18 ديسمبر، 2024 8:14 م

مَثَّلَ رسول الله محمد صلى الله عليه واله الخير كله الذي عم فضله البسيطة, وغطى بهاؤه الوجود وجوهره, وشمل كرمه الانسانية بأجمعها.
رحلة رسول الله صلى الله عليه واله في الحياة من الولادة الى أن توفاه الله, كانت رحلة مفعمة بالعطاء, مكتنزة بالإيمان, مكللة بالخلق العظيم, بشهادة محكم التنزيل “وإنك لعلى خلق عظيم”.
نعم كان النبي الخاتم محمد صلى الله وعليه واله رأس الهرم في القيم والمُثل العليا, طبقها بنفسه وعلى نفسه, ليكون للناس قدوة وتكون لهم به اسوة, كما جاء في واضح الكتاب “ولكم في رسول الله أسوة حسنة”.
الصادق الأمين, والناصح الشفيق, والمواسي للناس بنفسه, والباذل لهم العطاء, هكذا كان رسول الله صلى الله عليه واله, يغمر الناس بفضله, ويهديهم سبل الرشاد, يشفق على الضعفاء, حريص على المؤمنين رحيم بهم عطوف عليهم, كما صدح بذلك القران الكريم “لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ”.
لقد كان رسول الله محمد صلى الله عليه والله امانا لأهل الارض من العذاب, ونجاة لهم من البلاء, وجُنة من العقاب, فوجوده المبارك كان الواقي من الشدائد, والمخلص من العذاب, كما جاء في الذكر الحكيم “وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”.
لقد كان همَّ النبي أبي القاسم محمد صلى الله عليه واله أن يؤدي الرسالة بتمامها, وأن يستنقذ الناس من ردى الهلكات وان لا يقعوا في حيرة الضلال, فرسم لهم خط العقيدة بتمام الدين, وحُسنِ اداء الرسالة بالتبليغ بالخلف من بعده, والائمة من ورائه, فقام في غدير خم صادحا “من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله” فكمُلًتْ بذلك الرسالة وهُدِيتْ الائمة لسعادتها الابدية, فصدَّق الباري عز وجل قول النبي فأوحى في محكم الكتاب تأييدا للنبي يفهمه اولي الالباب “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا”
فسلام عليك يا رسول الله, يا نعمة الله العظيمة, ويا امان الامة ومعلمها الصواب, وهاديها الى الرشاد, يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا.