يتهم السيد الزعيم بعض قيادات حزبه بالاتكالية والكسل ، ولهذا نراه قد ابعد الكثير منهم اثناء الحملة الدعائية التي سبقت انتخابات مجالس المحافظات . وقد منع (الفيلسوف) من الوقوف خطيبا امام المتظاهرين المؤيدين لحزبه . وقال للفيلسوف هذا : تنّح لا اريد ان يأتي أحدً منكم بعد ان نحقق الفوز ويقول انه ساهم فيه ! واعلن زعيم الحزب امام جميع القيادات المخضرمه بأنه لا يريد ان يتحرك أيا منهم ويكفيهم الجلوس في مكاتبهم ، لأنه يرى بأنهم وراء تراجع شعبية الحزب وانحسار نفوذه ودوره في السنوات الاربع الماضية . وحمل الزعيم المخضرمين مسؤولية الشلل الذي عانى منه حزبه .
ومن طرفهم يقول بعض المخضرمين بأن رئيس الحزب هو المسؤول الاول والاخير عن تراجع شعبية حزبه ، ووصفوا سياساته خلال السنوات الاخيرة بأنها كانت سياسات مترددة وذيلية في كثير من المواقف ولا تستقر على رأي. فمرة ضد المالكي وائتلاف دولة القانون ، ومرة اخرى يخذل القوى السياسية المتوافقة على اسقاط حكومة المالكي ليعطي الاخير حبل النجاة ، مما اضاع ثقة الكتل السياسية به . وصارت تحتاج الى ( كفيل ) ليضمن ثبات الزعيم على أي موقف يتفقون عليه !
بينما يرد بعض قيادات الحزب الشابة والجديدة على هكذا اتهامات بأتهام القيادات العتيقة بأنها كانت فاسدة ومعظم رجالاتها لصوص ، ويعطون ارقاما عن ثروات ( المفكر ) وغيره ، قبل توليهم مناصب وزارية او محافظين او رؤساء مجالس المحافظات وبعد خروجهم من تلك المناصب ! فيقولون مثلا إن أحدهم ، كان لا يملك شروى نقير قبل توليه منصبا وزاريا مهما ، ولكن بعد سنة ، صار صاحب عقارات تزيد على الاربعين عقارا في اغلى مناطق بغداد ، وصار له شركات تجارية لا تعد ، وصار يملك اراضً زراعية تزيد على العشرين الف دونم ! ويقولون ان هذا القيادي المخضرم هو الاقل بين زملائه ثراء . فلقد نهب الاخرون ميزانية الدولة بكاملها خلال السنوات الاربع التي تولوا فيها مناصب المحافظين او الوزراء منهم .
بين الاتهامات المتبادلة هذه ، يفقد الحزب هذا نفوذه السياسي وتتراجع اسهمه ، حتى صار المالكي وغيره من زعماء الكتل يقضون حاجتهم منه ثم يرمونه خارج عمليتهم السياسية ، وصار اشبه ما يكون بـ ( شمهودة ) التي تلطم مع الكبار وتأكل مع الصغار .. والدليل خروجه خالي الوفاض من انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة, على الرغم من حصوله على مقاعد كثيرة!