22 ديسمبر، 2024 11:10 م

وقت الحروب والازمات .. ناس تضحي وناس تسرق

وقت الحروب والازمات .. ناس تضحي وناس تسرق

في اوقات المحن والازمات , تمتحن النفوس وتظهر معادن  الرجال  على حقيقتها
ويعرف الغث من السمين .وفي المواقف الصعبة  تسقط  الاقنعة  وتظهر  الرجال على حقيقتها . وفي المواقف المصيرية .. والاحداث المريرة ..  نستطيع ان نقراء كوامن النفوس  , وعندما يصرخ الوطن ويتعلق بابنائه ورقبته  تتدلى تحت  السكين تتسابق النشامى  من اهل  الغيرة  والحمية  لرمي  النفوس  وسط  ازيز البنادق  
تضحي بارواحها وهي مبتسمة غير ابهة لذراع الموت الذي يحوم فوق راسها يتساوى عندها الموت والحياة , عندما تشعر بازمة  الوطن  ومحنته ,  فتراهم
يتسابقون الى حيث المنايا , ويتدافعون لنيل الشرف الكبير في  الدنيا والاخرة .
وهؤلاء   نطلق  عليهم صفة , فرسان الوطن ,  الشرفاء ,  اهل الغيرة  والحمية اهل الايمان والتقوى , الذين يحملون نفوسهم فوق اكفهم , ويتقدمون الصفوف من اجل الشهادة ليس الا . وهناك من الرجال , من يجد الفرصة مؤاتية  في تلك الظروف الصعبة لسرقة اموال الدولة ,  ونهب  العقود  والاستثمارات  .  فالناس
مشغولة في هم الوطن , وهذه فرصة لا تعوض , وعليه استغلالها على احسن وجه . فالساحة له والملعب  خال من اللاعبين والكرة لا  احد  يحركها  غيره . وهؤلاء  اليوم  كثر.. تعج  بهم  الوزارات , وتكثر بهم المؤسسات  والمديريات وعادة ما نسمع بتصريحاتهم الرنانة في لقاءاتهم  الصحفية  واندفاعهم  الكبير
في حب الوطن , واستعدادهم للتضحية  بالغالي  والنفيس  ,  بالروح  والدم . بالمال والاولاد , من اجل ان يظل الوطن سالما معافى .
وكلنا يعلم ان التضحية لا تحتاج الى دافع فالدافع ذاتي , اي الانسان يندفع من اجل وطنه دون ان يدفعه احد , او يمنعه احد . فالوطن هو الاب والام والروح وكل شيء في هذه الدنيا . وان استغلال مصائبه والعزف على جراحه , ليس من شيم الرجال اهل الغيرة والحمية والشرف , بل هذه صفة لا تشرف حتى الانذال . وهي الدرك الاسفل من الخسة , حيث لا شيء بعدها .
وان سرقة البلد في تلك الظروف الحرجة [ خيانة عظمى ] لان الذي يسرق الوطن اسباب قوته , ويجرده منها  فيصبح ضعيفا لا حول له ولا قوة , لا يختلف عمن يطعن الوطن في الظهر  .  ولعل بعضنا قرأ قصة نابليون ورفضه مصافحة احد الخونة لوطنه , حينما قدم الرجل ليتسلم حصته من المال وكان نابليون يسلمها بنفسه , وقد مد يده ليسلم على القائد الفرنسي الذي قال له [ خذ حفنة المال مكافأة لك , اما يدي فلا تصافح من يخون وطنه] فذهب
الرجل منكسا راسه , والندم يعتصر صدره .