23 ديسمبر، 2024 1:08 م

ولات حين مندم

ولات حين مندم

أُبْتِلِيَ العراق بعد التغيير, الذي حدث عام ,2003 بصعود نخبة سياسية, لإدارة المشهد العراقي, نخبة أغلبها تبحث عن مصالح شخصية, وفوائد مرحلية تتعلق بإنتخابات, أو مناصب محددة.

هذه النخب السياسية, أصبحت حجر عثرة, أمام أي مصلح, أو سياسي يريد وضع حلول, وبيدة مفتاح النجاح لمسيرة البلد, بل على العكس!, إنتهجوا نهج تسقيطي, ضد كل سياسي أو قائد, يملك روحية البناء.

يمثل المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم, ذلك النموذج المصلح, الذي يملك الرؤية الواضحة, لقراءة الساحة في الحال, وفي المستقبل, برؤية الخبير, الذي يقيس الأمور على مدياتها المستقبلية.

السيد الحكيم؛ بما يتمتع به من خبرة سياسية, وكاريزما شخصية, وضع نظريات عملاقة في بناء البلد, ورسم مسار ناجح ينتشل العراق من واقعه المؤلم.

طرح السيد عبد العزيز الحكيم مشروعين, مهمين جدا, لو أبصرا هذان المشروعان النور, لكان الواقع المعاش حاليا مختلفا.

المشروع الأول كان يتمثل بمشروع إقليم الوسط والجنوب, والمشروع الآخر هو مشروع اللجان الشعبية.

تصدى المأزومين؛ وذوي المصالح الشخصية, من السياسيين الفاشلين, لهذا الطرح, ووقفوا حجر عثرة أمام تمريرهما وإقرارهما.

بعد الأحداث الأخيرة؛ وسقوط الموصل وماتلاها من ويلات, صار الحديث عن الاقلمة مطروح في العلن, ونادت مناطق الغربية, والموصل بالإقليم, أو الإنفصال عن العراق, رغم إختلاف النوايا, بين ما طرحه السيد الحكيم وبين ما يطرح الآن, إلا إن نتيجة تطبيق رؤية السيد الحكيم كانت لتكون بنتيجة افضل لتطبيق الأقلمة.

كذلك أوجدت أحداث داعش, أمرا مهما تولد بعد الفتوى العظيمة للسيد السيستاني, ألا وهو تكوَّن الحشد الشعبي, الذي إنبرى الغيارى من أبناء الوسط والجنوب للإنخراط فيه, دفاعا عن الوطن والعقيدة.

بالرجوع قليلا إلى ما كان ينادي به السيد الحكيم, نجد إن الحشد الشعبي هو مناظر للجان الشعبية, التي لو تم تطبيقها, حتما لم نصل إلى هذا الوضع, ولم نعطي هذا المقدار من الدماء, ولم نخسر شبابنا بهذا القدر, لكن فات الأمر ولات حين مندم.