18 ديسمبر، 2024 11:55 م

ولاءات رديئة ونفوس بذيئة ؟

ولاءات رديئة ونفوس بذيئة ؟

يعج المشهد العراقي بأمراض أجتماعية مستعصية تفسد السياسة وألاقتصاد والتعليم والصحة وأخطر ما يحرص عليه الناس ذلك هو ألامن ؟
وستظل القائمة ألانتخابية في العراق الوليد المنسوب  للآحتلال والمشوه للديمقراطية والمتبنى من قبل أحزاب السلطة ومن أشترك معهم في هواهم هو ذكرى سيئة ومؤلمة لآحفاد أحفاد أحفاد العراقيين ؟
حملت القائمة ألانتخابية خليطا عجيبا من النكرات والمرذولين ماتجعل ذمة مسؤولي القوائم وألاحزاب والكتل التي يحلو لبعضهم أن يتباهى بها ويصورها للناس المغفلين على أنها أنجاز وطني وممارسة ديمقراطية قل نظيرها , ولكن الحقيقة تقول : في المعنى ألاول هو كذب ودجل ورياء , حيث لم يعرف العراقيون شيئا من ألانجازات الوطنية  في الخدمات كالكهرباء مثلا أو في الصناعة كبناء المعامل والمصانع التي توفر للخريجين فرصا للعمل أو في الزراعة حيث توفر شيئا من ألاكتفاء ولو على مستوى البصل الذي يصلنا من الشقيقة مصر رديئا أو اللبن الذي يصلنا من الجارة أيران بعضه فاسدا , أما المنتجات السورية فقد عصفت بها ثورة البهاليل الذين يفتخرون بتفجير ساحة سعد الله الجابري في حلب ويحرقون ألاسواق التجارية القديمة في حلب لآن تدمير الحضارة العربية وألاسلامية هو هدف الذين يمنعون زيارة قبر الرسول “ص” مثلما هو هدف الصهاينة الذين يعتبرون المقاومة لعنة والممانعة خطرا يهدد وجودهم وأمنهم ووجدوا من يصدقهم في دعواهم ممن أصيبوا بخطل الرأي وتلوث الضمير , وهم في أحزابنا ينون كما تنمو الطفيليات وألاشنات والفطريات وغيرها مما أصبح معروفا في علم المجهريات , مثلما لم يعرفوا شيئا من الديمقراطية الحقيقية ألا مسمياتها وقشورها التي صدرها لنا أحفاد العم سام بعد أن أصبحت ثقافتهم توراتية لآعتقادهم بأن رهان المستقبل هو لبوصلة السماء ولكنهم أخذوا الذي هو أدنى وتركوا الذي هو خير , فتساووا في ذلك مع غوغاء العرب من الذين أعتزوا بالشجرة ونسوا الثمرة , ولذلك ظلت شجرة ألانساب مهوى من أفتقد الصواب من الذين نسوا العمل وتفاخروا بما يطيل ألامل ويحمل صاحبه على الكسل .
أما المعنى الثاني : وهو قلة وندرة نظير ديمقراطية القوائم ألانتخابية وأحزابها , فهو صحيح , فلا توجد ديمقراطية في العالم القديم ولا الحديث تأخذ أصوات الذين حصلوا على ألاف وتعطيها لمن حصلوا على العشرات أو على المئات , فالرياضيات هنا معطلة ومعادلات الخوارزمي وبرنولي لاتجد من يطبقها , والحساب في بديهياته التي أرادتها السماء أن تكون غير منفصلة عن ألاهلة والشمس والقمر حرصا على علاقة كونية تثبت دعائم الفكر الذي لاتستبد به وحشة الدهر فيولد الدهريون ويولد معهم أفلاس العقل كما حدث لآصحاب القرون ألاولى , أو لاتستبد به دكتاتورية التشبيه والتشابه , فيصبح القردة أباء لنا كما توهم دارون المخلص لآصل ألانواع أكثر من أخلاص أحزابنا للوطن الذي ضيعت هويته في أكثر من مناسبة وأكثر من مكان من هضبة فارس وجبال طوروس وألاناضول الى أرض نجد والحجاز التي نزت عليها أسر مجهولة فتسمت بها مما جعلها كي تحافظ على عروشها أن تخادن سراق التاريخ وقتلة ألانبياء من الذين قالوا جئنا لنبقى رغم ألامم والشعوب لآنهم أحباء الله وأبناؤه .
وهكذا ضاع المصداق والمفهوم , وأصبحت التبريرات لغة مشتركة نال منها الساميون حصة التاريخ المدعى فتسللوا عبر من تشابهوا معهم الى كتابة السير ومعاجم الرواة وأسسوا هناك قواعد للتدليس , فصنعوا مايلي :-
1-  أسماء مدلسة
2-  عناوين مدلسة
3-  صفات مدلسة
4-  أعمالا مدلسة
فحلت ثقافة التدليس والتي أعقبتها سياسة التدليس , لآن الثقافة تسبق السياسة في التراتبية الوجودية , ومن سياسة التدليس ظهر مايلي :-
1-  أنساب مدلسة
2-  قبائل مدلسة
3-  حكومات مدلسة
4-  دول مدلسة
5-  أحزاب مدلسة
6-  أعلام مدلس
ومظاهر التدليس التي شاعت في القول والعمل هي التي صنعت العناوين الرديئة وعملت على تكاثر النفوس البذيئة , فالتدليس الذي مورس في القوائم ألانتخابية هو من حمل المتزلفين والمحدودين والمغفلين , والمنافقين وهؤلاء وجدوا أنفسهم في خلوة الضمير أمام أكداس المال وأغراء العناوين فراحوا يستكثرون منها , ولما حصل لهم ذلك وجدوا من حولهم عيون شرها وبطون جائعة فارقت العفة وألسن مردت على النفاق , فأستعجلوا شرائها فربحت الصفقة يدورون عليهم بأسم المساعدات الضئيلة والتعيينات القليلة ودعدغة المشاعر بأحلام وهمية وخدمات غير فعلية , فأستدرجوهم الى مكاتب نفعية والى أخلاق سوقية , فماتت القيم , وأقصيت الشيم وأبعدت الكفاءات وزورت الخبرات عبر سيل من المؤتمرات تخلو من الثقافة وسموها مؤتمرات ثقافية , وتخلو من الفن وسموها نشاطات فنية , وتخلو من التخطيط وسموها بكل شيئ يبتعد عن التخطيط , وسموها أستثمارا وكل مافيها أدعاء ؟
فأصبح الخامل يدعي النشاط , وأصبح النكرة عرابا للبلاط , وأصبح السمسير دليلا على المعروف , وأصبح المهرب يعرف من أين تأتي القطوف ؟
فالوطنية أصبحت حكرا على من يدق الدفوف , ويجيد المديح لغير المعروف , ويتقدم الصفوف مناديا على بضاعة فاسدة في كل الظروف , ولكن التدليس يجعلها من أحسن الصنوف ؟
هذا هو أحتضار الوطن
عندما تحتضر الكلمة
وتتنافر الحروف
 ليضيع المعنى
ويختفي تشكيل ألابجدية
ويعتذر العقل من فساد بضاعة ألاحزاب , وخواء الدولة , وغياب الفهم عند الرعية , وأختلاط مفاهيم العدل بالسوية , وتصبح التعليقات مطية لمن يريد ركوب الخيل بالعشية والتنابز بالكلمات الهامشية ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]