قال تعالى:”وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا”- الإسراء- 53
قالَ تعالى:(بلسانٍ عربيٍ مبينْ)/ الشعراء :195
قال المتنبي:
أمُنسِيَ السكونَ وحضرموتا
ووالدتي وكندةَ والسُبيعا
الحسد والعفريت الأبرص 00(سخرية)- مقالات ماوراء الطبيعة!
هل نحن امةٌ محسودة؟ اذا كان عظماؤها يموتون وفي انفسهم هوسٌ من الحسد، فهذا المتنبي يقول:
مذا جنيتُ من الدنيا وأعجبه
اني بما أنا شاك منه محسودُ
ويقول:
وكيف لايحسد امرؤٌ علمٌ
له على كُلِّ هامة قدَمُ؟!
ثم يبالغُ المتنبي ( مجنون الحسد)! بهذه الطامة فيسمي ولدهُ(محسذ)، ثم يبادرك مجنون آخر في الحسد، فيقول:
إن يحسدوكَ على علاكَ فإنما
متسافلُ الدرجات يحسدُ من علا
ويحذرنا الرسول من مغبة الحسد،فيقول:”إياكم والحسد ، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النارُ الحطب”، ثم قوله تعالى: ” 00 ومن شر حاسد إذا حسد”(االفلق:5) ، وإذا عدتَ إلى تعريف الحسد اللغوي، فإنك تجده يعني لحو الشجرة ، أي عدم الاكتفاء بتساقط اوراقها وغُصونها وفروعها ، وصولا إلى موتها ، وإنما لحوها وتقشيرها ، (واللحو) من مفردات خطبة الحجاج الشهيرة،( لألحونكم لحو العصا) ، ثم افرغوا هذا التعريف في التعريف الاصطلاحي: تمني زوال نعمة الغير، وهو قريب من التعريف اللغوي، ولكني أجد أن هذا غير كاف لتعريف الحسد الأخطبوطي الحديث، اذا ماقيس بأداة تعريفية اصطلاحية نافذة (بإذن الله تعالى) ، فأقول الحسد: روحٌ شريرة تنتقل من الوهم إلى الواقع ، ومكمن خطره في تصديقك له ، ولم يتوغل المنظرون أكثر في قصص الحسد وأساطيره ، وعلاقته الشريرة مع السحر، فإني- ومن كثرة تشبع شعوب الفقر والجهالة ، والخرافة ، بهذا الهوس – وجدت أن الحسد والسحر وجهان لعملة واحدة، ومن طرئف سردي وبحثي المكثف هذا ، فإني اجد ان للسحر أداةً شريرة أخرى هي ( الطيرة) التي عانى منها الأنبياء ، ومنهم موسى ع :قال تعالى:”فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وان تصبهم السيئة يطيروا بموسى ومن معهالا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لايعلمون” ( أعراف:131)، واحسبهم نظّروا رمزيا في أنواع (الطيرة) ، فاستخدموا ألفاظ: البوم ، والغراب ( والططوة)(وشكة الشيطان)!وهي تشبيهات سفيه مشبه، ومشبه به سفيه! ، 00 الخ ، وكان ابن الرومي يستخدم (البومة)تعبيرا عن (الطيرة) ، فجاره (بومة) ، ولا يخرج ابن الرومي لطلب الرزق إذا توقع أن ذلك الجار سيصادفه ، فيقطع رزقه ، فلا يخرج ذلك اليوم ، ويتحول من محسود وهمي إلى حقيقي، ومن تعريفاتي الاصطلاحية للطيرة: هي نوع من الشؤم الاسقاطي ، والصاق البريء بتهمة لاوجود لها وتحويله إلى كبش فداء(الانتقال من السبب المباشر إلى السبب ألانزياحي) ، ويستخدم الحسد مفردة أخرى:” هي المنافسة) وتدعى (الغَيرة) وهي تنشطر إلى : إيثار ، وأنانية ، وعندما يستخدمون مصطلح القاتل الصامت، فهم يطلقونه على كل روح شريرة تملك قوة هائلة ومباغتة ، وغير واضحة المعالم، فهم يقصدون : السكتة القلبية ، والضغط ، والمخدرات ، والكمد 00الخ ، متناسين ( الأجل) فهو قاتل صامت له مخبأ خاص00 ونسبوا للحسد قصصا واحدثا عجيبة غريبة! ، فهناك حُسّاد ( عُور) العين يتسابقون بليزرية عيونهم في ثقب الحيطان الكونكريتية، وحدثني احدهم ، أن له صديقا خارقا في موهبة الحسد، فأراد ، (والإرادة لله تعالى)، اقول00 يقول :فأراد ان يحسده ، فسلط عليه قوته الخارقية ، فعثر المحسود، وسقط على الأرض!، ثم توازن وتماسك، ثم ارتفع مترين عن مستوى الأرض، ليسقط مرة أخرى ، وقام مرة اخرى ، فهوى كذلك، ولم يعرف ماهذا (السبرنك)، وما هذه القوة الشريرة التي (لعبت بخلقته) !، ويقول انه أثناء هذه المعمعة الطاحنة ، سمع غريمه الموهوب يخاطب شخصا في الغيب: ياعفريت :
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا
وحسبُ المنايا أن يكن امانيا
يقول: وبعد أن هدأ روعي من (كفخات)! ذلك العفريت، قلتُ لحاسدي مادمت تمتلك عفريتا مميزا في الحسد، فإن هنالك قرية آذاها شقيها وتريد التخلص منه،وهذا يومك لتخليصها ، فالشر المسلط على الشر خير، يقول: فأجابني :لستُ دائما أجيد اللعبة، فبإمكان شقيكم ، ان يبطل سحر حسدي ، وأتحول بين يديه إلى (نعجة)لاحول لها ولا قوة!، يقول فاستنتجتُ من (النعجة) والقوة الخارقة، أن كل ذلك لايحصل إلا بإرادة الله تعالى ،”وما تشاؤون إلا أن يشاء الله ربُ العالمين” (التكوير:29)
بقلم- رحيم الشاهر