22 نوفمبر، 2024 2:40 م
Search
Close this search box.

وقع ما كنا نحذر منه : الميليشيات المسلحة وفوبيا التمرد وإعلان دولة مستقلة

وقع ما كنا نحذر منه : الميليشيات المسلحة وفوبيا التمرد وإعلان دولة مستقلة

أن بناء دولة مدنية جديدة في ( العراق ) لها نظام مؤسسي ، يتطلب وجود حكومة مركزية غير مرتبطة بتبعات سياسية وتمتلك استقلالية تامة في القرارات المصيرية ، مشددا على ضرورة تنظيم عمل الكتل والأحزاب السياسية والسيطرة على العشائر والمليشيات المسلحة التي من الممكن أن تتمرد وتحاول إعلان دولة مستقلة , إن المسرحية المضحكة والفصل الساخر الذي قدمه ما يطلق عليه دخول المنطقة الخضراء بعلم الحكومة وحرق ومحاصرة السفارة الامريكية والخروج بعد ساعات قليلة وطريقة اقرار قانون التقاعد الموحد على عجالة بدون دراسة لتسريح عدد من موظفو الدولة وما يسمى بالتقاعد و حفظ الامتيازات الخاصة للأعضاء الخاصين بالبرلمان العراقي , لم يكن إلا جزءا من عملية الإحتماء والهروب والإختباء من ضغوطات الواقع المرير والتراكم وعدم مواجهة واقع ما يمر به أكثر من 35 مليون مواطن من محافظات ( العراق ) يعيشون في مخيمات لم تشهد البشرية مثيلا لها في كل تأريخ الحروب .. فهذا المجلس هو والكتل والأحزاب الإسلامية والعلمانية المتصارعين على المصالح والنفوذ والتحضير للمقاولات وأرباح المستقبل لم يكن من العدل أن يقدم للاستجواب أحد أعضائه السابقين والمكلف بمنصب رئيس الوزراء العراقي المقبل بل كان من العدل ومراعاة لمشاعر المتظاهرين في المحافظات عراقية الجنوبية ، وتحقيقا لأبسط شروط العدالة أن يقدم جميع أعضاء المجلس لمحاكمة عادلة واستجواب من أطراف محايدة بما فيهم جميع الوزراء الخائبين ، ولنرى من سيخرج بالبراءة ومن يخرج محملا بذنوب ما حل بنا من خراب ودمار لأننا سنتفرج عن قريب على فصل آخر من هذه المسرحية تستبدل فيه المقاعد وتبقى نفس الوجوه , الغالبية العظمى من مواطني محافظات العراق يؤيدون في ظل الظروف التي شهدتها وتشهدها البلد اليوم ، إقامة نظام سياسي عادل في العراق القادم , لكني باختصار أذكر أهلي في العراق بضرورة توافر بعض الشروط كي نفكر على الأقل بإقامة نظام مؤسسات لدولة مدنية جديدة .. أولها وجود حكومة مركزية غير مرتبطة بتبعات سياسية وتمتلك استقلالية تامة في اتخاذ قرارات مصيرية ، الأمر الآخر توافر قيادة محلية متمكنة لقيادة البلد في الفترة الإنتقالية فضلا عن وجود اقتصاد قوي وحدود مؤمنة بشكل كامل وتنظيم عمل الكتل والأحزاب السياسية داخل العراق والسيطرة على مئات العشائر والمليشيات المسلحة التي قد تتمرد في أي لحظة وتعلن دولة جديدة بالتعاون مع دول العالم الجديد، وإعادة إعمار وبناء ما دمرته الحرب المريرة ضد قوات العدوان الداعشي المحتل وتعويض أكثر من مليوني متضرر من أبناء المحافظات المحررة في الانبار والموصل وصلاح الدين , جميع هذه المتطلبات لا يمكن تحقيق أي منها ما دامت كلمتنا غير موحدة وما زلنا نعيش في دوامة من أكاذيب سلطة عراقية أوقعتنا في فخ خرجنا منه مكبلين بالأحزاب والآلام والجراح .. أما لو سألت عن رأيي الشخصي بهذا الموضوع فأقول ببساطة أن المليشيات الحالية ستحول العراق إلى قطع أراضي تشتريها الدول المجاورة !
فلنتق الله جميعا ونفكر أولا بالحفاظ على وحدة العراق العظيم .. والسلام.

أحدث المقالات