22 ديسمبر، 2024 11:28 م

ولادة من خاصرة التشيع

ولادة من خاصرة التشيع

لو تتبعت معي مذهب التشيع المليء بالولادات الكبيرة لمراجع مجتهدين وقف الزمان اجلالا لهم وتقديرا، لوجدت منهم العشرات ممن تركوا اثرا كبيرا في الدين الاسلامي عامة وبمذهب التشيع على وجه الخصوص ، كثيرة هي الاسماء لا يسعنا ذكرها..! لكنها بالرغم من كثرتها الا انك لم ولن تجد مرجعا جاء بما جاء به السيد علي الحسيني السيستاني قياسا بالظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق منذ اكثر من 50 عاما مضت..

لهذا الرجل مواقفا عجز عن تفسيرها الجميع وعن كيفية المامه بأدق تفاصيل الاحداث العرضية والمستقيمة والمفاجئة ، حتى انك حين تتابع تصديه لاي موقف ترى وكأن هناك يدا خفية تشد على عضد هذا العظيم.. لم يُلقِ خطابا صوتيا في حياته رغم انه اعطي فصل الخطابة بكل معانيه وهذا ما يشهد به اعداءه قبل التابعين له.. لم يتخذ موقفا لنفسه مطلقا ولا لمذهبه بتاتا، طالما كانت مواقفه انسانية وكأنه عبق من انفاس الانبياء واهل البيت عليهم السلام ، برداء واحد تجاوز التسعون عاما مكتفيا بقرصيه ودارا مستأجرة دون سيارة رباعية الدفع ولا حتى ستوته ولا سبالت عمودية.. هذا ما يصفه لي القريبون منه كثيرا.. فأنا ليومنا هذا لم افكر بلقاءه.. لا اريد مصافحة الانبياء في الوقت الحالي..!

يقول لي احد الزائرين له اول دخوله عليه في احدى السنوات الماضية ما ان رفعت بصري عليه حتى شعرت بالرهبة التي لم اشعرها قبله ولا بعده ومر شريط على عيني فيه جميع الانبياء والرسل والائمة المعصومين عليهم السلام.. شعرت انني في حضرة السماء وقداسة عظيمة حتى تذكرت قوله سبحانه.. انك في الوادي المقدس..! فخلعت روحي الملتصقة بحب الدنيا وتوجهت اليه جسدا خاليا من النفس فقط اريد الوصول اليه لانزع جلباب الذنوب الذي ارتديه منذ عقود على كتفي كي ابرء منها واستعيد عقيدتي.. يكمل صديقي هذا.. ما ان لامست يديه الطاهرة حتى شعرت بشيء خفي يسري في دمي وكأنه صلوات ربي عليه قد استبدلني بروح ثانية لم تدنسها الذنوب.. كنت اتمنى ان يقف الزمان والمكان وحركة الكون في هذه اللحظة ، كنت اتمنى ان لا احد يقف خلفي يريد التبرك به اريده لي وحدي كي اطيل النظر الى رحمة الله.. فأنا لم التقي سابقا بنور الله وجه لوجه..! انتهى

من يتابع سيرة هذا العظيم سيجده انه المدخر لهذا الزمان ، فكل ما فيه معجزة وكل ما يدور حوله معجزة.. ابتداءا من تفاصيل الرؤيا الشرعية والى رسمه لخارطة المنطقة الاقليمية التي اراد العالم كله تغييرها.. لهذا الرجل اكثر من ولادة فلم تكن السنين هي التعداد الحقيقي لعمره لكن مواقفه هي الحساب الحقيقي لوجوده.. تراه يولد كل يوم على شفاه يتيم وهو يبتسم وعلى عيني ارملة وهي تختلط بدموع الفقد ويولد من صدر امراة طاعنة في السن فقدت وحيدها وتلطمه بكل حرقة ،ومن ابُ محدودب الظهر حاملا بين يديه صورة ابناءه الشهداء ويصرخ باعلى صوته فدوه للسيد السيستاني..!

من هذه المواقف العظيمة يولد العظماء ، كيف لا يكون كذلك وهو البقية من تلك الشجرة الثابتة عند اعماق عرش الله سبحانه وتعالى..!

واخيرا انا لا احتاج لعمري كثيرا فاتمنى من الله سبحانه ان يأخذ ما تبقى منه ويعطيها لك كي تنعم البشرية بفضل وجودك سيدي السيستاني