6 أبريل، 2024 10:37 م
Search
Close this search box.

وكم من خائن يخون سمعة ابيه

Facebook
Twitter
LinkedIn

من كتاب للامام علي عليه السلام إلى المنذر بن الجارود العبدي (وقد خان في بعض ما ولاه من أعماله) أما بعد فإن صلاح أبيك غرني منك، وظننت أنك تتبع هديه وتسلك سبيله ، فإذا أنت فيما رقي إلي عنك لا تدع لهواك انقيادا، ولا تبقي لآخرتك عتادا ، تعمر دنياك بخراب آخرتك، وتصل عشيرتك بقطيعة دينك. ولئن كان ما بلغني عنك حقا لجمل أهلك وشسع نعلك خير منك . ومن كان بصفتك فليس بأهل أن يسد به ثغر، أو ينفذ به أمر، أو يعلى له قدر أو يشرك في أمانة فأقبل إلي حين يصل إليك كتابي هذا إن شاء الله

والمنذر هذا هو الذي قال فيه أمير المؤمنين عليه السلام:” إنه لنظار في عطفيه مختال في برديه تفال في شراكيه ” ومعناها : العطف بالكسر: الجانب أي كثير النظر في جانبيه عجبا وخيلاء. والبردان: تثنية برد بضم الباء وهو ثوب مخطط. والمختال: المعجب. والشراكان: تثنية شراك ككتاب وهو سير النعل كله. وتفال: كثير التفل أي النفخ فيهما لينفضهما من التراب

امر طبيعي في مجتمعنا ان نبجل من كان ابوه ذا مكانة عالية ونكيل عليه الالقاب ونمنحه المناصب وهو لا يفقه فيها او ليست من تخصصه مشكلتنا اننا لا نقر بخطاه ونعالج اخطائه ونعاقبه على ما صدر منه بل يمنح حصانة تمنع اي شخص انتقاده وانا شخصيا اصطدمت بهكذا اصناف كثيرا .

لا يستثنى من هذا التقييم سواء كان شيخ دين او شيخ عشيرة او شخصية اجتماعية مشهورة ، حقيقة وانا اقرا هذا الكلام الرائع تذكرت حكومتنا التي تمنح المناصب لمن كان ابوه سجين او معدوم وهو صفر تحت علامة الاستفهام لان الصفر على اليسار اصبح ذو شان عظيم فلولاها لا تستطيع الاتصال بالموبايل اما تحت علامة الاستفهام فلو حذف لا يغير دلالة علامة الاستفهام

فتارة جعلوه سفير وتارة رشحوه لرئاسة الوزراء والاخر جعلوه وزيرا في وزارة تتلائم وخبرة ابيه المعدوم ، وهكذا .

عندما توفي السيد محسن الحكيم قدس سره ظن بعض من المؤمنين ان ولده السيد يوسف الحكيم سيكون المرجع وبالرغم من انه مجتهد وعلى درجة عالية من العلمية والمكانة الاجتماعية الا انه وبكل تواضع وثقة سلم ما بعهدة ابيه الى السيد ابي القاسم الخوئي قدس سره ، نحن بحاجة الى هكذا رجال يعرفون قيمتهم ولا يحشرون انفسهم في ما لا يفقهون فيه .

اخيرا اود التعريف بالذي وبخه امير المؤمنين عليه السلام المنذر ابن الجارود ، هذا الرجل هو من افشى سر سفير الحسين عليه السلام سليمان بن رزين الى عبيد الله ابن زياد عندما كان واليا على البصرة وسلمه له فقطع عنقه , وهذا ابن الجارود هو نسيب عبيد الله بن زياد اي ان اخته تحت ابن زياد .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب