رسالة مهمة لكل مثقف وكاتب ومتحدث يخرج على وسائل الاعلام ، أو يكتب مقالا :
عليكم جميعا مراجعة أنفسكم ، وإعادة تأهيل خطابكم وثقافتكم ، ومغادرة خندق الخوف والمجاملة ، حتى تتجردوا من العوائل التي تعقد ألسنتكم وتمنعكم من قول الحقيقة ، وتسمية الاشياء بمسمياتها وكما هي ، لان التأريخ يسجل ، وللضمير حاكمية ووخزة ، تعيد الانسان الى جادة الانسانية .
لا أخفيكم سرا ، أني كعراقي مستاء من خطاب غالبية من يخرج على وسائل الاعلام ويخدع العراقيين ، ويتلاعب عليهم ، ويتلفظ بألفاظ طائفية أو يلمع صور العملاء والخونة والجواسيس والمرتزقة في زريبة الاحتلالين في الخضراء .
الواجب الوطني يحتم علينا جميعا أن نصف ما يسمى ( الرئاسات الثلاثة ) بأنهم خونة وعملاء وحرامية ، ولايجوز بل يحرم شرعا وعرفا وأخلاقيا ووطنيا ، وصفهم بساسة وأحزاب وحكومة وبرلمان .
نعم أعلم أن جميع الفضائيات ووسائل الاعلام في العراق ، ليست وطنية إلا القليل منها ، وتشتغل حسب مصالحها ومصالح من يملكها ، وهي توجهكم حسب سياسة القناة والحكم الطائفي العنصري ، فمن لايغير وضعه في خطابه ، لايمكن أن يعالج قضية وطنية عادلة .
أستمع لأقوال ( المحللين ) وأقرأ مقالات ( الكتاب ) منذ اليوم الاول لاحتلال العراق حنى اللحظة ، لم يتغيير ( حكومة سيد فلان وعلان ) وأن الحكومة كذا ، وكلما يسوق المحتلون مرشح تسوية ، لإدامة حكم نظام المحاصصة المليشياوي المرتبط بإيران ، وهي سالبة بإنتفاع موضوعها ، فهل خطر على بال أحد أن العصابات التي تقطع الطرقات وتفرض الاتاوات تسمى حكومة ؟.
وهل خطر على بال أحد أن تجار المخدرات والقتلة والقناصين الذين يقتلون المتظاهرين والشرطة ، ويغتصبون الاطفال والنساء ، يسمون حكومة ؟.
هذه اسئلة إستنكارية ، لرفض عملية الاحتلالين الفاسدة ورفض الخطاب المبطن .
أقلب فضائيات العهر السياسي جميعها ، وأجد أصحاب البدلات والملابس الراقية ، والاربطة التي تطوق أعناق المتحدثين ، يصولون ويجولون في فضائيات مأجورة ، يكذبون ويناقضون أنفسهم ، وتفصلهم عن الشعب العراقي مسافات ، لايمكن الالتقاء بين الخطاب الوطني وخطاب التدليس الرخيص .
العراق في ظل نظام المحاصصة ، ليس دولة ، ولا توجد حكومة ، ولا برلمان ، كل هذه المسميات هي وهمية ، عصابات تغطي وتشرع لحكم المليشيات التي تقتل العراقيين بوسائل مخيفة .
نحن نعلم أن وسائل الاعلام في العراق وخصوصا الفضائيات ، تسير في قطار المحتل وأذنابه ، وتقديم الملمعون لصور الحرامية ، سياسة متعمدة مقصودة ، حتى لايخرج غيرهم من الاصوات الوطنية العراقية ، التي تعري عمليات الفساد والجرائم في العراق المستباح .
كلما قدمت القوى الدولية عميلا خائنا جاسوسا مرتزقا ، لشغل رئاسة الحكومة ، وهو من مملكة الفساد ، ومسمار صدئ فيها ، تخرج علينا جيوش من المحلليين والمشرحين السياسيين ، يطبلون لشخصه السخيف ، وأنه وطني ، وسيؤسس لحكم يرتقي بالعراق إلى القمر والمريخ ، وهم أنفسهم الذين طبلوا لعملية الاحتلالين الفاسدة ، وإلتحق بهم أطفال الثقافة الذين يريدون أن يبرزوا في زمن هش رخو تافه ، لايوجد فيهم مثقف عراقي واحد ، له صيت وإحترام عند العراقيين .
