18 ديسمبر، 2024 5:54 م

ولكن ثم لكن واخرها لكن . وأسفا لما حدث وسيحدث

ولكن ثم لكن واخرها لكن . وأسفا لما حدث وسيحدث

ولكن ثم لكن واخرها لكن……. لعل مقتدى كان الوحيد من بين التيارات السياسية، الذي كان يملك قاعدة شعبية مكنته من تنفيذ أجندته السياسية وفرضها على حلفائه ومنافسيه في تشكيل معظم حكومات ما بعد ٢٠٠٣.

وهذه المرة هي الوحيدة التي لا يتمكن مقتدى من اختراق المظاهرات والتحكم بها عبر مناصرية الذين اصبحوا شبه معدومين وسط حركة الاحتجاجات.

وقد شعر مقتدى متأخرا بزوال الجاه، حيث واجه رفضا من قبل المتظاهرين وهو ينظر إليهم شاحب اللون مرتكب الأطراف. وقد انقلب على عادته على حلفائه في الحكومة، مناديا بإسقاط الحكحومة، متبنيا مطالب المتظاهرين، ولكن يبدو أن هذا كله لم يشفع له لدى المتظاهرين الغاضبين على المنظمة التي يكون مقتدى جزءا أساسيا فيها.

ولكن كيف فقد مقتدى شعبيته؟

اولا) رغم أن مقتدى اتقن لعبة التقلب بين الحكومة والمعارضة، فقد حافظ على غنائم السلطة مع الرصيد الشعبي في المعارضة، ولكن لم تنجح اللعبة هذه المرة، بسبب تراكم التجارب لدى الشعب.

ثانيا) لم ينجح مقتدى في تقديم مشروع وطني للعراق، ولم تتجاوز مساهماته السياسية التصريحات الرنانة وتقسيم الحصص مع باقي الكتل الانتخابية.

ثالثا) لم يخضع مقتدى لا نفسه و لا شخصيات تياره الى المساءلة الحقيقية والى قانون الدولة. فقد امتنع من الحضور في محكمة اتهامه بالمشاركة في مقتل السيد عبدالمجيد الخوئي، ولو كان مناصرا لحكم القانون وبريئا من التهمة، كان عليه الحضور في المحكمة والحصول على التبرئة منها، بدل استخدام نفوذه السياسي عبر الضغط على حلفائه لالغاء الملف بشكل غير رسمي وخارج الاطر القانونية. كما أنه لم يخضع أي من شخصيات تياره الى المساءلة القضائية رسميا.

رابعا) رغم مناداة مقتدى بضرورة دمج قوات الحشد في القوات الحكومية الرسمية واتهامه لمنافسيه في الحشد بالخروج عن القانون ومناداتهم بالميليشيات الوقحة، ولكنه قد شاركهم في الامتناع من دمج قواته في القوات الحكومية الرسمية وسكت عن التصرفات غير المنضبطة والخارجة عن القانون لقواته التي كادت تسيطر بشكل كامل على سامراء.

خامسا) الخطاب السوقي ذات النبرة المتعالية على الجميع قد أدى به الى الإنزواء وفقدان الشعبية.

سادسا) حضوره الاخير في ايران وكيفية تعامله مع رموز القيادة الايرانية كانت بمثابة القشة التي كسرت ظهر البعير، مظهرا خواء خطابه السياسي وتقلباته النابعة من المصلحة الشخصية والحزبية..

 

توقع الكثيرون أن تقبض على كرة النار التي أشعلها أبناء الجنوب لتضيء بها ليل بغداد، فإذا بك تصمت وتختفي.

أشعر أنك قد قررت أن لا يكون لك دور سياسي في المرحلة المقبلة. هي خصلة فيك لا يمكن فهمها على أساس حسن النية.

غير مرة هربت من المواجهة.

غير مرة تراجعت وأوقعت أتباعك في حيرة واستفهام.

ولأنهم، أقصد أولئك الأتباع الممتحنين بمزاجك المتقلب مضطرون إلى البحث عن أسباب تسوغ لهم فكرة الاستمرار في اقتفاء أثرك فإنهم اجتهدوا في تمارين القفز على الموانع ونسيان معاناتهم وهم يبحثون عنك بين ثغرات منطقك اللغوي الذي تعجبهم فيه اشاراتك الغامضة التي توحي بعراقيتك، بانحيازك إلى الفقراء، برفضك الانضمام إلى الطبقة السياسية الحاكمة، بتصدرك مشهد الدعوة إلى التغيير وقلب الطاولة على نظام المحاصصة الطائفية والعرقية.

ولكن مهلا، هل كل ما يتخيله أتباعك صحيح؟

لقد دعوت يوم فازت قائمة “سائرون” التي تتزعمها بالمرتبة الأولى في الانتخابات الأخيرة إلى قيام حكومة أبوية. طبعا لا أحد سألك عن ذلك المفهوم الجديد في عالم السياسة. أنا بدوري لن أسألك. أعرف أنك تتحدث بلغة رجل دين في بلد أعمت الانحيازات الطائفية سكانه عن التعرف على المنطق السياسي الذي يحكم عصرنا الحديث.

يمكنني أن أتكهن بمعنى الأبوة الذي انطوى عليه ذلك المفهوم. فبالرغم من أنك لا تزال شابا فإن منصبك الديني الذي أجهله بسبب عدم خبرتي في عالم الكهنوت الشيعي يؤهلك لأن تنظر إلى أتباعك ومن بعدهم الشعب كله إذا ما قيض لك بأن تحكم باعتبارهم أبناء لك.

تلك علاقة تقع خارج مفاهيم السياسة الحديثة. غير أنني لن اعترض عليها بسبب تفهمي لمنهجك الذي يُخضع السياسي للديني. وهو ما لا يمكنك التخلي عنه. إنه شرطك الإنساني الذي لا يمكن الاعتراض عليه إلا إذا افترضنا أن في إمكان العراقيين اليوم التخلص من لوثة الدين التي حرمتهم من التمتع برؤية الحقيقة في إطار حكم مدني يرعى مواطنتهم ويشيع بينهم مبادئ المساواة والآخاء والتسامح والعدالة الاجتماعية.

ذلك أمر بعيد المنال في ظل تمكنكم أحزابا دينية من السلطة.

بناء على دعوتك الأبوية كنتُ أتوقع أن تكون أبا للمحتجين الذين لا يزالون في العشرينات من أعمارهم. إنهم الأبناء الذين لم ينتظروا قيام حكومتك الأبوية بسبب يأسهم من الطبقة السياسية الفاسدة التي لا يزال في إمكانها أن تصنع صورة العراق في المستقبل، وهي صورة مظلمة.

لقد توقعت سيد مقتدى أن تنضم إلى المتظاهرين.

أيضاً لم تلتحق مدينة الصدر (الثورة سابقا) التي عرفتُها في ما مضى جزءا من حزام الفقر الذي يحيط ببغداد بالانتفاضة. هناك يقيم شعبك. هل استفاد شعبك من مرحلة الفساد بحيث صار لا يخرج للتظاهر إلا في سياق أجندتك الشخصية؟

أخشى أنك قد أفسدت شعبك.

لقد توقع الكثيرون أن تقبض على كرة النار التي أشعلها أبناء الجنوب لتضيء بها ليل بغداد، فإذا بك تصمت وتختفي. لا إشارة ولا كلمة منك.

أفهم لمَ يصمت الشيوعيون الذين انضموا إلى قائمتك لأسباب انتهازية. ولكن أن تصمت أنت فذلك ينطوي على معان كثيرة.

لقد سبق لك أن دعوت إلى التظاهر، فهل تدخل تلك الدعوات في سياق التنافس الحزبي ولا علاقة حقيقية لها بمطالب الشعب؟

ما معنى أن جمهورك اقتحم ذات يوم مبنى رئاسة الوزراء وعبث بمحتوياته؟

أخشى أنك كنت ولا تزال تلعب بأعصاب خصومك من السياسيين الشيعة الذين وهبوك حصتك في ثروة العراق مرغمين. أنت تعرف أنهم يكرهونك ويكرهون والدك. لم يكن مناسبا أن تدعو رجلا تحوم حوله شبهات الجريمة مثل هادي العامري لإلقاء موعظته في التسامح في الحفل الذي أقمته احياء لذكرى والدك. لقد سمحت له بأن يخاطب المحتجين بلغة التضليل والخداع التي باتت مستهلكة ولا تنسجم مع اللحظة المصيرية التي بادر شباب العراق إلى صياغة ملامحها بعيدا عن صفقاتكم الحزبية.

ما لم يدركه العامري وسواه من سياسيي مرحلة ما بعد الاحتلال أن المجتمع العراقي قد تجاوزهم خبرة وممارسة في العمل الميداني.

ليس هناك من أحد ينتظر منكم خلاصا. كان هناك رهان عليك باعتبارك داعية للخروج من منطق المحاصصة أفشلته بنفسك حين أظهرت عجزك عن فهم المتغيرات من حولك.

هناك شعب شاب سيد مقتدى. هذا الشعب لا يعرفه أحد منكم. إنه شعب مختلف عن ذلك الشعب الذي أعمته حروبكم العقائدية عن رؤية الحقيقة.

ذلك الشعب لن ينتظر مع صيحة الديك فتوى من السيستاني ليبدأ نهار حريته ويباشر العمل من أجل أن يستعيد وطنه المسروق وثروته المنهوبة.

ليست لذلك الشعب حاجة إلى زعيم مترع فمه بغبار كتب المرويات الطائفية. سينبعث زعماؤه من بين صفوفه حاملين أفكاره الوطنية عن الكرامة والعدالة والمساواة والنزاهة وكل ما تفتقر إليه الأحزاب الدينية من قيم إنسانية.

لقد كان ذلك الشعب يأمل بكم خيرا وخذلتموه. أقول لك بصراحة “فعلتَ خيرا فلا حاجة لذلك الشعب إلى أن تضيع صرخته في مزادكم المفتوح على الصفقات الفاسدة التي تظللها المرجعية الدينية بجناحيها”.

 

التيار الصدري يقوم على عقيدة مذهبية شيعية، لديه إدارة اقتصادية وعسكرية لها السبق في تأسيس أول ميليشيات قاتلت المحتل وخاضت حروباً عقائدية في ما يسمى “جيش الإمام المهدي”، الفصيل العسكري الأول الذي تفرعت منه كل الألوية والفصائل الميليشياوية الموجودة في العراق وكانت تدين بالولاء لآل الصدر، لكنها انشقت وزعيمها السيد مقتدى ولها اليوم فصيلان عسكريان هما “سرايا السلام”، و”لواء اليوم الموعود”، الذي لا يعرف عنه أحد شيئاً إضافة إلى “جيش المهدي” المجمد بقرار من مقتدى الصدر.

أزمة الصدريين حالياً في صعوبة العودة للبرلمان وخسارة موقع النائب الأول لرئاسة البرلمان، وكذلك عزوف محتجي “تشرين” عن التوافق معهم وتبني شعاراتهم جراء الخذلان الذي واجه “التشرينيين” خلال احتجاجات 2019 وما تلاها إضافة إلى احتكار القرار السياسي من قبل السيد مقتدى الصدر وغياب القرار السياسي الجماهيري.

 

عراقي انا شيعي في العلا سني الصدى مسيحي الشذى صابئي الرؤى ايزيدي الولا اسلامي المنتهى مدني النهى عربي القنى كردي السنا اشوري الدنى تركماني المنى شبكي الذرى

أرادة الشعوب تنتصر دائما بأذن الله ((((مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (45) وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47))))) صدق الله العظيم

“اليوم أكملتُ لكم الصورة وأتممتُ لكم اللمسات الأخيرة بعد أن أكملتُ المشورة ورضيتُ لكم الحكومة، حكومة لا سنية ولا شيعية ولا عربية ولا كردية ولا قومية ولا طائفية بل حكومة عراقية أصيلة ومعارضة بناءة أبيّة سياسية سلمية.

ثم إني سوف أستنير برأي المرجعية والعشائر الأبيّة وبطبقات الشعب الكبيرة وسنطلعهم على تفاصيل الاجتماعات الكثيرة ليكون لهم الأقوال السديدة.

ثم ننتظر الكتل النزيهة ذو التوجهات الوطنية الثمينة لتشكيل حكومة أبويّة قوية تعطي للشعب حقوقه وللفاسد عقوبة شديدة والله ولي التوفيق”.

حكومة وطنية نزيهة .

 

وقال السيد الصدر، في تغريدته “أنا واصحابي لا شرقيون ولا غربيون ولن يحكم فينا (ابن الدعي) كائنا من كان.

واستشهد السيد الصدر في تغريدته بكلام الله المجيد بقوله تعالى (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ: (الاصلاح) و (الوطن) يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا)

واضاف: فيا ربي هيئ لنا من امرنا رشدا.. انت الهي وسيدي ومولاي اغفر لاوليائنا وكف عنا اعداءنا واشغلهم عن اذانا وأظهر كلمة الحق: (الاصلاح) واجعلها العليا وادحض كلمة الباطل: (الفساد) واجعلها السفلى انك على كل شيء قدير)

وختم السيد الصدر تغريدته بتوقيع (حفيد الامام الحسين مقتدى الصدر)

 

هل فشل الصدر في أن يكون ظهيراً لعراق قومي؟

 

القيادي الأبرز اليوم في العراق هو السيد مقتدى الصدر، يخوض منذ 11 شهراً صراعاً مباشراً مع القيادات الشيعية الأخرى النافذة التي سمت نفسها «الإطار التنسيقي»، والموالية معظمها لإيران، على تشكيل الحكومة. الصدر فاز بأغلبية مقاعد البرلمان، وكان متأهباً لتشكيل حكومة توافقية تضم كل الأطراف الوطنية من شيعة وسنة وكرد. لكن هذا الهدف اصطدم بقوى مضادة تشرح بشكل واضح النفوذ الإيراني في العراق من خلال بوابة القضاء، إذ صدر أمر قضائي بأن تشكيل الحكومة يتطلب تصويت ثلثي البرلمان، مما جعل من المستحيل على الصدر تشكيل حكومة في وجود ثلث معطل… سيناريو شبيه بما يحصل في لبنان.

الصدر يظهر نفسه اليوم كشخصية وطنية، مفتوحة على كل الأطياف على الساحة العراقية، والأهم من ذلك مواقفه المتكررة منذ 2019 الرافضة لأي تدخل خارجي، خصوصاً من جهة إيران. السيد مقتدى قالها صراحة أمام ضيفه الزائر إسماعيل قاآني، الذي خلف قاسم سليماني في قيادته «فيلق القدس»، بأن لا تتدخلوا في العراق.

هل كان من الممكن للصدر أن يقف في وجه إيران في العراق من خلال إزاحته للأحزاب الموالية لطهران من السلطة؟

الصدريون قوة سياسية كبيرة في الساحة، وحققت حتى الآن اختراقاً واضحاً للهيمنة الإيرانية لأول مرة منذ الغزو الأميركي وسقوط نظام صدام حسين في عام 2003، كانوا الجبهة الشيعية الوحيدة التي وقفت ضد الوجود الأميركي في وقت كانت فيه معظم القوى الشيعية قد داهنت الأميركيين للوصول إلى السلطة، وتحقيق نفوذ واضح على حساب الكتلة السنية التي تراجعت عمداً عن المنافسة وظهرت كأقلية ضعيفة. ثلاثة عقود كانت إيران مسيطرة على العراق من خلال أحزاب سياسية تمتلك ميليشيا مسلحة، حتى ظهر الصدر منذ حوالي ثلاثة أعوام بموقف رافض للتدخل الإيراني ضمنياً أو صراحة، من خلال مواقفه التي كان آخرها رفضه لقاء رئيس «فيلق القدس» قبل شهر، وإغلاقه مدرسته الدينية في مدينة قم الإيرانية. الصدر رفض الحوار مع القوى السياسية الأخرى، الإطار التنسيقي، وهو الحوار الذي ترأسه رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي، إضافة لاجتماع الأمس الخاص بالرئاسات الثلاث.

