يحلو للبعض أن يتكلم عن ولاية الفقيه وكأنها دين جديد وهي ليست كذلك فهي أسلوب من أساليب أدارة الحكم في ألآسلام , وهذا ألآسلوب يمتلك أرجحية على بقية ألآساليب التي شاعت بعد فتنة ألآنقلاب على العقب التي تحدث عنها القرأن الكريم في سورة أل عمران ألآية “144 ” حيث قال تعالى ” وما محمد ألآ رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ” – أل عمران – 144-وأرجحية هذا ألآسلوب في الحكم وهو ” ولاية الفقيه ” تستمد شرعيتها من قوله تعالى ” وما كان لمؤمن ولا مؤمنة أذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ” – ألآحزاب – 36- فالحاكمية في ألآسلام وفي كل الشرائع هي للله وحده ثم لرسوله الذي أرسل للناس ثم لوصي الرسول وكل رسل الله تعالى لهم أوصياء بلا خلاف , فالرسول “ص” هو الحاكم الذي لايجوز الرد عليه أو ألآعتراض لآنه معصوم عن الخطأ ومسدد من الله تعالى وهذا المفهوم وجد من يعترض عليه وألآعتراض كان موزعا بين مشركي مكة وكفار العرب وبين كفار أهل الكتاب حتى بلغ بالبعض أن يحسد النبي “ص” فيقول بمفهوم جاهلي لماذا يتزوج محمد نساءنا ولا نتزوج نسائه من بعده ؟ ولذلك منع الزواج بنساء النبي “ص” من بعده كرامة لرسول الله “ص” قال تعالى ” …وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا أن ذلكم كان عند الله عظيما ” – ألآحزاب – 53- وقال تعالى ” أنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله وأذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه أن الذين يستأذنوك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فأذا أستأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم وأستغفر لهم أن الله غفور رحيم ” – النور – 62-  وسبب عدم وضوح هذه المفاهيم القرأنية لآن الذين جاءوا بالفتنة بعد حادثة ألآنقلاب على العقب لم يأخذوا بمفهوم ألآصطفاء وهو نص قرأني ولا بمفهوم الذرية الصالحة قال تعالى ” أن الله أصطفى أدم ونوحا وأل أبراهيم وأل عمران على العالمين ” – أل عمران – 33- ” ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ” – أل عمران – 34- مثلما لم يأخذوا بمفهوم العصمة ألآ مجزأ ولم يأخذوا بمفهوم ألآمامة وهو ولاية أمر المسلمين قال تعالى ” وأذ أبتلى أبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال أني جاعلك للناس أماما قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين ” – البقرة – 124-  فالذرية الصالحة هي أمتداد للنبوة وألآمامة معا ” أم كنتم شهداء أذ حضر يعقوب الموت أذ قال لبنيه ماتعبدون من بعدي قالوا نعبد ألهك وأله ءابائك أبراهيم وأسماعيل وأسحق الها واحد ونحن له مسلمون ” – البقرة – 133- وقال تعالى ” أنا نحن نحي الموتى ونكتب ماقدموا وءاثارهم وكل شيئ أحصيناه في أمام مبين ” – يس – 12- وقال تعالى ” ونريد أن نمن على الذين أستضعفوا في ألآرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ” – القصص- 5- وفي هذه ألآية عموم وخصوص , وقد ترجمها ألآمام علي عليه السلام فقال :

والله لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها ” فألآمامة والعصمة أمر مشخص بنص قرأني في سورة النجم قال تعالى ” وما ينطق عن الهوى – 3- أن هو ألآ وحي يوحى –4- – النجم  وفي سورة ألآحزاب قال تعالى ” …أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ” – ألآحزاب -33- والخلط الذي وقع من البعض بين زوجات النبي “ص” وبين خصوص تسمية علي وفاطمة والحسن والحسين بأهل بيت النبي “ص” هو خلط الذين لايعرفون لغة العرب في التذكير والتأنيث ومتى تكون نون النسوة دالة على مسمياتها وهو خلط الذين لايعرفون تفسير القرأن بالقرأن كما في سورة أل عمران ألآية ” 61″ حيث جعل الله تعالى عليا نفس محمد والحسن والحسين أبناء محمد وفاطمة الزهراء نساء محمد “ص” ” فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكافرين ” – أل عمران – 61-  وهو كذلك خلط الذين يجهلون تأويل القرأن وقد حدد الله تعالى تأويله بالراسخين في العلم , والراسخون في العلم بالنسبة للآسلام ثبت بالتجربة والملاحظة وليس بالرواية فقط بأنهم أئمة أهل البيت ألآطهار عليهم السلام الذين سماهم رسول الله “ص” للصحابي الجليل جابر بن عبد الله ألآنصاري رضوان الله عليه , وألآئمة ألآطهار عليهم السلام الذين أزيحوا عن ولاية المسلمين عمدا بعد حادثة ألآنقلاب على العقب , ولكن الذين أزاحوهم لم يستطيعوا أزاحتهم عن العلم وموهبته التي منحهم أياها بلطفه وحكمته الله تبارك وتعالى الذي جعل ألآصطفاء مشروعا للقيادة الصالحة للبشرية , وعندما أنتهت مرحلة ألآئمة المعصومين بغيبة ألآمام المهدي المنتظر بأمر الله تعالى الذي مكن لذي القرنين أن يكون جوالا في ألآرض فتمكينه لعباده الذين أرتضى هو أمر مولوي لايعرفه ألآ من أمتحن الله قلبه بألآيمان بعيدا عن هوى الدنيا ومصالحها الزائلة , وألآمام المهدي “عج ” هو من أناب عنه وكلائه ألآربعة وهم من المؤمنين المخلصين للله ورسوله والعارفين بمقام أهل البيت وهكذا تأسس الحكم للفقيه الجامع للشرائط لآن الفقه هو علم بشرائع الدين قال تعالى كما في سورة التوبة “

وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم أذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون ” – التوبة – 122-فولاية الفقيه درجة علمية دينية والدين هو القيم على الحياة والحكم والسياسة من شؤون الحياة وألآجتماع  وليست دعوى سياسية فقط كما يظن البعض مما لانصيب لهم بمعرفة تفاصيل فقه الحكم والسياسة في ألآسلام , والذين يحتجون بوجود خلاف لولاية الفقيه لدى المذاهب ألآسلامية لهؤلاء نقول أنكم لاتعرفون كيفية تنظيم المذهب في ألآسلام ؟ ألم يكن ألآمام أبا حنيفة هو مرجع الفقه والمذهب الحنفي وتلاميذه يرجعون اليه من الذين سموه أمام أهل الرأي , وهؤلاء لايعرفون أن ألآمام أبو حنيفة كان يقول تعلمت من حلاق في مكة أربعة أغلاط وذاك الحلاق أخبر أبا حنيفة بأنه أخذ علمه من رباح بن عطية فقيه مكة الذي أخذ علمه من علي بن أبي طالب ولذلك قال الشاعر أبو العلاء المعري :أجاز الشافعي فعل شيئ …وقال أبو حنيفة لايجوزفضاع الشيب والشبان منا .. وما أهتدت الفتاة ولا العجوز .وألآمام الشافعي هو مرجع المذهب الشافعي وكذلك مالك وأحمد بن حنبل , فلماذا لايقال عن هؤلاء بأنهم يمثلون دكتاتورية الرأي في مذاهبهم ؟ ولماذا يقال عن ولاية الفقيه عند الشيعة بأنها دكتاتورية ويزيد البعض تعصبا وجهلا فيقول هي بدعة مما يجعل القائل مردد لآدعاءات عصابات داعش ومن معها من مسيمات ألآرهاب التكفيري , فولاية الفقيه أسلوب للحكم مرجعيته من القرأن ورسول الله “ص” وأئمة أهل البيت عليهم السلام وهم عرب أقحاح قال رسول الله “ص” : أني أحب العرب لثلاثة أسباب هي : أني عربي , والقرأن عربي , ولغة أهل الجنة هي اللغة العربية؟ومن يختلف مع ولاية الفقيه فله متسع من أبداء الرأي ولكن بحجج وبينات من الكتاب والسنة , لا أن يهاجمها بهوى وعقد نفسية يختلط فيها الطائفي والعنصري وحتى داخل الوسط الشيعي وخصوصا الحوزوي هناك من لايرى مبدأ ولاية الفقيه وله حججه وهناك من يذهب الى ما يسمى بولاية الفقيه الرشيدة وهو أن يكون للفقيه مستشارين في مختلف ألآختصاصات وهذا ماعليه مجرى ألآمور في أيران كما نراقبها على قاعدة “

ولا تبخسوا الناس أشياءهم ” وعليه فالذي تكلم بولاية الفقيه وطبقها في الجمهورية ألآسلامية في أيران هو رجل فقيه ورع متواضع زاهد لم يدخل أبنائه وأحفاده في الحكم ولم يستأثر بالحقوق الشرعية كما يفعل البعض ورجل من هذا المستوى لايكون وباءا لا هو ولا ولايته الفقهية حتى لو أختلفنا معه في بعض التفاصيل .ويبقى الحديث عن شعيرة الحج التي هي ألآخرى تظلم كما تظلم ولاية الفقيه نتيجة التسرع بالحكم المصحوب بالهوى , فشعيرة الحج أول من خالفها من أختصر بلاد نجد والحجاز بأسم عائلته وهذا لايجوز لآنه مصادرة للجغرافية وللمقدسات ,وخالفها من سمح لنفسه أن يسمى خادم الحرمين الشريفين , وهي تسمية يراد منها تضليل عموم المسلمين , ولماذا لايقال عن هذا بالدكتاتور لآنه تجاوز على الجغرافية وعلى المقدس وأحد أسماء مكة المكرمة هو : أم رحم , وأم القرى وهي مثابة للناس , ثم تم التجاوز ألآخر وهو جعل الحكم وراثة في سلالة أبنائه الذكور وهذه هي الدكتاتورية بعينها , هل تعلمون أن أحد أولياء العهد عندما توفي ترك ثروة تقدر ” 270 ” مليار دولار أمريكي ؟وأما قضية البراءة كشعار في الحج فهو شعار من صلب موضوع الحج الذي يتكون من تلبية ” لبيك اللهم لبيك ” وهذه التلبية هي التعبير عن البراءة من كل أنواع الشرك والكفر ومن الطواغيت والجبابرة ومن كل من لايحكم بشريعة الله , فشعار البراءة ليس دخيلا على مفاهيم الحج ولكن الذين لايعرفون الحج حق المعرفة هم الذين تختلط لديهم المواقف والصور حتى ليحسبوا أنهم يعملون صالحا وما دروا أنهم يخدمون بذلك غيرهم ممن أنحرفوا عن جادة الحق , فلا يحق لآحد أن يمنع شعار البراءة من أمريكا التي يريد أحد مرشحي الرئاسة عندهم طرد المسلمين من أمريكا ويقدم رئيسها الحالي أوباما هدية من الزهور للمثليين ” اللوطيين ” وتدعم أسرائيل الصهيونية دعما بلا حدود على حساب الفلسطينيين والمسلمين , ويبقى أن نقول لايحق لآحد من باب المنطق ولآخلاق أن يتهم من يقف الى جانب الفلسطيين ويقدم المال والسلاح ويدفع ضريبة موقفه هذا حصارا أقتصاديا تفرضه عليه دول المحور التوراتي لايجوز أن نقول عن هذا بأنه دعاية سياسية ؟ وليس موقفا دينيا فمن لايعرف الدين ولا يعرف السياسة عليه أن يترك ألآمر لآهل ألآختصاص ورحم الله  من عرف حق نفسه وأحترم ألآخرين .
[email protected]