتنا وخدمتنا لوطننا !! ” وتشهد لهم بذلك مقالات كتاب الخدمة السريعة .
ليس غريباً ان تحاول فيالق المتورطين بفساد العملية السياسية, تجاهل ردة الفعل الوطنية في ساحات التحرير, لكن الأغرب ان بعض الكتاب يحاولون القفز على الحقائق وسحق القيم الوطنية لأنتفاضة الصبر العراقي, كان مفروضاً بهم, كتاب وباحثين واعلاميين ان يتصدروا التيار وركوب الموجة بأستحقاق, لا ان يتمنطقوا عبثاً بمفردات فلسفة الأعاقة, المراجع الدينية تجاوزتهم في تفهمها وتضامنها مع المتظاهرين  .
نسأل كتاب العملية السياسية, شرارة الأصلاح انطلقت منضبطة ملتزمة بأهدافها ومطاليبها المشروعة وبسلوك حضاري حضي باعجاب وتضامن الرأي العام العراقي, بأي حق  تلصق بالمتظاهرين فرية المطالبة بالأسقاط واعلان حكومة الطواريء, ان كان هناك اندساس وعمليات تحريف في اهداف المتظاهرين ومطاليبهم, هل يمكن لها ان تأتي وتؤثر من خارج احزاب التحالف الوطني ملسوع الظهر باللهب المباشر لأنتفاضة الجنوب والوسط .. ؟؟؟ .
على كتاب العملية السياسية وديمقراطيتها, ان يساعدونا ويكتبوا لنا سطراً واحداً عن مآثر عمليتهم السياسية, شرط ان يتضمن نصه قدراً مقبولاً من المصداقية وسلامة الطوية, انهم حتى ولو حاورتهم الف عام سوف لن تقنعهم, لأن حصوتهم لن تسلق ابداً, الحوار الهاديء قد يتفق فيه سياسي وسياسي, لكنه مستحيل بين مثقف ومثقف, لأن احدهم ينتظر سلق حصوته في غليان اللعب على الحقائق  .
يحاولون اقناع الآخر, “ان اعضاء مجلس النواب يمثلون مكونات شعبنا” (يمثلون!!) اي ان هجين فساد مجلس النواب يمثلك, وحكومتك خرجت رشيدة من فوهة صناديق اصواتك, عمليتك السياسية وحتى لا يعود البعث, يحق لها دستورياً ان تتحاصصك ومن الوطنية ان تكابر وتصبر على ما انت عليه, وان تظاهراتك ومطاليبك بحقوقك وتحسين مستوى ادميتك يعني استهدافاً لعمليتك السياسية وحكومتك الرشيدة ومجلس نوابك النزيه ودستورك (الفلته) وديمقراطيتك الفتية القاصرة, عليك اذن ان تكون وطنياً متحدياً معاناتك وانهيار صحتك وفقرك وجوعك وموتك اليومي وتغادر ساحة التحرير وتنزوي داخل هامشيتك لتسد الطريق امام المتربصين بعمليتك السياسية, وعليك ان تكون وديعاً وان تواصل قراءة مقالاتنا وبحوثنا حتى يتم سلق حصوتنا وحصوتك!!! .
السادة الكرام : الوطن هو الأرض والأنسان, عمليتكم السياسية مزقت الجغرافية وتقاسمت السلطة والثروات وبالعوز اذلت الأنسان واحتقرت ادميته, فهل تستحق المحافظة عليها دون اصلاح وطني ناهيك عن مدحها .. ؟؟؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات