23 ديسمبر، 2024 2:23 م

وقفة .. على جراح السياب-السياب ومحكمة الملكوت!

وقفة .. على جراح السياب-السياب ومحكمة الملكوت!

في سلسلة() : كتابات عبقرية ، سلسلة سور النثر العظيم ، سلسلة هملايا النثر، سلسلة ، مقالات الشبح، سلسلة سلوا  مقالتي ، سلسلة المزدوج الإبداعي ، سلسلة لمن ترفع القبعات، سلسلة من الصميم الى الصميم ، سلسلة حصان  طروادة النثر ، سلسلة لاطلاسم بعد اليوم ، سلسلة راجحات العقول، سلسلة طار ذكره في الآفاق، سلسلة 00 الخ

انا  اكتب، إذن انا كلكامش( مقولة الشاهر)  ()

من فضل ربي مااقولُ وأكتبُ** وبفضل ربي بالعجائب أسهبُ( بيت الشاهر)

مقالتي حمالة النثر  القديم ، ورافعة النثر الجديد(مقولة الشاهر)

الكتابة كرامتي من الله تعالى، فكيف لااجود بنفعها؟!(مقولة الشاهر)

الكثير منا مازال يتفاخر ، أن السياب صرع مرضه بكلماته ، وأفنى مماته بإبداعه ، ويتفاخر به كيف شغل كل هذه المساحة من موروث الحداثة ، وكيف ألقى بصمته المغيب في دوي الشهرة! ، وكيف صار رمزا من رموز  العراق الشعرية، وكيف ، وكيف 00 الخ، ولكن هل لهذا المفتخر الآن ان يخبرنا عن همزة الوصل بين سياب الأمس وسياب اليوم ؟ هل أكل السياب من طعام محفلنا به؟ هل ذهب شيء من ضياء الشموع الى ظلمات قبره الدامس؟ ، هل وجد من يدفع إيجار بيته بدلا من ان ترمى حاجياته الفقيرة، وأثاثه خارج البيت ، وتطرد أسرته من البيت لتأخرها عن دفع الإيجار ؟ وهل هنالك فارق بين سياب بلا وطن ، وسياب بلا بيت ، وسياب بلا ناصر ، وسياب بلا معين سوى الله تعالى ، وسفر أيوب ، وو 00 الخ ، يقينا أن السياب الآن لاعلاقة له بكل أكاذيبنا عليه ، وبكل احتفالياتنا به ، وبكل نعيقنا ، وزعيقنا ، وبكل ندمنا على إهمال أمره حين كان يحيا بين ظهرانينا!انما هو الآن في عالم آخر ، فإذا فاتحناه بما جرى له ، وما ورثناه منه ، فإن جوابه انه ساخط ، وليس على غراره حين كان حيا يقول:

(لك الحمد مهما استطال  البلاء

ومهما استبد الألمْ) 00 الخ ، انه الآن ساخط على من تغابي عن فهم كلماته ، وعمق جراحه ، وصنع حجابا صفيقا بينه وبين جمهوره ومريديه ، وخطف منه الشهرة وقص أجنحتها ، فلم تنطلق الا بعد مماته ، وفوات اوان استفادته منها 0

سيابنا الآن ، هو ليس كسياب الأمس ، انه في ذمة الخلود ، وكل مانفعله الآنفي محصلته النهائية ، هو لنا وعلينا : علينا ؛ لأننا غبناه في حياته ، وآثرنا ان نكذبه ولا نصدقه ، وان نفقره ونضطهده ، ونتسبب في علله وقصر عمره!، ولنا لأننا فينا الآن من يندم ، وفينا من يكذب  على نفسه ؛ لأنهم لو أعادوا له السياب ثانية لكان أول القاهرين له ، والمغيبين له ، والطاردين لأسرته من دارها بسبب التأخر  عن دفع الإيجار ، ولجعل من سقمه أيوب جراح ثان ، وجعل من عمره غير قابل للقسمة او الضرب ، بل قابل للنقصان فقط!، ولأذاقه من مرارة دهرنا هذا ، مايذوقه الآن كل ضحايا هذا العصر !

السياب الآن، لايهمه ان نعلن الشموع احتفاء به ، او نطفئها( زعلا) عليه ؛ لأنهرحل مغاضبا مقهورا ، بينما بقينا نحن نتشبث بكفنه بحثا عن قصيدة الكنزالموعود!

السياب الآن لايريد أن يوصينا ببدر ، ولميعة ، وجي يكور ، والبصرة ، وجوع العراق ؛ لأنه يعلم أن البصرة بعد رحيله ستجوع وتعطش وتذبل شناشيلها ، وستمر بها عاصفة المغول الرملية ، فتدفن الكبرياء ، ويعلم ان شناشيل البصرة ستذبل ، وستنسى شناشيل ابنة الجلبي ، وستقرع أجراس العراق : ()

جياعْ 00 جياعْ 00 جياعْ

بلادك فيها تجوع السباعْ

وتشبع فيها

جناة الضباعْ

23/12/2018