23 ديسمبر، 2024 7:19 م

وكم عَلَّمتُهُ نَظمَ القَوافي!

وكم عَلَّمتُهُ نَظمَ القَوافي!

معن بن أوس المزني، شاعر جاهلي أدرك الإسلام وأسلم، وهو من صحابة النبي محمد(ص( قال:

فَيا عَجَباً لمن رَبَّيتُ طِفلاً — أُلقَّمُهُ بأطرافِ البَنانِ

أُعلِّمهُ الرِّمايَةَ كُلَّ يومٍ — فَلَمّا اشتَدَّ ساعِدُهُ رَماني

وكم عَلَّمتُهُ نَظمَ القَوافي — فَلَمّا قال قافِيَةً هَجاني

أُعَلِّمُهُ الفُتُوَّةَ كُلَّ وَقتٍ — فَلَمّا طَرَّ شارِبُهُ جَفاني

أتذكر إستضافة الفنان(الملحن والمطرب) حسين البصري، في لقاءٍ على إحدى القنوات التلفزيونية، حين قال لهُ مقدم البرنامج: إنك مدرسة؛ فرد عليهِ الفنان بحرقةٍ وحسرة: لقد نكروا فضلي بل تنكروا لي، كنتُ أدرب المطرب الفلاني وأُشاركهُ في ثنائي(دوتو) لأحدى أغانيي، فأكونُ سبباً في شهرتهِ وتقديمهِ للجمهور، فيرد إحساني بأن يتنكر لي في أول لقاءٍ له على الشاشات!

ويكمل الفنان البصري قولهُ: المطرب(ح . ب) في أولِ لقاءٍ لهُ والجمهور يعرف أنهُ لولا البصري لما عرفوه، ولولا ألحان البصري وأغانيه ما سمعوه، سأُل في ذلك اللقاء: بمن تأثرت؟ فأجاب: أم كلثوم وعبد الوهاب! فطلب منهُ مقدم البرنامج أن يغنِ لهما، فكانت إجابتهُ غريبة حين قال: لا يحضرني شيئاً لهما الان! وسؤالي(الكلام للبصري) أفي حسين البصري عيب؟! لماذا تنكر لي؟! المهم: لقد ذهب وبقيت…

حصل معي ما حصل مع البصري؛ شاعر شعبي طعنني(هو لم يهجوني، ولكنهُ فعل أكثر من ذلك، حين لم يذكر إسمي أصلا…….!)، عندما رأيت لقاءً لهُ على قناة العراقية الفضائية، وقد سألهُ المقدم عن بداياته، فلم يأتي على ذكر إسمي البتة! بالرغم من أنني أشرفتُ على تعليمهِ وتدريبهِ كتابة الشعر الشعبي بأنواعهِ(الدارمي والأبوذية والقصيدة)، فتربى على يديَّ؛ ولقربهِ مني وإستغرابي من الموضوع، سألتهُ برسالة عن السبب في ذلك؟ فأجاب: كان الوقتُ ضيقاً ولم أكن مستعداً للقاء! والصراحة هو عذر قبيح، فقد ذكر غيري وتعمد إختصار البدايات…..!

يبقى المعلم فاضلاً، ذُكر أم لم يُذكر، وأنا إن أصبحتُ قاصاً أو شاعراً أو مفكراً أو أيَّ شئ فسأبقى ذلك المعلم، لقبٌ حصلتُ عليهِ بشهادتي التربوية، وبمهارتي وموهبتي الفنية؛ فأمضِ إلى حيثُ شئت، فثمةَ أُناسٍ يذكروني، بالرغم من أن جهدي معهم لم يكن بأكبر من جهدي معك، وبالرغم من كونهم أكبر مني سناً إلا أنهم لا يستنكفون أن يطلقوا عليَّ لقب(الإستاذ).

بقي شئ…

تحية حبٍ وإعتزاز لأساتذتي جميعاً، حفظ الله الباقين، والرحمة والرضوان لمن وافاه الأجل منهم…