19 ديسمبر، 2024 10:33 م

وقفة بين مله حنش شيخ العشيرة ومله حنش رجل الدين … قصة وواقع

وقفة بين مله حنش شيخ العشيرة ومله حنش رجل الدين … قصة وواقع

يحكى إنه في سنة 1902 في إحدى المناطق العراقية كان هناك شيخ عشيرة وعشيرته أكثرهم يحبون الأكل بكثرة ويحبون حضور الولائم وقليلي العلم والمعرفة بل وانعدامهما, فكان شيخهم يتحدث معم في مضيفه عن أمجاد العشائر ومآثر شيوخ العشائر والمراجل لعل ذلك الأمر يؤثر فيهم قليلاً, لكن كان هذا الشيخ لا يملك من الأموال شيئاً وكان له ابن عم اسمه ” مله حنش ” وهذا كان ينافس ابن عمه الشيخ على عنوان الشيخ وهو صاحب أموال كثيرة جداً, فراح يكثر من إقامة الولائم ويدعو أفراد العشيرة في كل يوم على وجبة العشاء …

وبعد تكرار الأمر من قبل ” مله حنش ” أخذ عدد أفراد العشيرة الذين يحضر مضيف شيخهم يتناقص شيئاً فشيئاً, وفي إحدى الليالي تفاجئ الشيخ بعدم وجود أي فرد من عشيرته سوى القهوجي! فسأله الشيخ : أين أصحابنا ؟ فرد عليه القهوجي قائلاً ” شيخنا أصحابنا كلهم عند ابن عمك مله حنش فهو هذه الأيام يريد أن يصبح شيخاً للعشيرة فراح يقيم لهم الولائم ويتحدث لهم عن الدين ويعطي لهم بعض الهدايا …

فبعد أن أخذ الشيخ يفكر قليلاً قرر أن يركب حصانه وتنكر ودخل على مضيف ابن عمه ” مله حنش” فوجد كل أفراد عشيرته موجدين في مضيف ابن عمه !! فسلم عليهم فردوا عليه السلام ولكن لم يتعرف عليه أحدهم لأنه كان متنكراً ولأنهم أيضاً منشدون إلى الأكل, وبعد أن فرغوا من العشاء, قال لهم مله حنش : الآن لنتحدث في أمور ديننا وهذا أمر ضروري…

وراح مله حنش يتحدث فقال لهم : في إحدى الأيام جاء نبي الله إبراهيم ” عليه السلام ” إلى نبي الله عيسى ” عليه السلام ” وأخذه وذهبوا إلى أبي حنيفة ” رضي لله عنه ” من أجل التشاور بأمور الدين كما نحن الآن نتشاور بأمور ديننا حتى يتعلم الناس …!.

فضج مضيف مله حنش بالتكبير والصلوات من قبل الحاضرين وهم يصيحون أحسنت يا مله حنش, صح لسانك يا مله حنش, بارك الله بك على هذه الروايات الدينية…

فلم يصبر الشيخ على هذه المهزلة, فأزاح تنكره وصاح بمله حنش: ماذا فعلت ؟ فأنت قد جمعت بين الأنبياء والعلماء وهم بينهم فوارق زمنية كبيرة ؟! وكيف اجتمعوا وأين ؟ من أين جئت بهذا الحديث ؟ فرد مله حنش على ابن عمه الشيخ قائلاً : هل تتوقع إنهم يعرفون هذا الأمر ؟ اقسم بالله إن هؤلاء لا يفقهون أي شيء خفيفي العقل شهوانيون باطنيون.

فرد عليه الشيخ وقال له : رحم الله والديك من خلصتني من هؤلاء الأغبياء ومبروك عليك منصب الشيخ وكن شيخاً على من هم أمثالك يا حنش.

في الحقيقة هذه القصة سواء كنت واقعية أو لا فهي تشبه في أغلب أحداثها ما يقوم به أئمة التيمية من المراهن على سذاجة وفراغ عقول أتباعهم ليملأوها بالروايات والأحاديث الخرافية الأسطورية كحديث الشاب الأمر وحديث رؤية الرب ومسألة ثبات الأرض ومسطحيتها ودوران الشمس, فهم كما وصفهم الذهبي في رسالته التي وجهها لإبن تيمية, حيث قال له فيها (( يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة والانحلال لا سيما إذا كان قليل العلم والدين باطوليا شهوانيا لكنه ينفعك ويجاهد عندك بيده ولسانه وفي الباطن عدو لك بحاله وقلبه فهل معظم أتباعك إلا قعيد مربوط خفيف العقل أو عامي كذاب بليد الذهن أو غريب واجم قوي المكر أو ناشف صالح عديم الفهم ، فإن لم تصدقني ففتشهم وزنهم بالعدل ))…

وهنا نستذكر تعليق المرجع المحقق الصرخي على هذا المورد من رسالة الذهبي خلال المحاضرة التاسعة والثلاثون من بحث ” وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ” حيث قال:

{{…. رسالة من التلميذ إلى أستاذه من المُغَرر به إلى المُغَرِر من التائب المستغفر إلى المغالط والمصر على الآثم والعدوان ….وهنا لابد أن اكشف عن حقيقة هذا النهج المدمر التكفيري …… والمهم أن هذه الرسالة تكشف ماذا يرى المجتمع في منهج ابن تيمية؟، تكشف لنا السبب الذي اجتمع من أجله أئمة المذاهب فأفتوا بقتل ابن تيمية، بخروج ابن تيمية مِن الدين واستحقاقه القتل، هذا هو المهمّ هنا، أنا قلت: حتى لا تتعب نفسك مع مدلّسة الربّ الأسطوري،كان على الخطّ التيمي التكفيري الإرهابي التدليسي وما بعد التوبة، يا خيبة مَنْ اتَّبَعَك فإنّه مُعَرَّضٌ للزندقة والانحلال، يا أتباع ابن تيمية الذهبي يقول عنكم بأنكم زنادقة، يا زنادقة على قول الذهبي)) ولا سيّما إذا كان قليلَ العلم والدينِ، باطوليًّا شهوانيًّا ((ممّن يقول بأن الأرض مسطحة وأن الشمس تدور حول الأرض، فينشأ الليل والنهار))…}}.

فهؤلاء التيمية لا يفقهون شيئاً لأنهم أصحاب عقول خفيفة وأصحاب شهوات بلداء الذهن لا يفكرون كما هم أصحاب مله حنش يصدقون بأي شيء يصدر ممن يضع يده في أفواههم, وإلا كيف صدقوا بأنه يمكن رؤية الله رؤية عين وعلى شكل صورة شاب أمرد أو بصور وأشكال متعددة حسب حال إعتقاد الرائي بصورة ربه ؟؟!! أو كيف يصدقون ويؤمنون بأن الأرض مسطحة وثابتة والشمس تدور حولها ويكفرون كل من يقول خلاف ذلك ؟ فمثلما أصبح مله حنش شيخاً بفضل أصحابه أصحاب الشهوات, صار ابن تيمية إماماً وشيخاً للإسلام بفضل أصحابه خفيفي العقل بحسب كلام الذهبي.

أحدث المقالات

أحدث المقالات