23 ديسمبر، 2024 9:27 م

وقفــــــــــــــة  مع علــــــي  ؟!

وقفــــــــــــــة  مع علــــــي  ؟!

في كل واقعة  وفي كل نازلة .. تجد للحكيم العظيم ابي الحسنين  ( صلوات ربي وسلامه عليه )  قول فيها  .. فهو السابق لعصره  وخارج  محددات الزمان والمكان  … في هذه الايام   يمّر  ابناء شعبي  بالكثير من المحن  .. وهي نتائج  لما يقوم به  الناس من ممارسات وافعال ..  فمن اختيار خاطىء  لنواب البرلمان او لمجالس المحافظات  وما له من تداعيات مأساوية   نعيش فصول ماساتها .. الى التجييش الطائفي بمشايخ معدومي الضمير  .. الى الانخراط في فصائل الارهاب الوافد وممارسة ابشع انواع  القتل والتدمير وانتهاك للحرمات  ..  هنـــــــــــــــــــــــــــــا يحضر بقوة  قوله  : ” الناس ثلاث  : فعالم رباني ,  ومتعلّم على سبيل نجاة  , وهمج رعاع ينعقون مع كل ناعق  .. “
++  ثلاث فئات من الناس وردت في قول الامام .. الفئة الاولى  : عالم رباني  .. هو المعصوم حصرا , الذي  ذابت نفسه في الله ولم يبق له وجود سوى ارتباطه بمولاه  كعلي ع : حين يقول  : ” ما رأيت شيئا , الاّ ووجدت الله قبله , ومعه , وفيه  , وبعده  .. وهؤلاء هم خريجوا مدرسة السماء  والمتأدبون  بآدابها .  …  والفئة الثانية  : هم من اطلق عليهم الامام وصف ” متعلّم على سبيل نجاة  ”  وهم  نفس  فئة  : ” التابعين باحسان ” حسب التعبير القرآني  .. او  هو  الشخص المٌقًلذد بوعي وتبصّر  حسب  تعبير  الفقهاء  … وهم الفئة من الناس الذين يملكون حصانة من وعي وبصيرة  .. بحيث يصعب  تجييشهم عاطفيا بسهولة  او عن طريق استغفالهم  .
++   اما الفئة المهمة من هذه الفئات .. حسب راي الامام ..  فهي الفئة الثالثة  ( فئة الاغلبية  )  .. وقد انصب جل اهتمام الامام على هذه الفئة لغرض  رفع مستواها  المعرفي من هذه المرتبة الى المرتبة الثانية  ..  فهؤلاء  همج رعاع  ينعقون مع كل ناعق ويستجيبون الى كل دعوة وان كانت ضالة  .. لانهم ليس لهم عقول مستقلة  ولا ارادات حرة   . .  وهم بذات  الوقت  لهم اهمية في بناء المجتمعات  ورفع مستواهم المعرفي يساهم في رقي المجتمع .. على كافة المستويات  .. الانتاج  … اللحمة الاجتماعية .. والثقافة   .. وبعكس ذلك  فان سعة هذه القاعدة في المجتمع  عدديا ونوعيا  ينذر بوقع كارثة وخطر  , وموت المجتمع الطبيعي يحدث عن طريق توسّع هذه الفئة وإزديادها  نوعيا وعدديا في المجتمع .. وهذه هي الكارثة التي هي حاصلة عندنا الان بايدي الهمج الرعاع من مجتمعنا .. ويحضرني  هنا قصة احد الفقهاء  قديما  حين رآه احدهم وهو ياكل طعاما وهو ماشيا .. فوجّه له النقد .. حيث ان هذا الفعل  يخدش من كرامته ووضعة الاجتماعي  اما م الناس  .. فاجابه الفقيه وهل يوجد ناس ؟  .. ثم إنبرى  هذا الفقيه  لكي يثبت لصاحبه بعدم وجود ناس  حولهم وانما  جهلاء هم كالانعام او هم اضل  ..  فنادى الفقيه  : ايها الناس  : سمعت فلان عن فلان عن النبي  ( ص )  حيث قال : من لعق طرف انفه بلسانه ضمن دخول الجنة … فقام كل الناس المجتمعة بهذه المحاولة .. فالتفت لصاحبة هل يوجد ناس حولنا ؟ .. هؤلاء هم الهمج الرعاع في كل زمان !