16 سبتمبر، 2024 9:56 م
Search
Close this search box.

وقد نفهم ولا نتفهم !

وقد نفهم ولا نتفهم !

العراق يقف حاليا إمام مرحلة دموية من الفوضى والتصفيات الطائفية ، والشعب العراقي يعترف وبصراحة بأن الطبقة الحاكمة الحالية فشلت في إقامة نظام سياسي مستقر يحقق طموحات العراقيين بسبب خلافاتها الداخلية والشخصية المتفاقمة ، فبعد ثلاثة عشر عاماً جاء بعد الاحتلال البغيض الملعون , والعراق دون حكومة وطنية تراعى مصالح الشعب , رغم الوساطات والتدخلات الأمريكية التي لم تتوقف ، والبرلمان لم يصدر منه قانون واحد لصالح المساكين العراقيين ، فالقوات الأمريكية انسحبت من العراق نهاية عام (2011 ) وخلفت وراءها أيتامها من عناصر العملاء ، ترى ماذا سيحدث لهؤلاء بعد رحيل كفيلهم ( الأمريكي –  الايراني )  انهم مثل اللقطاء غير معروفي الأب ، فلا هم من أجهزة العراق الجديد ولا هم قوات مقاومة للاحتلال التي خانوها وتعاونوا مع الاحتلال ضدها ، ولا هم من المواطنين العاديين المغلوبين على أمرهم ، وقد نفهم ولا نتفهم ، ان لا يستوعب رجال الخيانة والعمالة والرذالة هؤلاء وزعماؤهم ( خاصة من قادة بعض العشائر ) ونسبة كبيرة منهم من الجهلة فكرياً وسياسياً , الدرس الأبرز في التاريخ الذي يفيد بأن جميع الذين تعاونوا مع احتلال بلادهم وقواته واجهوا مصيراً حالك السواد ، بعد أن تخلى المحتلون عنهم وهروبهم تحت جنح الظلام مهزومين ، ولكن لا نفهم أن يقع في هذه الخطيئة سياسيون وشيوخ عشائر ورجال دين كبار يرتدون العمائم بمختلف ألوانها ، وبعض هؤلاء دكاترة ومن خريجي جامعات غربية أو حوزات علمية مشهود لها في العلوم الدينية والفقهية , تعالوا لنجري جردة حساب لما جرى في العراق بعد سنوات الغزو منذ (13) عاماً , والانجازات التي تحققت بفضل هذا الاحتلال وما إذا كانت تستحق الثمن الباهظ المدفوع من دماء العراقيين , والأمريكيين وثرواتهم ,  يتباهى الأمريكيون وحلفاؤهم … بأنهم أطاحوا بنظام ( صدام حسين ) حسب تعبيرهم ، وهذا صحيح ، فنظام صدام لم يعد يحكم العراق ، ولكن هناك الملايين من الايتام ، ومليون أرملة ، ومليوناً ومئتي شهيد ، وستة ملايين جريح ، نسبة كبيرة منهم في حالة إعاقة كاملة وأربعة ملايين مشرد ونازح ومهجر داخل العراق وخارجه ، علاوة على إن العدد نفسه بقي في المنافي ولم يتحقق حلمه بالعودة إما الطبقة الوسطى عماد المجتمع العراقي فقد اختفت بالكامل وكذلك الخدمات الأساسية من تعليم وطبابة وماء وكهرباء وخدمات عامة للمواطنين ، لم تكن هناك طائفية ، ولا تفتيت مذهبي وعرقي , نأمل أن نرى ( حكومة عراقية جديدة ) حقيقية في أوساط العراقيين في المستقبل القريب ، عنوانها محاسبة كل الذين تورطوا في جرائم الحرب هذه ، والعراقيون منهم خصوصاً ، إمام محاكم دولية وإذا تعذر ذلك فمحاكم عراقية عادلة ، ولكننا نخشى من أمر واحد وهو أن تحرمنا الحرب الزاحفة ، وشبه المؤكدة من تحقيق هذه الأمنية !

أحدث المقالات