22 نوفمبر، 2024 11:38 م
Search
Close this search box.

وقفة تأملية في واقعنا الاجتماعي ..!

وقفة تأملية في واقعنا الاجتماعي ..!

يشهد مجتمعنا العربي في هذه البلاد في السنوات الأخيرة الكثير من التحولات والتبدلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، التي أدت إلى متغيرات في حياتنا وسلوكنا الاجتماعي القيمي .
هنالك ردة مجتمعية وفكرية وأخلاقية عميقة ، وانهيار للأحزاب ، وسقوط للقيم ، واندثار للمبادئ ، وتراجع للوعي الجماعي والسياسي والوطني والثقافي ، ولهاث شديد وراء الثروة والمال . ناهيك عن العائلية والطائفية والعشائرية التي تنخر عظام وجسد هذا المجتمع المأزوم ، وهذا ما أثبتته الانتخابات الأخيرة للسلطات المحلية .
زد على ذلك انتشار ظواهر الارتزاق الفكري والدكاكين الحزبية والمال السياسي علاوة على انتشار النفاق والرياء والدجل السياسي والزيف الاجتماعي والمظاهر الكاذبة ، والتنافس الواسع في السيارات والفيلات الجميلة والرحلات الاستجمامية للخارج وشراء الملابس غالية الثمن وارتياد المطاعم الفاخرة . وقد أصبح شعبنا رهينة لثقافة الأكل والاستهلاك ، وباتت الذاتية والأنانية هي الصفة الغالبة والمسيطرة على مشاعرنا وأحاسيسنا ، وكل واحد منا يبحث عن مصلحته الضيقة قبل المصلحة العامة ، مصلحة شعبه ومجتمعه ووطنه . أما عن البذخ والإسراف في حفلات الأعراس وظاهرة التعري وسباق العرائس في ارتداء الملابس الشفافة وإبراز المفاتن والصدور العارية فحدث ولا حرج ..!
وباعتقادي ، إننا جميعا دون استثناء نتحمل المسؤولية عن هذا التدهور والتسيب الأخلاقي والاجتماعي وما آلت إليه أوضاعنا الاجتماعية .
إن الواقع الذي نعيشه يحتاج إلى ثورة تجديدية في الفكر والعقل ، وتغيير في النهج والمسلك والتفكير ، وإرساء وعي نقدي جديد يتصدى لكل الظواهر السلبية المدمرة التي اجتاحت مجتمعنا ، ويمهد الطريق لنهضة اجتماعية قادرة على بناء جيل جديد قادم ، يؤمن بالتغيير والقيم والأخلاق والأفكار التقدمية التنويرية ، وتوليد حضارة إنسانية جديرة بالإنسان على أساس الديمقراطية والتعددية واحترام الرأي الآخر ، وتصون النسيج الاجتماعي والأهلي والوطني الوحدوي .     

أحدث المقالات