الاخبار ما بعد الانتخابات محفوفة بالمخاطر والتضارب فيما بينها لا تبشر بخير وكان العراق يعيش اول تجربة انتخابية الكترونية وملخصها كان الاخوة العاملين على الاجهزة لم يحسنوا استخدامه هذا اضافة الى ما يشاع ان اجهزة العد والفرز كورية الصنع واجهزة التدقيق اسبانية الصنع وهذا يؤدي الى عدم تطابق البرامج فيما بينها ، والمؤشرات والادعاءات التي انتشرت كانتشار النار في الهشيم عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي تؤكد على خلل واضح في سير العملية الانتخابية .
وهنا ننظر بعين التقدير والاحترام والاعجاب لموقف المرجعية العليا قبل الانتخابات الذي جاء بحكمة ولم يسمح ابدا باقحام المرجعية في هذه العملية الانتخابية وكانه يعلم ما آلت اليه الامور اليوم ، ومن يتابع ما يجري من تجاذبات اليوم لمعرفة السبب فانه سيصل الى النتيجة التي ذكرتها المرجعية عبر خطبها ليوم الجمعة لاسيما الاخيرة التي رافقت خطبة بيان راي المرجعية بالانتخابات وقد اشارت المرجعية الى الجهة المتمكنة من القرار والتنفيذ التي بيدها التغيير وهي التي الان بسببها او اسبابها تلبدت السماء العراقية بغيوم كثيفة سوداء نامل ان يكون مطرها خير لا فيضانات تجتاح الشارع العراقي .
المواطن العراقي حتى قبل يوم الانتخابات لايعلم هل يشارك ام لا ويسال عن موقف المرجعية وهناك من ادعى بان المرجعية لاتريد لنا المشاركة ، بينما كان معتمدا المرجعية ( السيد الصافي والشيخ الكربلائي) قد حرصا على المشاركة في صبيحة يوم الانتخابات لتوجه رسالة باهمية المشاركة ،وقد تنافلت اغلب وسائل الاعلام بالصورة والصوت مشاركتهما بالانتخابات، فان كان هذا الموقف لم يفهم من اين تبدا المرجعية بالاصلاح؟
واليوم في خطبة الجمعة اشار الشيخ الكربلائي الى مسالة مهمة جدا ولها الاثر البالغ على الوضع في العراق الا وهو الاعلام ونشر الاخبار والمقالات التي اخذت طريقها في عقول الناس واصبح لها وقعا سيئا في المجتمع وباتت الحقيقة ضبابية وحتى وان لاحت فالاكاذيب تحجبها .
نظرة عابرة لصفحة واحدة من موسوعات الاخبار العراقية نجد نصفها تتحدث عن الانتخابات ومفوضية الانتخابات وكركوك والمحافظات الشمالية وكلها سلبية لا يوجد فيها بصيص امل يبعث على الاطمئنان ، وبات الشارع العراقي يترقب الجلسة الطارئة للبرلمان التي من المزمع ان تنعقد غدا .
سيناريو اصوات الخارج جاء ليعبر انتخابيا عن التدخل الخارجي في الانتخابات واصبح تدخلهم بشكل ديمقراطي مزيف ، هذه الاجواء وهذه الاراء التي تصدر من هذا وذاك وهي الجهات بعينها التي اشارت لها المرجعية بضرورة ان يبدا بها الاصلاح كيف يمكن للمرجعية ان تصحح المسيرة اذا كان راس الهرم هكذا يتعامل مع ما يجري الان من تقاذف بالاخبار والمقالات الكاذبة ؟ فالنصيحة لا تؤتي اكلها الا اذا كان من يلتزم بها حريص على تنفيذها والمنفذ هو من يتصدر المشهد السياسي اليوم وهاهي احوالهم في اخبارهم وتصريحاتهم فكيف يمكن لنصائح المرجعية ان تاخذ طريقها للتنفيذ؟
لازلنا في اول مرحلة من الازمة فلو اقرت هذه النتائج ستبدا التحالفات والمقايضات على كل المناصب وهنا ستحاول بعض الجهات اللجوء للمرجعية من اجل حسم خلافاتهم ، وهنا اعتقد فان المرجعية سيكون لها دور بالنصيحة اجمالا كما هو البيان الخاص بالانتخابات ، ولكن على العقول ان تستوعب الكلمات التي ان صح ظني بانها ستصدر عن المرجعية .
ومن الطبيعي منصب رئيس الوزراء اخطرها لان المترتب عليه يؤثر على مصير العراق وستكون هنالك اجتماعات سرية واتفاقات مخفية بمنتهى الخطورة من اجل حسم هذا المنصب ، وكل التنبؤات واردة وكلها غير واردة ، فعلى مر التجارب السابقة جاء اختيار رئيس الوزراء بخلاف الانتخابات وبتوافق الاجندة الخارجية.