لقد لعب إقليم كوردستان دورا إيجابياً لا يستهان به في المشهد السياسي الجديد في العراق والمنطقة، وفي المعادلة السياسية العراقية التي تغيرت بشكل كلي بعد إزاحة النظام البعثي، من خلال الوقوف على أساس التوافق المباشر بين علاقاته الخارجية بين الجانبين الأميركي والإيراني، والداخلية العراقية بين الشيعة والسنة، وإبتعاده العقلاني عن الاحتقانات والاصطفافات السياسية والمذهبية، من جهة. ومن خلال الإلتزام الراسخ بالحرب ضد الإرهاب وتقزيم الفكر المتطرف المؤمن بالعنف، والدعوة المستمرة الى التعايش والحوار بين ومع المكونات العراقية، من جهة أخرى. وكذلك من خلال العلاقة الوثيقة التي تربطه بالمرجعية الدينية في النجف، ومع مختلف الأحزاب السياسية في البلاد.
مع ذلك تعرض الإقليم خلال السنوات السابقة لتصعيد اللهجات وللتحدي والإعتداء والهجوم، من قبل القوى الفاشلة في العراق، وباتت العديد من الأطراف تضع يدها على زناد أسلحتها الموجهة نحوه، وتشن هجمات إعلامية نابعة من الغيرة والحقد والحسد من نجاحات الكوردستانيين، معتقدة أن بأكاذيبها وتلفيقاتها المختلفة، والمعلومات المزيفة التي تنشرها في قنواتها الإعلامية، تستطيع تغطية فشلها الذريع وخرقها المتعمد لحقوق الإنسان خلال السنوات السابقة، وللأسف الشديد إستطاعت تحريض جزء من العراقيين ضد الكورد. أما الطرفان الأمريكي والإيراني فلم تدعوا، أدواتهما في العراق، الى السكوت أو حتى التعقل مع تأكدهما المطلق من أن التهديد الحقيقي الذي يواجه العراق بشكل عام هو الثقافة والفكر الشوفيني المترسخ في أذان البعض والأسلحة المنفلتة والمليشيات القذرة التي باتت تمتلك قنوات فضائية وأسلحة متطورة.
آخرالتلفيقات والاتهامات، التي تبعد كل البعد عن الحقائق، وتخالف المبادئ الأساسية الإنسانية والقانونية، والتي تعد تعبيراً واضحاً عن الطغيان المتجذر في نفوس الحاقدين، جاءت من قناة الآفاق التابعة لحزب الدعوة التي تبذل قصارى جهودها لتضليل الرأي العام والتشهير بإقليم كوردستان، وتشويش الصورة اليانعة للازدهار والاستقرار في الإقليم، وتسعى وراء صرف النظر عن المشاكل الداخلية لحزب الدعوة، وزرع بذور الشقاق وتغذية العنصرية والمذهبية المقيتة عبر ذر الرماد في العيون من خلال خدع تثير الضحك والسخرية، حيث إفترت وإدعت بوجود ما يسمى مركز للموساد الإسرائيلي في الإقليم.
الكوردستانيون إعتادوا على وصول خصومة أصدقاء الأمس الى حد الإفتراء ضدهم من أجل مصالح حزبية ومذهبية، منذ أن تشاركوا مع أناس لايؤتمنون ولا يحفظون الأمانة، أناس يمتلكون قنوات فضائية تستغل الفرص لتهييج الشارع العراقي عبر تبني قضايا وهمية، وتكرس برامجها لبث الفرقة والاقتتال وبعث الرياح الصفراء النتنة. ولكن سبحانه وتعالى يقول : (وقد خاب من افترى).
ومن أجل استئصال الإفتراءات وتقويض البيئة المغذية للكذب والإدعاءات الوهمية بصرامة ووفقا للقانون، ولكي يتم وضع حد لكل الاتهامات الباطلة والخطيرة بحق إقليم كوردستان. أصدر المتحدث بإسم حكومة الإقليم توضيحاً للرأي العام حول التقرير المنشور على موقع قناة آفاق أكد فيه عدم وجود أي إسرائيلي أو مركز إسرائيلي في إقليم كوردستان. كما أكد عزم حكومة الإقليم على إقامة دعوى قضائية ضد هذه القناة التي تفوح من برامجها وتقاريرها رائحة الإنتقام والتحريض على الكراهية والبغضاء، وتنفث السم والرذيلة وتنشرالأحقاد والضغائن، لغرض تحقيق مكاسب سياسية على حساب الاساءة الى سمعة الإقليم وشعبه الغيور .