التراكم الكمي للحزن العراقي نتيجة الاضطهاد والعنف السياسي والمجتمعي مضاف اليه الموت المجاني الذي يحصد ارواحنا نتيجة الحروب والفتن جعلنا نتحايل على الحزن لكي نخطف سويعات من الفرح الذي غاب قسرا عنا , غاب بفعل السياسات الحمقاء للحكام الذي حكمونا بغفلة من الزمن وبمساعدة قوى الشر المحلية والاقليمية والعالمية .
الشهداء الاحياء والاموات التي يتوفاهم الله جعلوا حياتنا مكسوة بالسواد وعيوننا مغرورقة بالدموع , الدموع التي لم ولن تفارقنا حتى ونحن بقمة افراحنا لاننا نستذكر من مات او غاب عنا مهاجراً هرباً من كل شيء فلم يبقى شيئاً يفرح او يسعد القلب , حتى افراحنا صارت مغمسة بالحزن .
اصرارنا على الفرح لايتعلق برغبة خاصة او حاجة انية بل هو نمط واسلوب حياتنا لاننا نعشق الحياة التي هي هبة الخالق لكي نعيشها مثلما الموت تضحية من اجل المبادئ السامية فالفرح ايضاً جزء مهم من المبادئ التي نؤمن بها , لان الحرية فرحه , والانتصار فرحه والسعادة مبتغانا , لكن البعض يجعل القيود مضاعفة علينا اذ انه يطلب تأجيل الافراح والمسرات ويربطها بموت الاخرين ويحاولون جرنا الى قاع الحزن الاسود الذي لاتنمو فيه ابتسامة .
نعم نحن صناع الفرح لاننا نؤمن ان الحياة تستمر رغم فداحة الخسارة ورغم الالم الذي يعتصر قلوبنا , من يؤجل الافراح يسمح للموت التوغل فينا ويحقق انتصاره , تعالوا لنرقص ونغني مثلما الطير الذي يرقص مذبوحاً لاخر نفساً فيه . تعالوا لنأخذ وقتاً مستقطع لألتقاط الانفاس ,لأستنشاق هواءً خالي من الحزن والموت والدمار.