الغاية الاخيرة لأهل الكتاب و المشركين و من والاهم هي القران ، فان لم تكن غايتهم الان فستكون بعد حين ، غايتهم مما يفعلون الان و يزحفون على بطونهم رويدا رويدا في التفلت من المشددات في الاحاديث او الاثار و العمل مع جيوشهم الترويجية بحجة التقارب و التجديد و الانسانية و نبذ التطرف و التعصب و العنصرية ، و كل هذه المسميات الجميلة ، هي الوصول للقرآن .
بل لابد ان تكون تلك غايتهم قريبا ، و ان نؤمن من الان و نحذر و نعد ابناءنا و احفادنا لمواجهة ذلك ، و تحميلهم الامانة التي حملها الله لسلفنا و اجدادنا ثم حملناها نحن ميراثا ، و اراد الجمع المحارب ان يبعدنا عنها فما استطاعوا .
و الان يعملون على الجيل القادم .و ان قلت لي من اين لك هذا ساجيبك : اليهود و النصارى و معهم العالم الملحد او المشرك ، كل هؤلاء يجادلون و يحاسبون المسلمين على توصيفهم لفظيا تلك الملل بالاوصاف التي هم عليها ، و يطالبونهم ان يحذفوا ذلك من قواميسهم و من مناهجهم . و قد نفذت الامم المسلمة بطريقة او باخرى و جاملت على حساب الدين – ادعاء من نخبها و حكامها- ان هذا من متطلبات الحضارة و التعايش ، فصار الحكام ،، هذا يطالب بتغيير الخطاب و الاخر يغير لوحات الارشاد على الطرق و الاخر غير مناهج المدرسة . و النخب تدفع باتجاه استخدام توصيفات رومانسية و اخف حدة لتلك الملل في مقالاتهم و اشعارهم و تأليفهم الادبي او الاعلامي .
طيب لو سلمنا بذلك و قبلناه و هذا مايجري ، فسوف نصل يوما الى النقطة التي لامفر منها سواء في جيلنا او بعده ، و هي الاصطدام بالقران و نصوصه .
فنصوص القران هي التي تصف هؤلاء بتلك التوصيفات و نحن انما اخذناها من اياته ، و هذا من صلب عقيدتنا ، فكما اوصانا القران ب (لكم دينكم و لي دين) و (لا اكراه في الدين) و (المجادلة بالحسنى) و قال ان بعضهم (قليلا منهم ) (يؤمنون بالله) و (يتلون ايات الله) و (وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) و الله عليم بهؤلاء الانفار و هو الذي يميزهم و يجازيهم . .
و لكنه اوصانا بوصفهم ب (لعنهم الله) على وجه العموم لا الاعمام بل امرنا بقتالهم في حالات ، و كذلك وصفهم بالمحرفين و القردة و الخنازير و الكذابين و الغدارين و المنافقين ، و كل ذلك بالادلة و باعلى الصيغ البلاغية . و بين لنا :
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ”
و قال لنا : “هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ”
اذن ،، بعد ان نجاريهم بكل مايريدون كما نفعل اليوم و لن يجدوا امامهم اي معارضة اخرى ، سيقولون الان وقد طبعتم و اقررتم بالاجماع ان كل هذه التوصيفات لاتليق بنا و غير صحيحة ، عليكم اذن ان تحذفوها من القران فهو كتاب غير صحيح في اجزاء كثيرة منه و لعله تغير كما تغيرت كتبنا !
فما نحن حينئذ فاعلون ؟
اعدوا انفسكم و ابناءكم لذلك ان رضينم بدوام الخنوع و المجاملات على حساب الدين و العقيدة .
او فاوقفوا هذا فورا من الان و استمروا على تسمية الاشياء باسمائها -في مقامها و مناسبتها- دون محاباة على حساب ثوابت الدين و الله و اليوم الاخر و عودوا الى اوامر ربكم و سنة نبيكم . ف “إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا” ، و عند الله الحساب.