23 ديسمبر، 2024 7:29 م

وكفى البرلمانيين “شر البوكسات”

وكفى البرلمانيين “شر البوكسات”

التبرير الذي قدمه رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي لعدم حضوره جلسة استضافته في البرلمان امر لاينبغي المرور عليه  مرور الكرام باي شكل من الاشكال. “الحجي” يقول في حوار متلفز” لو ذهبت سأعري الجميع وسيكون هناك مشاكل قد تصل إلى البوكسات”. ويضيف  “انا  اخاف على العملية السياسية لان ذهابي يعني نهاية كل شيء”.  ويضيف ايضا “لو ذهبت ساحمل قوائم بالاسماء واقول فلان تعال هذا انت وهذا عملك وهذه التفجيرات التي قمت بها وغيرها”. لماذا ساكت “حجينا”؟ يجيب بسرعة ” انا أسكت خوفا على العملية السياسية”؟ تصوروا كل هذه المصائب التي جنيناها من هذه العملية السياسية ودولته “خايف عليها .. تلفان بيها”. المصيبة انه لم يقف  عند هذا الحد .. بل ذهب الى ما هو ابعد من ذلك قائلا “اتمثل بمواقف الائمة المعصومين حينما سكتوا خوفا على الاسلام واقول انا مسالم ما سلم المسلمون”. متى سلم المسلمون حجي؟ التفجيرات التي تقع اسبوعيا او نصف شهريا لم تستهدف الهندوس في الهند او الكاثوليك في روما او سكان التبت او جزر مالاوي بل تستهدف الفقراء والبسطاء والمساكين من مسلمي العراق.
وبسبب ذلك ونتيجة له وارضاء للائمة المعصومين وابناء الشهداء والنساء الارامل والثكالى والايتام يجب الذهاب الى البرلمان “قرض , فرض” واليوم “كبل باجر”. اما قولك  بان ذهابك يعني نهاية كل شئ وتقصد العملية السياسية .. فهل تقبل ان يدفع بسطاء المسلمين وفقرائهم ثمن بقاء من تقول انك تمتلك ادلة ضدهم؟. واية عملية سياسية سيكون ماسوفا عليها اذا كان ثمن استمرارها موتا يوميا للناس؟ وبالعودة الى المانع الاول لعدم ذهابك  وهو منع اندلاع “حرب البوكسات” فاني اقول  اليست “كم بوكس” يتبادلها النواب فيما بينهم اهون من المفخخات والعبوات واللاصقات؟ يا رجل دعهم “يحللون خبزتهم” ولو .. بشوية كم لكمة ؟ ولان المالكي زعيم حزب اسلامي فقد يكون افهم مني في حدود ما هو شرعي ولكن ثمة سؤال منطقي وعابر وهو  هل كان يمكن للائمة المعصومين ان يسكتوا على  من يقوم باعمال تؤدي الى قتل الناس؟ بل ما الذي يبقى من الاسلام اصلا في حال تستمر عمليات القتل دون رادع بينما القران يقول “من قتل نفسا بغير نفس فكانما قتل الناس جميعا؟ .
 واي اسلام يبقى مع المداهنة والخشية لاسباب تتعلق ببقاء العملية السياسية على حالها في وقت يتمتع فيه المسؤولون الكبار بشتى انواع الحمايات؟ فهم اما يسكنوا “المنطقة الخضراء” وهي محصنة او يحصنوا اية منطقة يسكنونها جاعلين منها منطقة ليست خضراء فقط بل بكل الالوان. لو كان المجال يتسع  لطرحنا المزيد من الاسئلة المحرجة والقاسية ولكن نكتفي بالقول .. هل المسؤولية الشرعية والدستورية تبيح السكوت على مسؤول قاتل بينما  يتم الاكتفاء بالترحم على الشهداء من المواطنين عندما تستهدفهم مفخخات البرلمانيين كما تقول انت؟  اخيرا لو كنت انا مكانك وبحوزتي ملفات من هذا النوع لذهبت الى البرلمان وحملت معي  “تنكة بانزين” و “شخاطة”  لاحرقه على رؤوس من فيه من قتلة وارهابيين طبقا لتوصيفك وليس اتهاما مني لاحد  .. عند ذاك فقط .. يستقيم الاسلام والعملية السياسية ويرضى عنك .. الله والائمة المعصومون.