23 ديسمبر، 2024 4:07 م

ولايزال هناك من يدعو للإقتداء بهم

ولايزال هناك من يدعو للإقتداء بهم

منذ عام 2003، وبعد الاحتلال الامريکي للعراق، وصيرورة العراق حديقة خلفية لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و جعله سياسيا و أمنيا و فکريا و عسکريا في خدمة المشروع السياسي ـ الفکري لهذا النظام، وبعد أن تکاثرت الاحزاب و الجماعات و الميليشيات و الصحف و الاقلام التي تعمل من أجل ذلك المشروع و تشيد ليل نهار بأفضال و نعم هذا النظام على العراق، فإن الدعوة لإستنساخ هذا النظام المکروه إيرانيا و إقليميا و دوليا، لازالت مستمرة من جانب الابواق النشاز التابعة لهذا النظام في العراق.

ليس هناك من يوم يمر، إلا و نجد في سلة الاخبار أکثر من تقرير أو خبر سئ و سلبي عن إيران في ظل نظام الحکم الحالي، فبعد توالي الاعترافات بحجم الفساد الکبەر المستشري بين اوساط قادة “الاسلام المحمدي الاصيل” کما يسمون أنفسهم في إيران و عمليات النهب و السرقة المستمرة لأموال السعب الايراني، جاء إعتراف مسٶولي النظام بأن هناك 11 مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر، وبضعة ملايين يواجهون المجاعة، رغم إننا نود أن نصحح هذه الارقام، إذ في الحقيقة و طبقا للمصادر الايرانية في داخل إيران فهناك 11 مليون عائلة إيرانية تعاني من الادمان على المواد المخدرة، وهناك قرابة 70% من الايرانيين الذين يعيشوم تحت خط الفقر و مايقارب من 30% يعانون من المجاعة، فإن أبعاد و ألوان المشهد السياسي ـ الاقتصادي ـ الاجتماعي ـ الفکري تتوضح أکثر فأکثر في إيران في ظل هذا النظام.

هذا النظام الذي تم توجيه 63 إدانة دولية رسمية له لإنتهاکاته المستمرة لحقوق الانسان، هو النظام الذي تمتلئ صحفه بإعلانات لبيع الکلى و قرنية العين بل و حتى الاطفال و البنات من جراء الفقر المدقع الذي يخيم على الشعب الايراني، وهنا فإننا ننتقد الامم المتحدة لجعلها النظام الايراني يحتل المرتبة 108 في قائمة الدول الاکثر تعاسة في العالم، ذلك إن هذه المرتبة کثيرة على هذا النظام فهو لايستحق سوى أسفل القائمة تماما، حيث لم يبق من مصيبة أو مأساة إلا و جلبها على رأس هذا الشعب.

الدعوة للإقتداء بهذا النظام الذي إنکشفت مخططاته و افتضح مشروعه المعادي لشعوب المنطقة بشکل خاص، ولاسيما من جانب بعض من العملاء التابعين لهذا النظام في العراق، هي دعوة جوفاء فارغة من ألفها الى يائها وهي لاتخدم العراق إطلاقا وانما تضره 100%، ذلك إن النظام الذي لايرأف بشعبه و يقوم بإذلاله و إفقاره و تجويعه، کيف سيکون بأفضل لشعب آخر؟