18 ديسمبر، 2024 6:51 م

وقفوهم إنهم مسؤولون

وقفوهم إنهم مسؤولون

قوافل الشهداء والجرحى والمعاقين ما زالتْ مستمرة تخلف وراءها آلافا من الأرامل والثكالى والأيتام نتيجة التفجيرات الإجرامية التي تطول كل مناطق العراق منذ 2003 ولغاية اليوم مضاف إليها جرائم الاغتيالات والخطف وغيرها من أنواع الجرائم المنكرة وما زلنا نسمع تبريرات عن الخطط الأمنية وكلها فاشلة وغير ناجعة ولم تقدم حلولا أمام جرائم داعش وأخواتها والضحية هو الشعب ما دام السادة المسؤولون محصنين بأفواج من الحمايات ومواكب من السيارات المصفحة ويتخذون من المنطقة الخضراء المحصنة مقرا وسكنا لهم، ولو أحصينا تصريحات المسؤولين الأمنيين بعد كل جريمة تفجير لوجدناها تملأ سجلات الأدراج ولم يخرج علينا مسؤول وأعلن صراحة عن نتيجة لجان التحقيق المعلن عن تشكيلها بعد كل تفجير بما يؤكد جدية واهتمام الحكومة والجهات الأمنية بحياة الناس، ولو حدثت واحدة من هذه الجرائم في دول تحترم نفسها والشعب لاستقالت حكومات واعفي مسؤولون من مناصبهم لتقصيرهم في أداء مهامهم إلا إننا في عراق اليوم أصبح الموت عندنا متنقلا بين البيوت والأسواق والشوارع والساحات وأصبحنا كمن يروم شرب الماء بالغربال لكثرة ما كتب وقيل عن هذه الجرائم وما تخلفه من ضحايا أبرياء، فالمسؤولية أيها السادة ليست كراسي ومنافع ومخصصات وتصريحات لا تغني ولا تسمن من جوع والمسؤولية كما نعرفها عمل وتفان في خدمة الشعب والوطن، وهي بالتأكيد تكليف وليست تشريفا أو وسيلة للاغتناء على حساب أرواح المواطنين وممتلكاتهم ومستقبل أبنائهم.

لقد أثبتت الأيام إنكم لا تصلحون لقيادة بلد مثل العراق فلم تحموا أرضه ومياهه وجعلتم قتل الإنسان فيه عملية يومية تنفذها هذه الجهة أو تلك وما أراكم إلا متفرجين عاجزين عن تأمين أبسط مستلزمات الحياة الآمنة للشعب وما جريمة البياع ليوم الخميس الماضي إلا دليل مضاف إلى آلاف الأدلة التي تثبت تقصير الجهات الأمنية في أداء واجباتها المناطة بها وقال تعالى (وقفوهم إنهم مسؤولون) فهل انتم مسؤولون حقا؟ لكي يحاسبكم الشعب على قدر مسؤوليتكم في عدم قدرتكم على حماية أرواح الأبرياء. أم تقولون غير ذلك ليعرف الشعب مسؤوليته في حماية نفسه.

الرحمة لأرواح الشهداء والشفاء العاجل للجرحى وتبا للفاسدين المفسدين ولا استثني أحدا.

نقلا عن صحيفة المشرق العراقية