اولا: دواعي البحث
في هذه المقالات المتواضعة التي اكتبها هنا ليس لي من هم سوى ايضاح بعض النقاط التي تجاهلها الكاتب رشيد الخيون والذي اكن له كل التقدير والاحترام خاصة واني اتابع معظم كتاباته جذبني اليه بقلمه الهاديء الذي يسير حثيثاً نحو الحيادية والاعتدال رغم انه ممتليء ببعض الافكار التي قد تضغط عليه احياناً كي ينتصر لها هنا او هناك، احترمه واحترم ثقافته وسعة اطلاعه وشوقه الى تحري كل النقاط التي تزيد كتاباته اصالة ورقياً لكن ماذا نفعل واحينا تعوزنا الجراة في تنقيب بعض الاحداث او المواقف، او يبهرنا الاعلام فنتراجع عن بحث اخرى حتى لكأننا نسلم بما تسالم عليه الاخرون رغم وضوح الغش والملابسات فيما نرى، عموما هذه مشكلتنا في واقعنا المعاصر منذ عقود منذ ان اصبح للافكار من ينتجها ومن يدافع عنها .
اما سبب انتقاداتي لكتابه (لاهوت السياسة) ومافيه فهو يقترب من نفس الاسباب التي جذبتني اليه فرجل ذو خبرة طويلة مع قلم مستقل ومداد يرويه من عرقه كيف يقع في هكذا ملابسات، هذا هو الذي دفعني ان اناقش بعض افكاره ناقدا مرة ومعاتبا اخرى ومجاريا له في ثالثة على انني سانتقي من كتابه مجالاً واحداً لا اريد الخوض في غيره، حددت ذلك من خلال العنوان الاكبر لمقالاتي وهو وقفات في قراءة الخيون للمرجعية الشيعية في كتابه لاهوت السياسة.
ولعل اول ما واجهته من مشكلة هي ان ان عنوان الكتاب كان يحكي عن الاحزاب الاسلامية المعاصرة لكنه افرد مساحات كثيرة وكبيرة للمرجعية، قد يكون هناك تماس او علاقة في بعض الجوانب مباشرة او غير مباشرة مع الاحزاب والعمل الحزبي، الا انها كان من الضروري ان تذكر تلك العلاقة في طي البحث حول هذا الحزب او ذاك لا ان تفرد فصول للمرجعية وفصول للدعوات المهدوية وفي الحقيقة ان اعطاء تلك المساحة لا يناسب عنوان الكتاب او ما مكتوب على الغلاف فهو لا يشير الى تلك الجهتين لا من قريب ولا من بعيد