هل ذكر أحد من جيوش التطبيل في فضائيات الاحتلال كم قتلت عصابات إيران في العراق منذ بداية ثورة تشرين حتى اليوم ؟.
وهل تحدث أحد عما يجري بالقرب من بغداد ، حيث تتكدس شاحنات البضائع ، ولا تمر إلا بدفع رشوة ، لمليشيات إيرانية تختطف العراق ، ومن يمتنع إما يبقى في المكان وتتلف بضاعته أو يقتل ، فهل هذه دولة ؟.
هل سمعنا أحدا من هؤلاء اصحاب الاربطة الحمراء والصفراء والزرقاء ، ذكر عملية إغتيال لمتظاهر في منتصف الليل ؟.
أم أن المفاهيم والصور عندكم مقلوبة ، والنظام السياسي الجديد هو البلطجة ، والقتل والفساد ، وبطل من يرتب أموره ، ويتقرب من زعماء المليشيات ، حتى يعيش ويأمن على نفسه ، وقيمة الانسان هي المال ؟.
نحن شعب العراق ، نرفض نظام المحاصصة الطائفي اللقيط ، الذي ولد من عملية زنا بين أمريكا وإيران وسيستاني ، والهدف الاستراتيجي للثورة العراقية المذهلة ، التي إختصرت 2500 سنة من تأريخ العراق ، هدفها إسقاط العملية السياسية الفاسدة ، ودستور نوح فليدمان ، وحل المليشيات الايرانية ، وطرد حزب الله اللبناني من أرض العراق .
لن نقبل إلا بتحرير العراق ، وإستعادة سيادته وإستقلاله ، وأنتم أيها المتملقون الذين تلمعون صور العملاء والخونة ، لا تمثلون العراقيين ، مثلما أن زعماء الطوائف و المكونات والمرجعية الدينية الايرانية ، لايمثلون العراقيين .
إين إرادة الشعب العراقي في إختيار نظام الحكم والحكومة التي تخدمه ، لقد صودرت إرداة العراقيين ، وخطف صوت الناخب العراقي ، في ليلة عرس واوية ، وحفلة بين العملاء والخونة ، وذهبوا إلى إعلان العراق ( إستحقاقا طائفيا مليشياويا ) ، ونحن نرفض ، وننادي بالوحدة الوطنية ، ونمقت كل من يتلفظ بألفاظ الطائفية ، التي إكتوينا بها ، ودفعنا ثمنا باهضا / ملايين العراقيين قتلوا منذ 2003 حتى اللحظة ، ولازالت عصابات الجريمة تفتك بالعراقيين ، وتغتصب النساء والاطفال .
لا كرامة ولا إحترام لكل من يتحدث عن مكونات ( سنية وشيعية وغيرها ) لان الخيارات الصحيحة في بناء الانسان والدولة هي : الخيارات الانسانية والوطنية .
أما ( الاحزاب السياسية ) وهذا توصيف من باب المسامحة ، لانها ليست أحزابا ، فهي مجاميع من الاميين والمتخلفين ، عصابات جريمة ، وعندما يتحضر المجتمع أي مجتمع ، يذهب إلى إنتاج ( أحزاب ) ، وهي حالة تمدن وتحضر ، ونحن في العراق لم نصل إليها بعد ، بسبب الاختطاف من قبل الموروث والمحول الديني والعشائري القديم البالي .
الامل كل الامل ، بالجيل الجديد ، جيل الثورة ( ابطال البوجي والتكتك ) ، الشباب الذين فجروا ثورة تشرين وصنعوا المعجزة ، لانهم لم تتلوث أذهانهم وثقافتهم بأمراض الاحزاب والعيشيرة والطائفية .