الواقع أن إعلان مقتدى الصدر الانسحاب من العمل السياسي الذي فاجأ الجميع، يوضح تعقيد المشهد في العراق، والصعوبة التي يواجهها الصدر في معركته ضد أنصار إيران في العراق، على رأسهم نوري المالكي. يبدو أن الصدر خسر هذه الجولة، لكن المعركة لا تزال مشتعلة، والحاجز المقدس الذي بنته إيران في العراق لثلاثة عقود تم اختراقه، بصرف النظر عن النتائج الحالية وانسحاب الصدر. ومع توجهه القومي في تشكيل حكومة وحدة تمثل كل الطوائف بمنأى عن التأثير الخارجي، خصوصاً من إيران، إلا أن هناك عوامل مؤثرة قائمة تحكمت في تحرك الصدر؛ أهمها الخشية من اندلاع حرب أهلية بين الميليشيات التي تقودها قوى سياسية مختلفة في الرؤى، إضافة إلى التهديدات التي تستهدف شخصه وأسرته… كأننا أمام ذكرى رفيق الحريري في لبنان.

الصورة من بعيد تظهر السنة في موقف ضعيف، أعلى آمالهم أن تكون خلف قيادة شيعية تنظر لمصلحتهم، والكرد أيضاً يواجهون تدخلاً عسكرياً إيرانياً في أراضيهم، وسلطة قضائية منعتهم من بيع نفطهم بمعزل عن الدولة الفيدرالية. أما الشيعة فمن الجلي أن الصدر يقود الشيعة العرب، صدريين وغيرهم، على حساب الشيعة الموالين لإيران، وهذا يفسر الصور التي يرفعها مؤيدوه وهو يرتدي الكوفية العربية.

مقتدى الصدر خلال الانتخابات التي جرت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي كان قد تعهد بالقضاء على الفاسدين الذين تسببوا في أزمات اقتصادية لدولة غنية منتجة للنفط، وهذا يعني أيضاً أنه يهدد مصالح لشخصيات نافذة اغتنت خلال العقود الثلاث جراء غياب الرقابة والمحاسبة. خصوم الصدر في العراق قوى مترابطة المصالح لن تسمح بسهولة بالمس بمصالحها.

وإن انسحب الصدر، فإن كاريزما الصدر وقاعدته الشعبية لا يمكن أن ينسحبا لأنهما أسسا لمعارضة قوية، ويحسب له أن علق الجرس في دولة تعاني من التلوث بأصوات الفساد السياسي والمالي.

 

لقد خسر الصدر مرغما وتكتيكيا المعركة مع الأطار؟

 

