12 أبريل، 2024 7:56 م
Search
Close this search box.

ولادة الهادي البشير والأوجاع المستمرة!

Facebook
Twitter
LinkedIn

زمن نائم برمال الصحراء، ومكان غير ذي زرع، تقطنه البداوة والسذاجة حيث عامة الناس، أما سادات قريش وأشرافها من بني هاشم، فكانوا يتوجهون للبيت الحرام، موحدين للخالق وحده، منتظرين لخروج نور محمد، (صلواته تعالى عليه وعلى أله) ورغم أن الحاقدين يقرؤون الحدث بصمت، لئلا يشيع خبر النور، لكن مخلوقات أخرى أخرجت الخبر بأثقاله، وقالت الأرض للسماء: ولد الهدى فالكائنات ضياء!شيوخ الفتنة من جهلاء قريش، أولى بأن يتم غسل عقولهم، أكثر من ملابسهم، فهم قادة التطاحن القبلي، الهمجي، والمادي لأجل التجارة والربح لا أكثر، وعلى حساب العبيد والضعفاء، فكانوا كالأوراق الميتة، الفاقدة لحرية الحياة، رغم تكريم الباريء عز وجل، لهذا الأنسان المتوجع من العبودية لغير الواحد الأحد، فأستوطن الألم والقهر أبدانهم، وتعبدت ضمائرهم في صلاة جماعة للفقراء، في غار حراء!يتيم قادم من شعب أبي طالب، يزحف بألم منتج للنصر، مثمر بالكرامة، لتسمو على يديه الكريمتين، أمة الإسلام الحقيقي، وليس الزائف، ولم يوزع على المساكين والضعفاء، أحلاماً وردية، بل أثلج صدورهم، بأقدس النهايات، وهي الحياة المضرجة، بعنفوان الحرية، والفضيلة، والحق، في زمن كانوا يعيشون فيه، بأحقر القوانين وأكثرها إنحطاطاً، لكن الأحداث إختمرت، وتهيأت لإستقبال صاحب الوجع المثمر، أبي القاسم محمد!مشهد عظيم، أكبر من أن تستوعبه الأحداث والعلامات، فهذا النور خلق من القداسة، في ليلة خروج المزامير من زبورها، وآيات موسى في توراتها، وروح عيسى من إنجيلها، إنها قيامة كبرى للحروف والكلمات، لكي تقول: حان وقت العمل، وسنأتيك بالخبر، قبل أن يرتد لك طرف عينك، وعندها بزغ فجر الولادة الميمونة، فأقتلع الأوثان من محاجرها، وشاع إسم الوليد الأحمد، وليلته الغراء!أوضاع عقيمة، وجرس مفاجئ، وطموح مشروع، في أن يبلغ بأمته أوج تقدمها، ورفعتها، وكرامتها، لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، وحبيب إله العالمين، فقد جدّ في الحصول على النصر النهائي، رغم تعقيدات اللحظة، التي سبقت دعوته الإسلامية، من قلة العدد والعدة، ولكن نظامه الرباني المقدس، جعلت أعداؤه يصابون، بالشيخوخة والعقم الفكري، لأنهم ماتوا وهم يتساءلون عن النبأ العظيم، الذي هم فيه مختلفون!نورك المتألق، وضياؤك المشرق لا نرى سواه، حين أبهجت قلوبنا بالكرامة، والتواضع، والحرية، منحتنا حياة خالية، من المخاوف والمخاطر، فجاءت المعاني أفواجاً، وتسلمت زمام الأمور، لتسير بموكب الصادق الأمين، في سعي بين الصفا والمروة، ليتبرك العرب بولادة سيد الأكوان، وإمتلأت نفوسهم بالزهو والفخر، حين توج الطفل المختار، بختام رسالات الأنبياء، فتوهج الضوء المحمدي، فكان قاب قوسين منه في ليلة إسراء!           

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب