23 ديسمبر، 2024 5:44 ص

ولا يلقاها الا ذو حظ عظيم .. المالكي يغسل الفساد بدم الحسين

ولا يلقاها الا ذو حظ عظيم .. المالكي يغسل الفساد بدم الحسين

· في تجربة سابقة زهد علاوي باستحقاقه الانتخابي ايثارا للشعب على نفسه حين عصى المالكي بلوثة السلطة فهل ما زال على أخلاقه أم نابته العدوى؟
جاء في محكم كتاب الله.. القرآن الكريم، أن الحسنى، تجتذب من يستحقها، تأتي به اليها، بقوة نيته على تقديم عملٍ حَسنٍ؛ إذ نصت الآية الكريمة، على “وما يلقاها الا ذو حظ عظيم” وقال الشاعر ابو الطيب المتنبي: “على قدر أهل العزم تأتي العزائم.. وتأتي على قدر الكرام المكارم” ما عزز المثل الشعبي: “الزينات ينراد إلها بخت”.
والحسن يعني الجمال والاتساق والخير والنوايا الطيبة، اصطلاحا تداوليا؛ لذا فالاقدام عليه، من شيم العظام.. محرري الشعوب، بينما رئيس الوزراء الحالي، نوري المالكي، ليس من هذا بشيء، انه محرر “جماعته” من جوعهم الخرافي، المتأصل في رفات أسلافهم، متدفق النسغ، ينبض في عروقهم، تهافتا على المال والنساء والوجاهة، منذ تسلموا الحكم، ولم يرتوِ؛ لأنه جوع متجذر، ورثوه بالتناسل، يوم كانوا نطفة غير مخلقة، تتوزع بين ظهر ابيهم ورحم امهم، لم تتشكل بشرا سويا.
المشكلة حتى السوي؛ يحيله الكرسي الى مطبات؛ فليس في السلطة استواء، الا من أوتي حظا عظيما!… فهل يطيق نظراؤه، وفي مقدمته الفائز في الإنتخابات السابقة د. اياد علاوي، تماسكا إزاء إغراء السلطة ورهافة الإسترخاء على كرسي الحكم.
في تجربة سابقة، زهد علاوي باستحقاقه الانتخابي، ايثارا للشعب على نفسه، حين استعصى المالكي، مأخوذا بهوس الكرسي ولوثة السلطة، حد الالتفاف غير الدستوري على النتائج، التي اعاد عدها يدويا لعدم انتصاب حظه الكترونيا، وتكررت لعلاوي!
 
زينات
“الزينات” تعني حسنات، نحتا من مفردة تزيين، التي يتحلى بها الانسان ويجمل بها محيطه؛ فهي كلها تسمى زينة، اي تضفي على من تحسب له وعليه، رونقا بهيا؛ لذا لن يسلك سبيل البهاء الا من أوتي حظا عظيما.
 
رواتب النواب
والمالكي فرط بالفرصة، فقدها وانفصمت عراها، عنه، بعد ان إنتخبه الشعب مخدوعا بتلفيقة إيصاء المرجعيات الشيعية، بإنتخاب القائمة “555” واتضح ان المرجعيات براء من الانحياز لأحد دون الاخر، إنما “أقربكم عند الله اتقاكم”.
إنه مصنع خطأ، إلتف عليه، جوق “قفاصة” رشحوه وفوزوه ووظفوه بخدمة أهوائهم، في التطلع الى سورة ريح، تجرف ثروات العراق، الى أرصدتهم في سويسرا انفصلت الفرصة، مسافة مشورة نصوح، من جوق الحافين برئيس الوزراء نوري المالكي، منفرطة، لم يحسن الاهتداء الى آليات واقعية، تمكنه من تكييفها لصالحه؛ حين تظاهر العراقيون، ضد رواتب اعضاء الرئاسات الثلاث، الذين يبهظون ميزانية العراق، مستنزفين قوت الشعب، منذ سقوط نظام صدام حسين، في 9 نيسان 2003.
يتقاضى رؤساء واعضاء رئاسة الجمهورية، ومجلسي النواب والوزراء، اموالا خرافية، من دون ان ترتوي لديهم شهوة المال، حد الـ “فانتاستك”.
 
أدنى من الخلود
من واجب السلطة التنفيذية، مراجعة السلطة التشريعية، للاستفهام عن مصير العشرات من القوانين المغيبة، على رفوف مجلس النواب، اهمالا من غير ان يبت بها.
لكن مع الاسف على رأس السلطة، قوم يبسملون ويسبحون، ليل نهار، من دون ان يترددوا عن ارتكاب الموبقات، حتى هذه اللحظة، وهذا ما سنلقاه، طافقا على محيا المالكي، فهل لديه “حظ وبخت” وهو يترفع عن مشاكل الناس وينشر قوات “الفرقة الذهبية – أسوات” تقمع المتظاهرين، وهم يثبتون موقفا حضاريا، بطرقية تأملية؛ للضغط على الحكومة بالتوجه جديا للعمل! وقطع نزيف الاموال المنهمر الى الخارج.
لكن حكومة المالكي، لم تشتغل طيلة ثماني سنوات.. أي دورتين انتخابيتين مضت من دون ان تلتفت لغير نفسها، ولم يعنَ المسؤولون بأداء عملهم؛ لأنهم آمنون بأن انتماءاتهم الفئوية، أقوى من دستور العراق وشعبه والحكومة.
حكومة بهذه الهشاشة والكسل، لا تؤتمن على بلد فرطت به دورتين؛ فهل ننتظرها ثالثة؟ ولن تعمل ايضا؛ كما حدث لمعلم في مدرسة قصبية، عائمة على سطح مياه هور “العدل” وجده المفتش يحتسي الخمرة داخل المدرسة؛ فعاقبه بالنقل الى هور “الاعيوج” في غيابات الاقاصي السحيقة.
لما وصل المعلم لمنفى عقوبته، بعث برسالة الى المفتش: “في العدل كنا ما استقمنا.. في الاعيوج نستقيم” رباط السالفة، هو حكومة المالكي، التي استنفدت ثماني سنوات من دون ان تقدم منجزا واحدا لعراق فاغر فاه، يحتاج كل شيء من الماء والكهرباء الى التربية والزراعة، هل ستعمل في اربع سنوات؟
بل فرطت بثرواته وحياة شعبه، مطلقة يد “الجماعة” المكتظة اصابعها بمحابس فضية تصطك بمسبحات تدعي انها مباركة بتراب “الطف” بينما الحسين يبرأ ممن يفسدون متخذين من استشهاده ذريعة لذنوبهم، على طريقة غسيل الاموال.