23 ديسمبر، 2024 4:13 م

وكل عاشوراء ونحن حزانى ثائرون

وكل عاشوراء ونحن حزانى ثائرون

سيدي يا حسين.. بين الحياة وبين الموت بضعُ خطىً مشيتها انت لم ترعش ولم تهب، هابته الملوك والفرسان والصناديد ورحت تطلبه جذلان طربا .. مسك الموت مسا فمات وصرت نجما مع الكواكب والافلاك تدور مع الزمن حيث دار .. وجهك يا ابن علي الصديق الاكبر وجهك يا ابن وليد الكعبة يا ابن فارس الامة ومفتيها ..
يا ابن فاروق الامة.. وجهك يا ابن ذي نوريها وجهك يا ابن الوصيين وامير المؤمنين.. وجهك كل الوجوه اذا نادى المنادي بهذه الامة انتسبي.. بأي وجهيك ستعتز السماء يا ابن فاطمة زهراء الامة: وجه ابن اكرم الناس ام وجهك الترب؟ ام ستعتز بوجه الشهيد الذي لاقى منيته لقاء محرورة الصحراء بالسحب؟. يامن وقفت وفتنت هذا الوجود الازلي بوقفة وبصمصام وصوت نبي.. وحاطت بك الدرر الاقمار من بني هاشم الاماجد.. والشم الاشاوس من صحبة ما تكرروا ولن يتكرروا حتى يرث الله الارض ومن عليها.. شامخين متحدين امبراطورية بني امية بكل جبروتها وطغيانها لتكونوا البركان الذي يزلزل كيانها ويرمي بها الى مزبلة التاريخ. ذهبوا بكل مخازيهم فان ذكروا سال قيح فسادهم نتانة تزكم الانوف وصرت واهل بيتك واصحابك قيثارة الخلود.. صرتم نبراسا يهتدي به الضالون، ومتراسا يئتزر به الثائرون، وانشودة تحدي ترددها الاجيال جيلا بعد جيل.. عجبي يا حسين كيف للآن يجري الفرات رقراقا، وكيف تظل السماء صافية ولا تتدثر بالسواد، وكيف لا تحمر الاشجار والغصون والاوراق.
وانت ياسيدة الاحزان.. سيدة الثواكل التي ناصفت اخيها الثورة صرت ثورة متنقلة تصك وجوه الظالمين في كل عصر وأوان ،بك يا زينب الطهر خلدت كربلاء وعاشوراء.. بك صارت المرأة رمز الخلود ..وناصفت الرجال دورهم. لك المجد يا حسين ..ولأهل بيتك وأصحابك الخلود. لك المجد يا إبنة الزهراء يا أشرف النساء. وكل يوم وانتم خالدون.. وكل عاشوراء ونحن حزانى ثائرون.