23 ديسمبر، 2024 1:23 م

ولا يزال جبرئيل ينادي: تهدمت والله اركان الهدى

ولا يزال جبرئيل ينادي: تهدمت والله اركان الهدى

المال والسلطة من اخطر الأشياء على حياة الفرد والمجتمع فيما لو تحولت الى هدف وليست وسيلة تستباح من دونها الممنوعات، ويشتد التعلق بها فيما اذا صارت المعيار الوحيد في التقييم والمفاضلة والإختيار كما هو الغالب مع شديد الأسف، فمن لا يملك المال والسلطة لا تهوي اليه قلوب الكثير حتى لو كان نبيا مرسلا او صدِّيقا أو مصلحا، ولهذا كان القول الفصل في اغلب الأحيان بيد مَن يمتلكهما فسارت الأمور الى ما لا يُحمد عقباه، وتشتد الخطورة عندما يؤطَّر الإستحواذ على المال والسلطة بإطار ديني، فإبن ملجم عندما شهر سيفه ليضرب عليا صاح “الحكم لله” وهذا يعني ان قتل عليا كان مؤمَّن شرعا في نظر قاتله لأنه كان يعتقد أنَّ عليا مغتصبا لحكم الله بل كافرا خارجا عن الدين وهي عقيدة اسسست لها الماكنة الإعلامية التكفيرية الأموية التي جعلت الناس تصدق أنَّ عليا لا يصلي، ولهذا عندما قُتِل عليٌ في المسجد صاحت الناس: وهل كان علي يصلي؟!!!!،أضف الى ذلك ان عامل المال كان له دورا في تصفية عليا حيث ان قطامة وعدت ابن ملجم بمال كثير فيما لو قتل عليا وهكذا كان المال والسلطة والغطاء الديني من اهم الأسباب التي دعت المعارضين لعلي الى الأقدام على قتله.
دور المال والسلطة في تصفية المعارضين والخصوم مستمر على طول الخط خصوصا في وئد الحركات الإصلاحية الإنسانية التي تفتقر في الغالب الى الأموال والسلطة، وكما قلنا استخدم الدين غطاء للحصول عليهما ومن ثم استخدامهما في شراء الأصوات والضمائر والولاءات، فكانت الشرارة الأولى لكل فساد وجريمة وإرهاب والتاريخ حافل بالشواهد المؤلمة ومنها أن: “السلطان الفاطمي كان يسرق كل شيء، كما يسرق باقي السلاطين كل شيء، يسرقون كل شيء، ويتسلطون على كل شيء، وبعد هذا يكسبون ولاء الناس وواجهاتهم وعناوينهم ورموزهم، فتنقاد وتقاد الرموز المرتزقة والمرتزقة، فتنقاد الناس ، هذا هو الاسلوب، فكانت الناس تنقاد للحاكم الفاطمي وترتبط به، للعطاءات التي تُعطى من قبله، كما هو واقع الحال في هذا العصر، وفي هذا الزمان، في كل الدول وفي كل مكان”.
فما يزال ابن ملجم الذي يمتلك الثالوث المشؤوم ( المال ، السلطة، التوظيف الديني) يقتل عليا، ولا يزال جبرئيل ينادي: تهدمت والله اركان الهدى، لأنه حينما يجوع يتيم او فقير او يُقتل بريء او يُسلَّط فساد او يُصفى مصلح أو يُسرَق وطن او يُهمَّش انسان….فقد قتل عليا، وبسيف الدين التكفيري الطائفي .