نعم هي هكذا ، فيبدوا أن معركة الصدر مع خصومه الأطاريين والتي بدأت منذ ظهور نتائج الأنتخابات الأخيرة التي جرت في 10/10/2021، قد أنتهت فعليا على أبواب ومداخل المنطقة الخضراء وقاعات البرلمان وشوارع القصر الجمهوري ومكاتب رئاسة الوزراء ، حيث راح ضحيتها أكثر من 30 عراقي وضعفهم من الجرحى وأنسحاب التيار الصدري وأعتزال زعيمهم العمل السياسي!0 أن أتباع التيار الصدري يرون ما حدث في المواجهة مع خصومهم أخوة المذهب ، هي قريبة الشبه بما حدث للأمام علي (ع) ، في معركة صفين! حيث جاء التحكيم بين جيش الأمام علي وجيش معاوية ليوقف زخم النصر الذي كان قاب قوسين وأدنى من جيش الأمام علي ، فأتباع التيار الصدري يشبهون ذلك برسالة السيد (الحائري) ، التي كبّلت قائدهم السيد الصدر وشلت تفكيره وبالتالي أوقفت زحفهم صوب القناة الاخبارية العراقية وأحتلالها وأعلان بيان رقم واحد! حسب ماكان مخطط ، وتشكيل حكومة الأغلبية السياسية ، والتي يبدوا أنها كانت حلما داعب مخيلة وعيون الزعيم الصدر وأتباعه وستبقى هكذا! 0 فمن ملامح أجواء المعركة السياسية ، يتضح أن حلفاء الصدر من (البرزانيين والحلابسة) ، لم يلبوا طلبه ويحذوا حذوه بمقاطعة العملية السياسية والأنسحاب منها كما كان يريد الصدر ويتوقع ! ، حيث أنهم تعاملوا من خلال مفهوم السياسة التي ليس فيها عداوات ولا صداقات دائمة بل فيها مصالح دائمة ، ولا لوم عليهم في ذلك ! ، أليست هي لعبة سياسية ؟ والشاطر من يعرف كيف يلعبها ويكسبها؟ ، وهذا هو منطق السياسة ومفهومها فالسياسة ليس فيها عواطف ! ممكن أن تكون فيها بعض المجاملات والدبلوماسيات ولكن عندما تصل الأمور للمصالح فالأخ لا يعرف أخاه لا سيما ونحن نتكلم عن سياسيين عراقييين!!0 أن الأطار التنسيقي يسارع الزمن وهوالأكثر تلهفا لأنتهاء مراسيم زيارة أربعينية الأمام الحسين (ع) ، التي كانت الهدنة بين طرفي النزاع حيث تم تأجيل بقية المعركة بتفاصيلها السياسية الى ما بعد انتهاء الزيارة الأربعينية!0 ومن الواضح أن زعامات الأطار التنسيقي ينقلون قطعهم على رقعة اللعبة بذكاء وفطنة للوصول الى نهايتها ، وذلك من خلال أعلانهم وأصرارهم على عقد جلسة البرلمان بعد أنتهاء المراسيم الحسينية فورا ، والتي سيتم فيها أنتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ومن ثم تشكيل الحكومة التي يريدونها، ويبدوا انهم أكملوا كل الترتيبات بذلك! وخاصة بعد أن أمنوا جانب البرزانيين والحلابسة في ذلك! ، وبعد أن أغلقوا كل الأبواب بوجه الزعيم الصدر وآخرها باب المحكة الأتحادية الذي كان يراهن عليه السيد الصدر، ولكن جواب رئيس المحكمة السيد (فائق زيدان) ، جاء على غير ما يشتهي السيد مقتدى! ، عندما نأى بنفسه جانبا حيث كان جوابه قانونيا ومنطقيا عندما أوضح بعدم وجود نص دستوري يحل بموجبه البرلمان! ، لأن البرلمان هو أصلا متجاوز لكل المدد الدستورية ، وعليه أن يحل نفسه بنفسه بعيدا عن القضاء!0 الأطار التنسيقي والحلابسة والبرزانيين ومعهم المستقلين وبقية النواب يبدوا أنهم سوف يصمون آذانهم! عما قاله السيد (زيدان) وسيمضون قدما لعقد أجتماعهم البرلماني وأكمال بقية فصول المشهد وتشكيل الحكومة! 0 الذي أريد ان أقوله بأعتباري متابع للمشهد السياسي أن على السيد الصدر أن لا يلوم أحد بذلك ألا نفسه! ، فخصومه السياسيين كانوا أذكياء بأستغلال هفوته عندما أنسحب من البرلمان والذي كان أنتحارا سياسيا ورصاصة الرحمة التي أطلقها على نفسه وعلى التيار! ، حيث قدم الفوز لخصومه على طبق من الشهد! ، فسرعان ما أكملوا العدد المنسحب من التيار من أتباعهم ومريدهم!0 أرى ومن وجهة نظري أن السيد الصدر قد خسر المعركة تماما وخاصة بعد موقف حلفائه البرزانيين والحلابسة وبعد جواب السيد زيدان له ، وعليه ان يعترف بذلك!0 والسؤال هو: هل سيقتنع ويعترف الزعيم الصدر وأتباعه بأنتصار خصومه عليه؟ أم سيذهب الى الشارع والى التظاهرات والأعتصامات وهذه هي الأكثر توقعا؟ أم أنه سينأى بنفسه بعيدا عن كل هذا الوجع والصداع والقيل والقال لاسيما وأنه أعلن أعتزاله العمل السياسي بعد أستلامه رسالة الحائري؟ ، ومن يدري لربما سيأخذ بنصيحة المفكر (حسن العلوي) ، الذي نصحه بترك السياسة والذهاب الى سوريا وأن يقضي بقية حياته هناك!! ، وذلك عبر الرسالة التي تناقلتها مواقع التواصل الأجتماعي قبل أيام؟0 أخيرا نقول : أن الأسابيع القادمة حقيقة ستكون مفصلية ليس في صورة المشهد السياسي فحسب بل في صورة المشهد العراقي بكل عمومياته وتفاصيله ، فنحن مقبلون على أحداث لا تسر! ، لاسيما وأن التفكير بمحاولة تكرار أقتحام المنطقة الخضراء من قبل انصار التيار الصدري ، أصبحت شبه مستحيلة بعد الأجراءات التي أتخذت لتحصينها أكثر عسكريا ولوجستيا!!0 ومن يضحك أخيرا يضحك كثيرا

 

لطالما تبجح مقتدى الصدر بشعبيته ووطنيته وتبنيه أحلام الفقراء. كل ذلك صار في ليلة وضحاها من الماضي.

فرجل الدين الشيعي الشاب سبقته الأحداث حين امتلأت شوارع المدن العراقية وساحاتها بالمحتجين الشباب من غير أن يكون له صوت يُسمع.

كانت صورته وهو يتوسط خامنئي وسليماني في طهران قد خيبت آمال الكثير من أتباعه والمعجبين به. لقد صدمهم أن يظهر باعتباره إيراني الولاء.

يومها فقد الكثير من هالته.

وفي واقع الأمر فإن الصدر لا يختلف عن سواه من أقطاب العملية السياسية في العراق. فهو موجود بإرادة قائمة على تسوية أميركية ــ إيرانية. وهو فاسد لأنه يمول تياره من أموال الدولة العراقية. كما أنه طائفي لأنه يقود ميليشيا سبق لها وأن ارتكبت مجازر في حق العراقيين.

إذا ما كان الشيوعيون قد ارتضوا بناء على موقف انتهازي أن يكون الصدر زعيما لهم فإن ذلك لا يعني أن الرجل قد كف عن خداع الفقراء بعمامته وصار داعية لقيام دولة مدنية.

ما لم يقله الشيوعيون أن الصدر يعتبر قيام دولة مدنية نوعا من الكفر.

