أنا من جندت لأجلك
أحرف الأبجدية
إشارات التعجب والاستفهام
همست بحبك
كتبته بين الأقواس . .
تسابقت حروفي
على نصاعة الصحاف
لونتها ….
بنهدات قلب . .
قلب يقرأ ما بين أسطرك
بلغة الهمس،
تطل عيناك ما بين الحروف
خميلة من الحنين …الشوق
الكبرياء.
ثمان وعشرون حرفًا
لا تكفي أن أكتبك بها
أنا عذراء الحروف
والدفاتر . .
في واحات اللغة ما زلت
أطوف . .
استعرت أحرف التعجب
لابثك حنين صب
أحرف الاستفهام
لأسأل في القوافي
عن عاشق مستهام
كيف لقلبه أن ينام ؟؟؟؟
أنت يا من أشعلت
حروفي
بلهيب وجد حروفك
أشعلت حطب عمري
بنيران لهفة تعابيرك
ما زلت أنتظرك خلف السطور
يا من كلماته هضبة
يغطيها زهر البنفسج
وجهه ملاءة ثلجية اللون
أعترف لك ..
بأني استنفذت في عشقي
لك كل اللغات . .
وبت اخشى أن أكرر مفردات
لهفتي
بنفس وتيرة الفراشة
وهي تحوم حول احتراقها
يا بنفسجي الملامح . .
ياسميني الحديث . . .
قرنفلي الحب . . .
لك قصائدي العذراء
كتبتها بأدمع المطر
وتراتيل الحمام
وصلوات ناسك
هذه القصيدة هي للصديقة الشاعرة السورية نبيلة علي متوج، التي ولجت محراب الكلمة وعالم الشعر منذ سنوات، واثبتت حضورها في المشهد الثقافي السوري الراهن، بنتاجها الشعري والنثري الغزير المنشور في عدد واسع من المواقع الالكترونية والصحافة السورية والعربية.
تحمل القصيدة عنوان “عذراء الحروف”، ويطغى عليها الطابع الوجداني، وهي بالغة العذوبة، شفيفة، شفافة الضوء، تتراوح بين النبرة العالية والشعور الصادق العفوي، وحساسية الوجدان العميق، محبوكة بجمالية فنية، وبخيال واسع، وذهن مبدع، وروح نقية، وتعكس جلاء اللحظة الشعورية في لهب القلب المحب وعنفوانه.
ونلمس في القصيدة سلاسة ورقة، ومعانٍ جديدة، وصور جميلة، تخدم تصاعد النص واكتمال الصورة الشعرية فيه، والتي هي بالأساس شكل الفكرة المحورية. وما القصيدة سوى لوحة رسمتها الشاعرة بالكلمات، والبوح الأنيق الواضح، ولها زمنها الذي يتشكل في إيقاعها الداخلي، ولها مكانها الذي يتمثل في مساحات المفردات وشكل القصيدة.
نبيلة متوج شاعرة تكتب قصيدتها بإحساسها، متمكنة من أدواتها، تجعل اللغة مطواعة لها بأناء جميل، تنتقل بمفرداتها وتعابيرها كما تريد، وتضعنا أمام صور حسية وحية نابضة وناطقة بوجع المفردة، وتتحول هذه الصورة إلى لوحة شعرية فنية تحاكي القلب والروح، وتدغدغ المشاعر والأحاسيس الداخلية.
وهي تعتمد أسلوبًا بسيطًا متميزًا بلون خاص، والشعر ليس في تعقيد اللغة، بل أجمل وافضل الأشعار المكتوبة بإحساس الروح وبلغة يفهمها الجميع، ومعجمها اللغوي يتشكل من كلمات قوية واستعارات وإيحاءات تعكس مشاعرها العاطفية والوجدانية ومواقفها الوطنية والعروبية.
ويمكن القول، اننا قرأنا قصيدة ناعمة خفيفة الظل، متجانسة، ومكثفة بشعرية لافتة، وبنغمة ذاتية، نلمح فيها النبض الإنساني في وجدانها بصدق، وببوح رفيع راقٍ ورائع، تمثل باختيار الكلمة والعبارة وخلق المفاهيم اللغوية المجازية الدالة في مفرداتها على أبعاد المعاني الروحية والمشاعر المكنونة لديها.
فتحية عطرة لصديقتنا الشاعرة نبيلة علي متوج، والتمنيات لها المزيد من العطاء والحضور الشعري المميز والمتواصل.