مادفعني لكتابةهذه الكلمات المبعثرة مرور معلمي في ايام الابتدائية وهو يقف اليوم بعد مضي عشرات السنين ليحييني بكل طيب وبكل تواضع هو من يسبقني وهومن يبادر بالقاء التحية والسلام فيخجل كلامي ويمنعه من ان يظهر بشكل يليق بذلك الانسان الرسالي .. نقف وقفة استذكار
و اجلال لمن علمنا الحرف و صاغ لنا الكلمات واهانا فكره واخرجنا من عبودية الجهل الى مملكة العلم ..
ان شخصية المعلم لم تكن الا قبسا ازليا لكل من يسير في عتمة ليالي الجهل والضياع والتعثر فمن حق الاجيال بل من واجب الانسانية ان تحتفي بذلك الرسول وان لم يكن مرسلا من السماء
فمن منا من لم يؤثر فيه معلمه الذي كان يرعاه وينورعقليته وينقح فكره في كل المراحل
بدءا من الابتدائية ومرورا بالجامعة
فهاهي السنين تهرول مسرعة نحو حنين الذكريات التي مضت
فما احوجنا لتك النفوس الكريمة لتبث في مجتمعاتنا القيم الاصيلة التي عاشوها في زمانهم الذي كان عبارةعن منحوتة اصيلة لايمكن تقليدها وصياغة شبيها لها فهم عاشوا الاباء والشموخ بوجه عواصف الحاجة والتهميش السابق واللاحق فما اشدهم صلابة وهم يتجرعون مرارة السنين وتقادم ايامها في عصر تغيرت فيه موازين العدالة الاجتماعية وغيبت عنه قبسات المصداقية
قال الشاعر :
رأيـــت الحـق حـق المـعـلـم وأوجبه حفظاً على كل مسلم
له الحق أن يهدي إليه كرامة لتعليم حرف واحد ألف درهم
اليك يامعلمي اهدي اجمل كلمات الوفاء واشدها حنانا واجلها احتراما
اتركها لك
فان لم يكن بالامكان ان تصل الى مسامعك ساتركها على جدار الزمان المتهرئ بارزة مطرزة بالوان الجمال ومزركشة بلألئ
لاتشوبها سوى حبات النقاءعسى ان تفيك حقك وتكون شاهدة على شخص زرع في صحراء النفوس اجمل زهرات الجمال واشجارا مثمرة بشتى الانواع واعذبها طعما ،
ولله درك ايها الشاعروانت تنشد تلك الابيات الرائعات :
لــولا المعلم ما قرأت كتابـــاً يوما ولا كتب الحروف يراعي،
فبفضله جزت الفضاء محلقا وبعلمه شق الظلام شعاعي.