أشرت في مقال سابق الى ظاهرة جمال الضاري ، وتوقعت فيه إن بعض بلدان الخليج العربي ، ستدرك جيدا” إن مراهناتهم خاسرة ، بعدما وضعوا بيضهم في سلة هذا الرجل الغرير ( الغشيم ) ، والذي ( لا يعرف رجلها من حماها ) كما يقول المثل الشعبي ، وهو أمر أو مقلب كادت أميركا أن تقع به في الفتة الأخيرة ، لو لم تتدارك في أمرها ! .
و في هذا الجانب من المفيد أن أُذكر بما قلته بهذا الشأن : و أعود لأوجه كلامي الى دولة أو دولتين من الخليج العربي ، و مادام مسؤولوها سليلي البداوة ، التي تحمل بشكل فطري : الفراسة و الحكمة و الفطنة و التيقن … كيف يغدقون أموالهم على غرير ، ليس في السياسة و حسب ، و إنما في كيفية إستخدام هذه الأموال ، من دون تحقيق نتيجة تذكر ، كما حصل له مؤخرا” خلال زيارته لأميركا ، إذ نقلت اوساط مقربة من المنشق أصلا” عن هيئة علماء المسلمين جمال الضاري ، بان الاخير بات محبطا اثر فشله في لقاء مسؤولين في الادارة الأميركبة الجديدة خلال زيارته لواشنطن ، التي عاد منها يجر اذيال الخيبة دون ان يحقق خلالها نتائج ايجابية ملموسة، واكتفى بالتقاط صور تذكارية مع ثلاثة اعضاء في الكونغرس رغم انه صرف اموالا طائلة على شركات اميركية للعلاقات العامة ، تعهدت له بعقد لقاءات مع مساعدي الرئيس ترامب ، دون ان تفي بوعودها .
فجمال الضاري ومن على شاكلته في مثل هذه الظاهرة ، يظل عبدا” و خادما” لرب نعمته ، وليس في قاموسه خدمة العراق و شعبه ، ومن الطبيعي أن ( رب النعمة ) هذا ، يريد من جمال الضاري أن يعمل لخدمته في العراق ، وليس في قطر عل سبيل المثال لا الحصر ، ولهذا لا أستغرب أو نستغرب إذا ما علمنا ، من مصادر موثوقة ان رئيس المشروع الوطني جمال الضاري ، انتقل الى الدوحة ليكون واحدا” من حماية امير قطر الشيخ تميم .
. وبينت المصادر ان الضاري يحاول ان يثبت للقصر الاميري القطري ، ولاءه المطلق للشيخ تميم ، وانه مستعد ان يفدي العائلة الحاكمة في الدوحة بروحه ، لذلك ترك مكاتبه في عمان وعواصم اخرى ، واوقف سفراته المكوكية لينتقل الى غرف الحمايات الملحقة بالقصر الاميري ، ويحمل السلاح دفاعا عن اولياء نعمته
.
جمال الضاري جانب ساخن من جوانب ظاهرة التخادم والتخابر ، المتفشية في الساحة السياسية الطارئة ، و الأسماء في هذا الجانب لا تُعد ولا تحصى ، وهي ظاهرة بلا شك ، تُشكل الخاصرة الرخوة ولا أقول الضعيفة ، في العراق ، والتي أصبحت منفذا” سهلا” ، لكل الدول الإقليمية ودول المنطقة ، للنفاذ الى هذا البلد والتدخل في شؤونه ، تحت دوافع طائفية أو لأغراض تتعلق بنفوذ هذه الدول في العراق ، كما هو معروف ! .
وعلى كل حال ، فإن جمال الضاري يتقاضى من قطر حصرا” ، رواتب ل15 الف من منتسبي المشروع الوطني بواقع ثلاثة الاف دولار ، لكل منتسب حسب قوائم سلمها للدوحة ، فيما تقول مصادر عليمة ان العاملين مع الضاري لايتجاوزعددهم 50 شخصا” بمن فيهم افراد الحاشيته المقربة منه ! .
وكان الضاري الامين المالي لهيئة علماء المسلمين في عهد رئيس الهيئة حارث الضاري ، وبعد وفاة الضاري كانت هناك مبالغ تقدر ب20 مليون دولار عائدة للهيئة ، ومسجلة باسم جمال الضاري في احد البنوك العربية ، وقد رفض جمال اعادتها للهيئة ، واعلن انشقاقه عنها ودخل في خلافات عميقة مع ابن عمته مثنى الضاري ، ولازالت الخلافات كالجمر تحت الرماد بين الطرفين .
و هكذا : ( من هلمال حمل جمال ) ، وهناك الكثير من هذا النموذج ، الذي يتفشى حراكه على هامش السياسة العراقية ، مع إن الواقع يؤكد ، إن مثل هذا النموذج ليس له صلة بالعراق ، ما عدا مهمة التخادم والتخابر ، لصالح من يريدون بالعراق شرا ! .