لقد تحدث طويلا عن الكفاءات التي يمكن أن تدير الدولة. لكننا ينبغي أن نكون حذرين في تفسير المعنى الذي يقصده.

فالظرف الذي جعله زعيما لابد أن ينتج كفاءات من نوعه. وهو ما يعني أن الحثالة لا يمكن أن ترشح إلا حثالة من نوعها. فالصدر لا يمكن أن يعلو على واقعه الثقافي الرث. لذلك كان النواب والوزراء الذين اختارهم من تياره لا يختلفون في انحطاطهم وتخلفهم وتدني معرفتهم وفسادهم عن نواب ووزراء الكتل السياسية الأخرى.

اليوم يجد الصدر نفسه معزولا.

الشباب الذين خرجوا محتجين في مختلف المدن العراقية لم يكتفوا برفع شعارات تتعلق بالخدمات الأساسية التي صارت في حكم الميؤوس منها بل إنهم رفعوا شعارات تطالب بتغيير النظام السياسي واسقاط نظام المحاصصة الطائفية التي استفاد منها الصدر وأشباهه وحصلوا من خلالها على شرعية سلطتهم الزائفة.

ولأنه قصير النظر في رؤيته للتاريخ كما هو حال سياسيي العراق الجديد فقد توقع الصدر أن تكون الاحتجاجات محدودة وستنتهي “لأنها لم تحظ بمباركته”.

غير أن ما لم يكن يتوقعه أن تنضم المدن التي كان يعتبرها محميات لشرعيته إلى الانتفاضة الشعبية التي تميزت بتلقائيتها.

لقد خسر الصدر رهانا، كان يشكل جزءا من قوته في مواجهة القوى الشيعية الأخرى. عبر عن محدودية ذكائه يوم أعلن عن إيرانيته. لذلك فإنه لن يستعيد مكانته حتى بالنسبة لأتباعه الفقراء الذين صاروا يدركون أن دولتهم الثرية تخدعهم من خلال خطبة الجمعة التي يلقيها ممثل المرجع الأعلى السيستاني.

فبعد أن وصل مقتدى الصدر بنفسه بـ”وطنيته” إلى الحضيض ها هم الشباب المحتجون يفضحون بأصواتهم الهادرة كذبة شعبيته.

فالرجل لا يملك مشروعا وطنيا حقيقا للتغيير. كان في السابق يمارس دورا كيديا ضد خصومه الشيعة من أجل كسب ود إيران.

وإذا ما كان الصدر يحاول الآن استدراك ما فاته فإنه لن يتمكن من النجاة بنفسه من مركب العملية السياسية الغارق. ذلك لأنه كان واحدا من صناع ذلك المركب وكان واحدا من أكبر المستفيدين منه.

لقد انتجت امبراطوريته عددا من كبار الفاسدين الذين لن يتمكن سؤال من نوع “من أين لك هذا؟” من اللحاق بهم والتحقق من ثرواتهم. ذلك لأنهم كانوا قبل الارتباط بحركة الصدر مجرد شحاذين يعتاشون على المعونة التي يوفرها نظام الإعانة الاجتماعية في دول اللجوء.

لن يصدق مقتدى الصدر أنه لم يعد رقما صعبا في المعادلة السياسية. فما لم يتمكن من إنجازه خصومه السياسيون استطاع الشباب المحتجون من الوصول إليه بتلقائية لا يمكن توقعها.

 

الاحداث الجارية الان في العراق والتي لم تتوقف تغيراتها بعد بدات تتجه الى التشابك في معطياتها وفق ما تنتجه وتفرزه المرحة الراهنة من تداخلات في دراما حيثياتها اليومية ، وجاءت عملية اغتيال السيد رياض النوري لتفتح تلك الملفات او تزيدها صعوبة ،وتحتمل اكثر من اتجاه بعد ان اخذت من الشارع النجفي مأخذا كبيرا في تفسير هذه العملية وتوقيتها ومحاولة الربط بينها وبين الاحداث الاخرى ، مما يشيع فرصة كبيرة لطرح العديد من الاسئلة التي تحوم حول هذه العملية وطريقة تنفيذها البشعة والتي لابد ان تتداولها الاوراق التي فتحت ولن تغلق قبل ايجاد القتة والفعلة لاسيما جدية الحكومة في تعقب الجناة ، وهذا ما ينبئ عن تدهور في الامور كون الاصابع تشير الى ان الجناة معروفون ، فماذا سيجري بعد اغتيال السيد رياض النوري ؟ ولماذا هذه الشخصية بالذات ؟ وهناك العديد من الفرضيات الجدلية ليتمكن البعض ان يكون قريبا من الحقيقة وفق القراءة الاولية لملابساتها بشكل سليم ودقيق . ورياض النوري شخصية قيادية في التيار الصدري ومن مرافقي السيد محمد محمد صادق الصدر ومن المقربين اليه ، واستمر في دائرة هذه المرجعية حتى تحولت الى تيار سياسي ، وكان له حضور بارز فيه من خلال طروحاته وارائه المقبولة والتي تميل الى الهدوء والرزانة والاعتدال ، وهو من الشخصيات ذات السلوك الجيد والمقبول والتي نالت احترام الجميع . وتدور حلقة الاتهامات حول عدة جهات منها انصار السيد عبد المجيد الخوئي الذي اغتيل عام 2003 وقيل ان السيد رياض النوري كان متهما فيها وربما لا يمكن ترجيح هذا الراي لعدة اسباب منها ان عددا كبيرا من المتهمين بمقتل السيد الخوئي ما زالوا خارج القضبان والجميع يعلم ان السيد مقتدى كان ابرز المتهمين بهذه القضية ولكن لصفقات سياسية اجل هذا الملف ان لم نقل طوي الى الابد وتحت ضغط من جهات متنفذه وتحت مصالح عامة لم تقررها القيادة الاميريكة بعد لآنها كانت تشير الى هذه النقطة وخصوصا بعد معركة النجف وما تلاها ، لكن لوجود اتفاقات في المصالح المشتركة فيما بينهما تم التعتيم على الموضوع الذي مازال ملفه مفتوحا وممكن ان يثار في اي لحظة ، فلو كانت هناك نية للقصاص لكانت قبل خمس سنوات والمجرمين معروفون ويتمشون في الشوارع . وهناك رأي يقول ان عملية الاغتيال تمت بعد الخلافات الداخلية بين اعضاء التيار الصدري ووصلت الى مرحلة عالية لا يمكن تعتيمها وكادت ان تودي به بعد التصدع والتهشم الى اعتزال البعض وخروجهم بسبب التصرفات غير المقبولة لاغلب عناصره وهو ما يرجح الرأي القائل بأنهم المساهمون الرئيسيون في هذه العملية او المحرضون لها كون السيد النوري يمثل الخط المعتدل في التيار الصدري ومن المناهضين باستمرار لسياسة القوة التي يستخدمها جيش المهدي والافعال الاجرامية التي اقترفها والتي هشمت صورته في الشارع العراقي وجعلت عدد أنصاره يتناقص وجعلته غير مقبول حتى على المستوى العالمي ، وهو مشروع كان يخطط له بجذب الانصار من خارج دائرة العراق وهذه الامنية لم تتحقق بسبب وجود تلك العناصر المتطرفة والمتشددة والتي تتحكم به وتودي به الى الهاوية ، وكان السيد رياض النوري من الشخصيات المطالبة بحل جيش امهدي والحفاظ على البقية الباقية من هيبة التيار الصدري حتى يستطيع ان يشارك في العملية السياسية ويحصل على القبول الجماهيري الذي بدا يفقده يوما بعد يوم وبالتالي حفظ ماء الوجه ، وهذا الامر لقي كما اسلفنا معارضة شديدة من صلاح العبيدي والشيباني وغيرهم والذين قاموا بدفع عناصرهم السيئة الى قتله وهم يعلمون قربه من السيد مقتدى وربما سيستمع الى رأيه بعد ان خسر العديد من اوراقه التي كان يناور بها والضغط الايراني ومن الحكومة ومن الشارع العراقي بضرورة ايجاد حل مناسب لهذه الازمة التي أزهقت أرواح آلاف من الأبرياء . وهنا برزت عدة نقاط مهمة هي ان عملية الاغتيال استهدفت صهر السيد مقتدى واحد القياديين في التيار يفهم منها الإشارة الواضحة بان المصلحة الذاتية والشخصية هي التي تتحكم في القرارات السياسية وفي التيار الصدري وجيش المهدي دون الالتفات الى المصلحة العامة كون اغلب القيادات استطاعت ان تجمع الاموال من هذا التيار وتحصل عى مكانة اجتماعية مرموقة وتسليط الضوء عليها من الاعلام وهو مخطط قديم وصل الى نهايته وهم يقطفون ثماره الان فكيف يمكن ان يتراجعوا عنه ؟ فعمدوا الى إسكات اي صوت يطالب بحل جيش المهدي لانه سيتضارب حتما مع مصالحهم الشخصية التي قاتلوا من اجلها ولن يدعوا اي انسان يتدخل بها او يحاول ايقافها خصوصا بعد سيطرة الحكومة على النفط في البصرة والذي كان المصدر المهم للتمويل ، فهذه الضربات المتتالية لن تدعهم يفكرون سوى بمحاولة جمع ما يمكن جمعه من مال وهم يرون جيش المهدي والتيار الصدري عموما في مرحلة النزع الأخير من القرب الى الموت والتلاشي والاندثار. وهذه العملية تستهدف ابرز الدعاة الى حل جيش المهدي وهي رسالة الى جميع من يفكر في حله بان الرصاصة ستستهدفه دون انذار بعد هذه اللافتة الكبيرة وكل من يذعن للمطالب الحكومية او يسمع صوتا غير صوتهم وهي ان بدأت بالنوري فلن تنتهي بغيره فضلا الى ان هناك برقية يجب ان يقراها السيد مقتدى نفسه ، مفادها ان لدى جيش المهدي القدرة للانقلاب على قياداته وتصفية اي شخصية لا تتفق من ما يريد او تفكر في حله او إلغائه وهي ان وصلت الى النوري اليوم يمكن ان تصل اليك في المرة القادمة حتى ولو كنت داخل منفاك في ايران ،كذلك ان تزامن العملية مع ما اشيع عن وصول السيد مقتدى الى النجف بعد الضغط الكبير عيه ووساطة حليفه الاوحد إبراهيم الجعفري بوضع حد لجيش المهدي بعد فشل مناورته الاخيره برمي الكرة في ملعب المرجعية وهي كما يعلم ليست طرفا فيه ، فهي لم تؤسسه حتى تحله وهي الساكتة – على حد قوله – منذ فترة طويلة فلماذا تنطق الان ؟ فالتفكير كان بعقلية وحكمة ، وأدرك السيد مقتدى حينها انه خسر بعض اوراقه فيحاول الآن القيام بمناورة اخرى لاسيما ان المرجعية اعلنت صراحة انها لاتتدخل في الجزئيات واصدرت بيانا قبل فترة لايحتاج الى تأويل بضرورة حصر السلاح بيد الدولة وهذا مالم يوفر اي شرعية لجيش المهدي او دعم من رجال الدين كما كان ينتظر ، فكان توقيت الاغتيال مع عودته والاشارة الواضحة الى السيد مقتدى بانه سيكون التالي في حال عدم الرضوخ او الاستماع الى مطالب قيادات التيار، كذلك ان عملية الاغتيال ستفتح بابا من التساؤلات بين الاوساط العامة حول نهاية الأعمال العسكرية والقدرة على الصمود والمطاولة بعد ان اتضحت قوة الجيش العراقي بصورة كبيرة وقدرته على سحق اي تمرد وعدم خشيته من جيش المهدي او غيره وتكاتف العشائر معها وهو ما ادى الى انسحاب المؤيدين له من الشارع بل وازدياد النقمة عليه داخل الوسط الشيعي حين كان ينتظر منه ان يكون قوة شيعية تقف بوجه الوهابية والكفرة والنواصب كما أشيع في البداية حتى ظهرت حقيقته الى العيان بشكلها الاسود ورائحتها النتنة ،فهناك تصدع في البيت الصدري وانهيار جدرانه الواحد تلو الآخر سياسيا واجتماعيا وعسكريا ، وهو يعاني الان من حصار كبير فقد تخلى عنه عدد من انصاره بعد ما حل من خراب في البصرة وبغداد نتيجة الدخول في حرب مع القوات العراقية وهي حرب لا يراها اي شخص متزن السلوك ويمتلك عقلا وحسا وطنيا وجزءا من الايمان الا معركة من اجل جهة أخرى دون العراق ، مع كشف القناع الأخير بان القتال لم يكن لتحرير العراق من المحتل بل لتسليمه اليه وجعل ذريعة وجوده في العراق قائمة بافتعال المعارك وتأجيج العنف بعد موجة من الهدوء والاستقرار التي شهدها في الآونة الأخيرة ، وهناك أدلة واضحة على هذا الجانب وهي عدم مقتل جندي بريطاني واحد في البصرة وعدم رمي طلقة واحدة على القاعدة البريطانية بما يوضح حجم التعاون الكبير بينه وبين المحتل الذي اتخذه ذريعة للقتال كما أعلنت عنها الصحف والقنوات الاعلامية وكما تعلن عنها الصحف الغربية بان السيد مقتدى ربح المعركة وهو رجل محبوب ومقبول في الوسط الشيعي ومن قبل الحكومتان الاميريكية والبرطانية مما يعزز الرأي القائل بالتعاون التام بين عصابات جيش المهدي وبين تلك القوات وبين عناصر البعث المنتشرة في صفوفه وانتفاء وجود عنصر المقاومة ، ولذلك لم تعد هناك ثقة مطلقة في العمل الى جانب عصابات تريد الفتك بالناس والحرق والتدمير والتخريب ولاتهمها او يردعها اي شيء مما ينشط الرأي القائل بوجود الدعم البعثي والوهابي لعصابات جيش المهدي وتحقيق الغايات من خلاله بعد ان عجزت هي عن ذلك ، ومن جانب آخر ان نشوب الخلافات الداخلية الحادة بين من يريد مواصلة القتال وعدم الدخول في العملية السياسية وبالتالي محاولة إسقاط الحكومة وإفشالها والتعاون من اجل ذلك مع أي قوة سياسية او كتلة مهما كان انتمائها من اجل تحقيق هذا الهدف ، فضلا عن ان القتال الذي دائر في مدينة الصدر والمدن الأخرى أوصل جيش المهدي الى مستنقع عدم الاحترام وسلب الهيبة والخوف والرعب التي كان يحاول زرعها في النفوس ، ولم يكن ذلك الغول المخيف الذي يثير الخوف ويفرض هيبته على الشارع وعلى الجميع بالقوة بعد ان انكسرت شوكته وخلقت من الشخصيات المحتقره في الشارع والتي تملك تاريخا قذرا الى شخصيات مهمة وقيادية تأمر وتنهي وتمارس دورا بارزا في الحكومة ، ونافلة القول ان حل جيش المهدي سيؤدي الى القضاء عليه نهائيا مثلما حصل لبعض الشخصيات التي وفروا لها هالة إعلامية ثم انتهت (كابي درع ) وهذا مالا يريده هؤلاء . هنا جاءت عملية الاغتيال لتؤكد بداية مرحلة النهاية للعصابات المجرمة والآف من أنصارها الذي سيتعقبهم القانون بعد ارتكابهم للجرائم الوحشية البشعة ضد الشعب ، وهذا هو الخط البياني لهبوط أسهمه في بورصة القبول الجماهيري والأيام القادمة ستقول الكثير، فعلى السيد مقتدى بعد كل ما ورد اتخاذ قرار حكيم وعقلاني ليتجنب إراقة دماء أخرى والحفاظ على رأسه فإذا لم يقتله أصحابه بانقلاب عليه سيقتله الشعب بعد ان يحكم عليه وعلى تياره الذي عاث بالأرض فسادا الى حبل الإعدام .