17 نوفمبر، 2024 6:27 م
Search
Close this search box.

ولادة الحياة بطريقة الشهادة فلن يرهبنا الدم!

ولادة الحياة بطريقة الشهادة فلن يرهبنا الدم!

لا حواجز ولا موانع بين ليلة العيد وهلالها، قمر مظلم نائم في السرير، وقلب سريع الذوبان بإنتظار فرحة الإفطار بعد أيام قلائل، ونوارس عراقية تستحق الإصغاء والمودة لتشتري الهدايا، تجمع للنوايا الحسنة من أجل التبضع والتسوق، لكن الموت ظل يراقبهم كثيراً، وإذا به يصل الكرادة بلا حدود، فرفرف علم حداد أحمر، وسط بناياتها المليئة بالحياة.
السائرون المتفحمون يؤدون صلوات الوداع الموحشة دون كلام، والفاجعة صدمت العراق بأكمله، ولأن السيد عمار الحكيم له رحلة تواصل، لا تنقطع مع أهل الكرادة مثخنة بالحب والجهاد، هرع لمكان التفجير الإجرامي ليشاركهم العزاء، فهم أنصار المرجعية الرشيدة، لذا كانت خطبة العيد لسماحته مجلس عزاء عراقي، وعربي، ودولي، فالفاجعة أمست كريمة العطاء لكننا ولدنا من الدم!
موهبة القتل المجاني المتكرر لداعش الإرهابي، بحق أبناء الكرادة لن تمر بسهولة دون عقاب، فقد فعل المصلون حسناً حين إرتدوا الزي العسكري، حاملين عقيدة الجهاد في صلاة العيد، حيث أكدوا للتأريخ الذي سيكتب، أنهم سينتفضون، ويفكرون، ويغيرون من جديد، فنحن أبناء مدرسة الحكيم نراجع ولا نتراجع، وشيطان الفتنة سيحترق حتماً على صانعيه دواعش الساسة الطائفيين.
إذا كان هناك مَنْ يطبل ويزمر لعصابات داعش الإرهابية، ويمجد بإجرامها من الدول الإقليمية، فإننا نؤكد لهم بأن الوحش الذي حاولوا ترويضه، لن يطيعكم دائماً وسيجعل بأسكم بينكم، محاولاً تدمير المراقد المقدسة في أرضكم، فبيتكم العنكبوتي أوهن البيوت، لأنه قائم على السيف ولقد تناسيتم كيف أعلن الإمام الحسين (عليه السلام) مأثرة كربلائية لإنتصارالدم على السيف.
دعوة السيد عمار الحكيم دول المنطقة، الى إدارة مصالحها وحدود صراعها بعقلانية، وعدم الإنزلاق لمهالك أخطر، هي رسالة لحكامها السذج، الذين تصوروا أنهم بعيدون عن أنياب الإرهاب، حيث يمولونه ويروجون له، ولن تضع الحرب معهم أوزارها، إلا بفرج قائم آل محمد (أرواحنا لمقدمه الفداء)، فمواسم الألم والإنتصار التي غالباً ما وحدت العراقيين، وجعلتهم كالبنيان المرصوص.توهم التكفيريون بأن الفاجعة ستجعلنا نتقاعس عن مسؤولياتنا، لكنهم لم يعرفوا العراق والعراقيين جيداً، لكن سيفاجئ العالم بأسره، والسبب هو أن روح المرجعية الرشيدة، تطوف حولهم بوصاياها، وفتواها وشهداء حشدها المقدس، فأهل الكرادة نموذج مشرف، للتفاعل مع مرجعية الإمام الحكيم، والشهيد الصدر، والسيد الخوئي (قدست أسرارهم) ولهم مواقف مبدئية صادقة لمرجعية السيد السيستاني (دامت بركاته).خطبة العيد للسيد عمار الحكيم، فيها جزء موجه لأمريكا ومَنْ معها، حيث راهن الأعداء، على أن التخلص من داعش يحتاج لسنوات، في حين أن الحشد المقدس حقق نجاحاً لافتاً ومدهشاً، وبذلك فمَنْ سيأتي لمنصب الرئاسة الأمريكية القادمة، عليه أن يحسب حساباً لكل شيء يخص العراق، ولينتبه أن الله خلقه ليكون واحداً موحداً، رغم الصعاب والمآسي.الشباب والخدمة العنوانان الأبرز للمرحلة القادمة، لأن شهداء الكرادة كانوا من هذه الفئة المفعمة بالحياة، ولنرد جزءاً من الدين برقابنا لشعبنا، لابد وأن نكون على قدر المسؤولية لخدمة بلدنا، حيث نمتلك الرؤية الصحيحة الواقعية، لأنه يستحق أن تضخ في عروقه دماء شبابية كفوءة، بعيداً عن العقد والتعقيدات الخانقة، فشعب لا نخدمه لا نستحق أن نمثله.

أحدث المقالات