1 ـــ هكذا هي امريكا وهكذا هي ايران, وللجوار حصة, العراق فريسة بين مفترسين, فيه الذي فيه, حكومة تبيع وطن, واحزاب ومليشيات شيعية, لوثة في التاريخ الوطني, وتاريخها ملوث بدماء الأمام الحسين (ع), تغتال المواطن ولها في كل بيت كربلاء, وفيه التحرير عبودية, والجهاد خيانة وطنه, والأرهابي الدولي اسطورة جهادية, وقناص الأنتفاضة الوطنية شهيد, يكافئآن بحور وغلمان وعقار في الأخرة, وفيه كتائب واحزاب لله والأنبياء والأولياء والأئمة, وسرايا للسلام وعاشوراء, وأخرى ملثمة تمارس القتل الأستثنائي, وفيه شوارع وساحات وازقة و(درابين), لجداريات الصدرين وشهيد المحراب وعزيز العراق, والقاب اخرى ما انزل الله بها من سلطان, تدنس التراث والتاريخ الوطني, في ذاكرة المحافظات العراقية, وعلى ارضه مذهب ايراني, يتمدد و “الحمد لله” عبودية وجوع وفقر وجهل ومرض واذلال.
2 ـــ هكذا هي امريكا وهكذا هي ايران, تسلقان المجتمع العراقي في قدر الأطماع والمصالح المشتركة, وعلى تراب الجنوب والوسط, تبقى الحياة تتنفس برئة الأحياء, ثمانية الاف عام تختزن بين اضلاعها وعي سبعة حضارات, آن له الآن ان يولد, ثورة شبابية بمواصفات عراقية, تكنس غبار التطرف الطائفي العرقي, وتمسح عن وجه الله والعراق, ما تراكم من الشرائع الميته, فأرض العراق لم تعد مقبرة لعفن الشعوذات والتخريف, وهو الربيع الأزلي لملتقى الحضارات, هكذا هتفت ثورة الآول من تشرين, بعد ولادتها في ساحات التحرير “نريد وطن”, فاعادت الحياة للهوية العراقية, واكملت نسيجها في حضن الزمن العراقي, فاصبح المواطن على يقين, ان له الآن امل في ان يكون له وطن, وحرية ان يحلم, في ان يكون له مستقبل آمن, ومنذ الأول من تشرين / 2019, عشنا ولا زلنا معجزة ثورة الجيل الجديد, فأصبحنا كما ينبغي علينا ان نكون.
3 ـــ انه الزمن الوطني بكل تجلياته, يجري في شرايين المجتمع العراقي دماء شبابية, بأرادة تختنرق المستحيل, تُغير الواقع وتصلح الحاضر وتُخطط لبناء مستقبل عراقي زاهر, ثورة تنطق بالحقيقة العراقية, ومن ضمير الجنوب والوسط , تتمدد رياح ساخنة عرضاً وطولاً, تُذوب في طريقها ثلوج الأنغلاق الطائفي القومي, في المحافظات الشمالية والغربية, وتكسر كلس التطرف, لتخرج من احشاء المصير, طفولة وعي جديد, لمشتركات الهوية الوطنية, فينضج المفهوم المجتمعي لمعنى الأنتماء والولاء, والعراق يتعافا من اورام العمالة والخيانة والأرتزاق, الثورة العراقية في محافظات الجنوب والوسط, ابتدأت من عمق معاناة الجوع ونزيف الثروات الوطنية, وليس بوسع دواعش الأحزاب الشيعية, ان تكسر التاريخ.
4 ـــ بعد سقوط النظام البعثي, سارعتا امريكا وايران, لأقتسام الترسانة المخابراتية والأستخباراتية للنظام البعثي, امريكا اعادت تدريب وتسليح حصتها , ثم نظمتها في داعش, ايران شكلت من حصتها احزاب وتيارات ثم مليشيات دموية, جمعتها تحت مسمى ” فصائل المقاومة للحشد الشعبي, كرديف لحرسها الثوري, و(الف لكن) من تحت الواقع العراقي الدامي, ثمة حقيقة عراقية اخرى, حراك شعبي رافض, تبلورت عنه انتفاضة, مغموسة بالتاريخ الثوري لمجتمع الجنوب والوسط, فأمتلاء بها الشارع العراقي كاملاً, وسيشترك الجميع عاجلاً, في نسج الحراك المليوني, حيث اللحظة الفاصلة, التي ستجرف باطل الفساد والأرهاب, فشلالات الثورة, تحترم جاذبية التراب الوطني