12 أبريل، 2024 5:01 م
Search
Close this search box.

وقفة تأمل في هذا الطفل المخلوق البريء

Facebook
Twitter
LinkedIn

من الأقوال المأثورة ((يولد الإنسان بالفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه اوينشا على مبدأ الإسلام )) ومع تناميه , يكسب معتقده الشيعي أم السني , وفقا لأيّ من المذاهب الإسلامية التي يتعبد بها أبواه , ويتطبع بشكل تدريجي بطباع والديه , ويكسب منهما ومّمن يحيط به من عائلة ومجتمع ومدرسة , ابتداء من تعلم اللغة والدين والمعتقد ونوعه , وانتهاءً بمـا سيسلكه من سلوكيات وصفات , جميلة كانت ام قبيحة000وقد أثبتت الدراسات الحديثة , أن للبيئة التي يُولد فيها الطفل وينمو ويترعرع – تأثيرا كبيرا ًفاعلا ً في حياته المستقبلية ,ويكـون في سنواته الست الأولــى ,مستعدا ً للتــأثر بمحيطه
الاجتماعي والديني , وفي هذه السن تتبلور معالم شخصيته المستقبلية 00 لذا ترى الباحثيــن , قبل الدخول في دراســة معالم العالم المفكرالمبدع , يدرسون أولآ ماكان سائدا ًفي موطنه الأول من أوضاع (سياسيه ودينيــــة واجتماعيــة) لان تلك البيئة التي نشأ فيها تترك أثارها فيه 00000ٍ وقد ركزت التربية الحديثة , على مرحلة الطفولة الأولى , وأوصــت باهتماماتها فيه , ببناء شخصيته المستقبلية 00وتأكيدا على أهمية البيئة وتأثيرها في نشأة الطفـل , فكـان العــرب قبــل الإسلام يودعون أطفالهم المولودين الى مرضعات البادية , إيمانا منهم , أنهم سيكسبون شخصية تلك البيئة 0000وقـد ركز الإسلام على العناية بمرحلة الطفولة 000 فوصف قلب الطفل المــولود بالأرض الخـــــاليــة كلَّ ما القــــى فيهــــا , قبلتــه وشبههُ بالعجينة , يُصنع منها من الصور والتماثيل ووصف براءته , بالورقة البيضاء , سليم من السوء نقي من الدنس , وأوجب ان ترقم عليه مفاهيم الإسلام , ومثله العليا وغرس مبادئه وأخلاقه بشكل تدريجي 000 وحمَل الإسلام العائلة ومن يهمهم الامـــر من ولاة الأمـــور ورعاة الرعية , المسؤولية أمام الله على تربيتـة وصيانته مـن الانحرافات والسلوكيات والمعتقدات السيئة لان الضررلايصيب الشخص وعائلته فحسب , بل يصيــب المجتمع ككل 0000ومتابعة لما تحدثه البيئه في معتقدات الطفل وسلوكياته المستقبلية , فقد تتحول براءته الى مغاٍل ام قـــالٍ , فـــي تطرفه بالديــــن والمعتقد وتعصبه الأعمى وكراهيته للوجه الأخر 000و00ومايحدث على الساحة من تخندق واثارة فتن طائفية مذهبية ينعق بها أئمة الضلال وشذاذ الافاق فمزقوا الامة التي اراد لها الله العـــزة في وحدتها وتماسكها ووقوفهــا صفــاً واحدا امام المحن والخطوب ا 000 فاصبحت مصائب المسلمين عند السياسين الاشرفاء فوائد 0000فللبيئة الأولـــوية فـــي زراعة وترسيخ هذه المفاهيم ام تلك المعتقدات – التي يتبرأ منها أئمة المذاهب الاسلامية من السلف الصالح – في ذهنـه ووجدانه , في شعوره واللاشعوره فنتترك اثارها فيه 0 طفلا وشابا وكهلا وعجوزا فينظر بعين واحدة الى ما كسبه لانه الاحق ان يتبع , وهو المثل الاعلى الذي يحتذى به , وكل من يخالف رأيه وهواه , با طل ضال منحـــرف 00 بل تــذهب فئة اخرى في تطرفها وضلالها وتضليلها وتعصبها الاعمى الى ماهو اظلم للإسلام والمسلمين , فترى في كل مَن يخالف رأيها وهواها كافر يستحق القتل وإباحة عرضه وأمـــواله 00000وامام أعيننا ومايطرق مسامعنا من صور ومشاهد , مروعة , يندى لها الجبين الإسلامي والانساني من سفك دماء الابرياء وانتهاك المحرمات 000واتباع سياسة الارض المحروقة لاشاعة الخوف والذعرفي النفوس بالارهاب الذي تجاوز حدود اللامعقول بهدم دور العبادة وطمــس معـالـــم الحضارة والاثار التاريخية , والبنية التحتية (ليس بغائب فاصفه ولامحجوبا فانعته ) بل ((أنما الذكرى تنفع المؤمنين )) وهذه السلوكيات المريبه الشاذة , تُرتكب باسم الجهاد في سبيل الله 0 وهذا التجني عــلى شــــريعة الاســـلام ومنهجـــه المستقيم لم يِات ِ من فراغ بل بُذرت بــــــذوره منـــذ صــدرالاســـــلام الاول واخضـــرت ونــمـــت واو رقت وتاصلـــت جـــذورها وبسقــــت اشجارها , فاثمرت هذا الثمرالمرالخبيث يتناوله المسلمون اليوم على قهــرومضض ام غباء شديد 00فالــذي يبحـــث ويتحرى فيما كتبه التاريخ الاسلامي, بصدق واخلاص وبنوايا حسنة مع ربه وضميره 0بعدما يجرد نفسه مـــن الهـــوى والميل والحب والكره والتعصب الاعمى ويدع الانفعال العاطفي جانبا 0 ويدقـق ويمحص ويقــــارن ويوازن بيــن الاشيـــاء ونظائرها في احداث التاريخ الاسلامي ولاسيما في القرنين الأول والثاني الهجــــريين ويقـــــرأ بعينيه الاثنيــــــن 0 لابعيــــن واحدة 0فيما حصل من مظالم وانحرفات (اتمنى ان يسدل الستارعليها حفاظا على كرامة ووحدة المسلمين لكن مايحدث على الارض لم يبقِ كرامة واحترام) تتجلى صورهـــا في الصراعات السياسية وصــــولا للحكم والانقسامات الفئويـــة والطموحات غير المشروعة القائمة على الحسد وحب الذات والعصبيات القبلية والأهواء والامزجة 00000وللحديث بقية صلة باذن الله

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب