18 ديسمبر، 2024 7:54 م

ولكورونا فضلها ايضا
أولا: كشفت غزوة كورونا في بلادنا العربية وعبر العالم ان معظم انظمة العالم شرقا وغربا ومعها عالم ثالث متخلف قد جهزت مؤسسات القمع والامن والجيوش من العدة والتجهيزات والميزانيات والافراد أكثر من تجهيز مؤسسات الامن الصحي وحماية البيئة والانسان .

ثانيا: كشفت ان عدد البشر المحتجزين والمعتقلين في غياهب السجون والمحتشدات القمعية أكثر من عدد الاسرة الطبية المخصصة للعلاج والاستجمام والراحة النفسية والاستقرار الاجتماعي وخدمة الانسان.

ثالثا: كذب الواقع كثير من رافعي شعارات حقوق الانسان وزيف منظماتهم عند تكتمهم على اهمال رعاية المسنين والمتقاعدين وتفضيل غيرهم عند تقديم الرعاية الصحية المطلوبة عندما جرى الاختيار بين هذا وذاك من المرضى بسبب نقص اجهزة العناية المركزة .

رابعا: كشفت الازمة هشاشة الانظمة التي تدعي الديمقراطية وتفكك اواصر تحالفاتها الامنية والعسكرية والسياسية عندما تركت بعض البلدان تتخبط وتهزم وحيدة امام اجتياح الوباء ومن امثلة ذلك ما يجري في دول الاتحاد الاوربي وغياب تام لمنظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية واحلاف عسكرية ضخمة كالناتو ومثيلاته عبر العالم.

خامسا: كشف الحجر الصحي في المنازل عن عدوانية بعض افراد الاسر التي لم تجتمع بسبب ظروف العمل والدراسة والغياب عن البيت فظهر تصاعد كبير في معدلات العنف الاسري.

سادسا: كشفت محنة الانسان سقوط كثير من الطقوس الموروثة البالية لدى الشعوب المتخلفة في عادات التعلق بشفاعة الاولياء والأئمة والمراقد وما تم تقديسه جهلا وعبثا بالعقل.

سادسا: سقطت تأثيرات الاحزاب السياسية الكبرى على التحكم بزمام الامور وظهرت الحاجة ماسة الى تنشيط منظمات المجتمع المدني عبر كل اقليم وتوظيف امتداداتها الدولية في حملات التضامن مع ضحايا الوباء.

سابعا: كشفت هشاشة برامج البحث العلمي في جامعاتنا ومؤسساتنا الاكاديمية العربية التي تضخمت في اعدادها وشكلياتها وعدد خريجيها وكشفت عن عيوب واضحة في التخصصات والموارد البشرية المهمة في مواجهة الازمات.

ثامنا: ان مرحلة العولمة الجديدة ما بعد غزوة وباء كورونا ليست كما كانت قبلها وعلى العالم الاستعداد لحوار عقلاني جاد لحفظ مستقبل الوجود الانساني من الانقراض والتدهور الاخلاقي والاجتماعي.