اللغة هي وسيلة تواصل أساسية بين البشر، وهي تحمل في طياتها قوة كبيرة للتأثير والتواصل، ولا يمكن جعلها وسيلة للاستهزاء والسخرية، من لغة تجاه لغة أخرى، فعندما يتم السخرية من لغة معينة أو استخدامها بطريقة مهينة أو مهاجمة، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى إحداث تباعد بين الأشخاص وتشويه الفهم المتبادل.
وهذا ما ساد في الموروث الشَّعبي العربي، مَبدأ أفضليّة لغة الضاد على سائر لغات العالَم.
ومن المهم فهم أن اللغة ليست مجرد مجموعة من الكلمات والقواعد النحوية، بل هي أيضًا جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية للأفراد والمجتمعات.
لذلك، يجب علينا أن نتعامل مع اللغة بحساسية واحترام، ونحترم تنوع اللغات والثقافات ونحتوي على التعددية اللغوية، ويجب علينا أيضًا أن نكون حذرين في استخدام اللغة بشكل يحترم الآخرين ويعكس التفاهم والتسامح.
ولو دققنا في هذا الأمر لوجدناه ليس مقتصرا على اللغة العربية فحسب، فقد شملت كل اللغات.
وهنا نقول بأن لا فضلَ للغة على أخرى. فكل لغة هي عبارة عن نظامٍ تَواصلي مؤلف من أصواتٍ تصير، بعد نظمها كلماتٍ تَربطها علاقات نحوية، للتعبير عن الأغراض.
وتتساوى كل اللغات في هذه القواسم المشتركة التي تسمى”كليات اللغة”، وهي التي تَفانوا في استخراجها. وعليه تصبح السخرية من اللغات جهلاً بالطبيعة التحكمية بين الدالّ والمدلول، أي بَين الأصوات والصور الذهنية.
وهنا نستشهد بقول ابن خلدون، الذي بَيّن منذ قرون، أن العلاقات بين اللغات ليست سوى انعكاس للعلاقات بين الدول، أي بين الغالب والمغلوب. فهي علاقات نفوذ سياسي بين المسيطرين والمسيطر عليهم، ومن المعتاد أن يَسخر الغالب من المغلوب،
وهنا، يجب أن نتذكر أن اللغة هي أداة قوية يجب استخدامها بحذر واحترام لتعزيز التواصل والتفاهم بين الناس، وأنه يجب علينا أن لا نسخر من أو نهين أي لغة أو ثقافة.